تم نشر هذا المقال قبل ثلاث سنوات ونعيد نشره الان لانه لم يتغيير شئ على الاطلاق وهذا ما يحصل الان بالضبط في القمة العربية التي تجري بالكويت
طلال عبدالله الخوري 10\9\2011
من القواعد الاساسية بعلوم المباحث الجنائية لاكتشاف الفاعل بأي جريمة, هو البحث عن الاطراف التي لها مصلحة او دافع بوقوع مثل هذه الجريمة, وهذه الخطوة تكون عادة نقطة البداية وأول الخيط لتتبع الجريمة وفك الغازها.
ما يجري بمنطقتنا العربية منذ عقود, هي جرائم بكل ما للكلمة من معنى, من ضمنها جرائم سرقة لمقدرات الشعوب وكدحهم وكدهم, وسرقة الثروات الوطنية لبلادنا, وجرائم استعباد واضهاد وهضم للحقوق الآدمية لشعوبنا.
وبعد ان استفاق شعبنا بفضل الثورة المعرفية التي اتاحتها التكنلوجيا المتطورة والتي قاربت بين شعوب العالم, وبعد ان كسرت شعوبنا حاجز الخوف الذي كان جاثما على صدورنا منذ مئات السنين, وبعد ان انتفض مطالبا بحريته وكرامته, نتفاجأ بان هناك من يحاول ان يرتكب جرائم اجهاض لهذه الثورات التحررية وحرفها عن مسارها بآياد خفية آثمة, لكي تستمر جرائم الطغاة ضدنا.
فمن المفروض ان يكون من اولى اولويات الخطوات بعد نجاح اي ثورة هو القضاء على الاحتكار الاقتصادي للطغاة العرب والمقربين منهم من الاقرباء ومساعديهم من اصحاب الذوات, وتبني دساتير جديدة موازية للدساتير التي تتعامل بها الدول المتحضرة والمبنية على العدل والاقتصاد التنافسي واستقلال القضاء, وهذه هي الاساسيات المبدئية التي لا يمكن لاي دولة ان تتقدم وتتطور وتزدهر من دونها, وهذا ما يعلمه لنا التاريخ.
فبدلا من العمل على هذه الاولويات, نجد ان هناك احداث تدور رحاها بالمنطقة هدفها اجهاض هذه الثورات وتسفيه نتائجها, واشغالها بأحداث جانبية ومصطنعة, تجعل الناس تترحم على الاوضاع التي كانت ما قبل الثورة, وربما تنادي بعودة الطغاة المخلوعين وايقاف الثورات التي لم تنجز بعد خلع طغاتها, مثل الثورة السورية والثورة اليمنية؟
من هذه الاحداث على سبيل المثال لا الحصر, استخدام الاراضي المصرية للقيام باعمال ارهابية ضد اسرائيل؟ راجعوا مقالنا: مبارك يحكم مصر, وشيئا لم يتغير. ومثال اخر هو ان هذه الايادي الآثمة استأجرت مجموعة من الرعاع للهجوم على السفارة الاسرائيلية بالقاهرة؟ ومن هذه الاحداث التحريفية للثورات هو المؤامرة التي رسمها الطغاة العرب بمقر نقابة الطغاة العرب والمسماة بالجامعة العربية والتي تم بمقتضاها ارسال الدمية نبيل العربي (الامين العام للجامعة العربية) بمهمة تسفيه مطالب الشعب السوري الذي يقدم التضحيات والدم من اجل كرامته, وتحريف الثورة السورية الى مسار تفاوضي معروف المصير وهو اعطاء حبل النجاة للنظام السوري البائد ومنحه الوقت الكافي لتمييع الثورة والقضاء عليها. راجعوا مقالنا: الزعماء العرب يتصنعون البلاهة لتقويض ثورات الشباب! .
لكي نعرف من وراء هذه الاحداث التحريفية, سنستخدم نفس مبدأ المباحث الجنائية بالتعرف على الجاني ونستعرض ما هي مصالح مصالح اللاعبين الاساسيين في الساحة العربية:
اولا اسرائيل: طبعا اسرائيل دولة حضارية ومزدهرة ومتطورة بجميع المجالات وخاصة العلمية والعسكرية والاقتصادية. ولديها حكومة منتخبة ديمقراطيا تعمل بكل امكانياتها لتحقيق مصالح دولتها ومصالح شعبها ولا تدخر اي جهد في سبيل تحقيق مصالحها. ومن اهم الاوراق التي تلعب بها اسرائيل دوليا, هي ادعائها بانها الدولة الديمقراطية الوحيدة الموجودة بالمنطقة, وهي بذلك اقرب للمجتمع الغربي من الدول العربية الاستبدادية ومن المجتمع العربي المتطرف دينيا والهمجي والارهابي, وكل هذه الكليشهات المعروفة والتي ساهم بتكريسها الانظمة العربية الاستبدادية عن سابق الاصرار والتصميم؟؟ ومن اوراقها ايضا استعطاف الغرب واميركا والمجتمع الدولي من الارهاب والهمجية التي تعاني منه بسبب المتطرفيين الاسلاميين مثل حماس والاخوان المسلمين وغيرهم من الذين يقومون باعمال ارهابية ضد الشعب الاسرائيلي؟؟
اذا من مصلحة اسرائيل بقاء واستمرار الانظمة العربية الاستبدادية الحالية ومن مصلحة اسرائيل ما تقوم به حماس والاخوان المسلمين والرعاع المصريون وما فعلوه بسفارة اسرائيل بالقاهرة, وخاصة بالوقت الحالي التي تسعى به منظمة التحرير الفلسطينية لاعتراف هيئة الامم المتحدة بالدولة الفلسطينية؟ وايضا من مصلحة اسرائيل ما يفعله نبيل العربي من مبادرات سفيهة ضد الثورة السورية والتغيير الجاري بسورية؟
نحن لا نعرف فيما اذا كانت اسرائيل شاركت بالتخطيط والتمويل لهذه الاحداث, ولكني شخصيا لو كنت يهوديا ورئيسا للحكومة الاسرائيلية فسأكون على استعداد لدفع الملايين للارهابيين المأجورين الاسلاميين والذين افتعلوا الاحداث الاخيرة وللرعاع المصريين الذين هاجموا السفارة الاسرائيلية, وسأسر كثيرا بما تقوم به الجامعة العربية لتقويض التغيير بسوريا واليمن. ونحن هنا لايحق لنا ان لوم اسرائيل للحرص على مصالحها وانما نرفع القبعة لها ونتمنى ان تحرص حكوماتنا على مصالحنا كما تحرص اسرائيل على مصالحها!
ثانيا حسني مبارك وخادمه طنطاوي , وبشار الأسد: لقد اوضحنا بمقالاتنا السابقة مصلحتهم المباشرة بالتخطيط والتنفيذ والتمويل للارهابيين المأجورين الذين افتعلوا الاحداث الاخيرة وللرعاع المصريين الذين هاجموا السفارة الاسرائيلية وما تقوم به الجامعة العربية لتقويض التغيير بسوريا واليمن. راجعوا مقالاتنا السابقة.
ثالثا الانظمة العربية: كذلك الامر بالنسبة لبقية الاظمة العربية فهي حتما ساهمت وخططت لما يحدث بمصر وبالجامعة العربية لان الانظمة العربية تعلم بان كل نظام عربي يتهاوى فهو يسرع بتهاوي انظمتهم وكل مسمار يدق بنعش اي نظام عربي هو بالنهاية مسمار في نعش انظمتهم: راجعوا مقلاتنا السابقة ايضا.
رابعا الغرب واميركا والمجتمع الدولي: هم على استعداد لمساعدة الشعوب المنكوبة انسانيا, وحمايتهم من الابادة, ولكن حتما لن تقوم بازالة نظام استبدادي اذا لم يفعل الشعب هذا ويطالب به. وبنهاية الامر ما يهمهم بالدرجة الاولى هو مصالح شعوبهم , وما تريده هذه الدول بالدرجة الاولى هو الاستقرار والمصاح الاقتصادية, وحتما يمكن ان تضمن هذه المصالح مع اي نظام عربي حاكم ان كان استبداديا او ديمقراطيا! اي ان موضوع بقاء الانظمة الاستبدادية العربية او زوالها لا يشكل لديها اهمية استراتيجية قصوى؟
خامسا: الشعوب العربية:وهي الخاسر الاكبر من بقاء الانظمة الاستبدادية وتقويض الثورات العربية وهي الخاسر الاكبر من الاحداث الارهابية الاخيرة ومن افعال الرعاع المصريين الذين هاجموا السفارة الاسرائيلية, وهم الخاسرين ايضا مما تقوم به الجامعة العربية لتقويض التغيير بسوريا واليمن. راجعوا مقالاتنا السابقة.
اذا بلغة المصالح فان الانظمة العربية ومن بعدها اسرائيل لهم المصلحة القصوى بهذه الجرائم التي جرت بمصر والجامعة العربية وسوريا؟؟ ولكي تحصد الانطمة العربية ثمرة هذه الاحداث الاجرامية المأجورة والتي خططت لها مسبقا, قامت بتسليط ابواقها المأجورة ايضا لارسال رسائلها للغرب واسرائيل والتي مهدت لها بافتعال هذه الاحداث: مفاد رسائل الانظمة العربية للغرب هو التالي: ان شعوبنا هي متطرفة وارهابية وان مصالح الغرب واميركا واسرائيل ستتضرر من تغيير الانظمة العربية, لذلك على كل من الغرب واميركا واسرائيل مراجعة مواقفها المؤيدة والداعمة للثورات العربية والتغيير الجاري بالمنطقة العربية, والحرص على بقاء الانظمة الحالية, لا بل اعادة الزعماء الذين سقطوا او تثبيت خلفائهم من الخدم المخلصين لهم مثل طنطاوي بمصر؟
من هذه الابواق المأجورة والتي تم استخدامها لارسال مثل هذه الرسائل للغرب واسرائيل الكاتب المتنكر بالعلمانية واللبرالية نضال نعيسة وهو خير من دافع عن النظام السوري وهو خير من هاجم اعداء النظام السوري!
لقد قام هذا البوق بكتابة مقالة باللغة الانكليزية ونشرها بموقع عرب تايمز تحت عنوان: “هل ستدمر اميركا اسرائيل”
Will America destroy Israel
تصوروا ان هذا البوق الاعلامي للنظام السوري يتسأل بان هل تأييد اميركا للثورات العربية ووقوفها الى جانب تحرير شعوبنا من قيود الذل والاستغلال سيفضي الى تدمير اسرائيل على يد الانظمة الاسلامية التي ستعتلي السلطة بعد الانظمة الحالية؟ حيث يؤكد ويجزم هذا البوق للغرب بان الاسلام المستبد والمتطرف هو الذي سيصل الى الحكم بعد هذه الانظمة الاستبدادية وهو اسوء بكثير من الانظمة الحالية, والاكثر من هذا سيتم تدمير اسرائيل وهذا يذكرنا بما قاله رامي مخلوف, محتكر الاقتصاد السوري بالنيابة عن ابن عمته بشار الاسد, لاحد القنوات التلفزيونية الاميركية بان امن اسرائيل من امن سوريا؟
يعتبر البوق الانف الذكر بمقاله هذا, بأن التغيير الذي يجري بالمنطقة العربية, هو نتيجة لسياسة الفوضى الخلاقة التي افصحت عنها كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية السابقة وتابع نفس الاستراتيجية هذه الرئيس باراك اوباما:
This slogan was, overtly, expressed by ex-Secretary of State Condolisa Rice, in a press release, during the Lebanese-Israeli war in summer 2006. The apostle Muslim President Barak Obama is still following the same strategy.
وبعد ان يدعي كاتب المقال نضال نعيسة بان الهدف من الفوضى الخلاقة هو لاضعاف الدول العربية بالمنطقة وبالتالي الحفاظ على اسرائيل الدولة الوحيدة القوية بالمنطقة, يعود ويناقض نفسه ويحذر بان هذه الفوضى الخلاقة ستؤدي الى وصول الاسلاميين والقوميين العرب للحكم وسيقومون بتدمير اسرائيل لان هذه هي اهدافهم التي يعلنونها دائما؟؟
This scenario has been applied and cloned , up till now, in many so called Arab States like Iraq Sudan, Tunisia, Libya, Egypt, and Yemen. The American Strategists and foreign policy makers think that applying this strategy will help weakening these states and present Israel as the only cohesive and strong political regime and entity in the region, and keep it as the only player on the stage, which, in effect, will secure its long existence and continuity among those falling apart, feeble and dismantled states. But this strategy revealed many gaps and defects that were shown up, not on that Chaos-targeted states, but on Israel itself, because the first and main bright fact that the New Cons, apparently, ignore, and therefore should learn, is that the balance of power, on the ground of all Arab state, is in favor of radical Islamists, fundamental extremists and Arab Nationalists whose major, ultimate and final strategic goal and desire are to destroy Israel, and throw it in the sea, as it is circulated and proclaimed by all Islamic and pan-Arab movements, parties and groups
ومن مفارقات السيد نعيسة المضحكة عندما يقول: لا تظنوا باني أوأيد الانطمة الاستبدادية, ولكن غياب القوة المركزية سيؤدي الى غياب الامن عن كل المنطقة؟؟ ونحن نتساءل اليس هذا ما يروج له كل الانظمة العربية؟؟ وهل هناك اكثر من هذا تأييدا للانظمة العربية؟؟
This doesn t mean, under any interpretation and circumstances, that we support and stand by dictators and despots of this historically ill-fated and tyranny-stricken region. The absence of central power and cohesive states, which is a major mechanism in Creative Chaos process, will, logically, lead to the absence of security all over the region
ولكي يدعم ادعائاته يقوم بتذكير الغرب واسرائيل بعملية تفجير انبوب الغاز الذي يزود اسرائيل بالغاز المصري, والعملية الارهابية من الاراضي المصرية, وبحوادث السفارة الاسرائيلية, وعملية اخلاء موظفي السفارة ونقلهم جوا الى اسرائيل؟؟
It, practically, led during the so called Egyptian Revolution to the blowing up of the Egyptian Gas pipes that were supplying Israel with cheap Egyptian Gas. Later, a very bloody attack was launched targeting an Israeli Military bus killing and wounding dozens of Israeli soldiers. The latest of this Creative Chaos fruit was the destructive attack against the Israeli Embassy in Cairo, followed by the shocking unusual flight of the Israeli Ambassador on board of an Israeli military jet
وقمة الدراما في مقالة السيد نعيسة تأتي عندما يربط بين هروب ديكتاتور تونس بن علي بطائرة, وهروب السفير الاسرائيلي على طائرة؟؟ ثم يعود ويربط بين اخلاء المنطقة من المسيحيين بسبب الارهاب الاسلامي وبان الدور جاء الآن على اليهود؟؟ ثم يحذر بان هجرات اكبر ستنتج عن تسلم الاسلاميين للسلطة؟ اي باختصار يعزف الكاتب نعيسة على الوتر الحساس للغرب وتخوفه من الهجرات الغير شرعية الى اراضيه؟؟
The flight of the Israeli Ambassador in Egypt late at night,( it is also likened to president Ben Ali s Creative Chaos flight), is very symbolic and it is another fruit of American genius planning, and it may be, of course after the Islamic final takeover, thanks to American strategists, an introduction and a gate to a greater escape in the future the nature, the size and the whereabouts of it are not known, up till now, at least
مما سبق نستنتج بان الاحداث الاخيرة من تفجير لانبوب الغاز ومن تهجير للمسيحيين ومن احداث السفارة الاسرائيلية بمصر,والعمليات الارهابية المأجورة ضد اسرائيب, هي كلها تصب بمصلحة خونة الجامعة العربية من الطغاة الغرب, وهذا يؤكد لنا بانهم هم من قاموا بالتخطيط لها وتمويلها وتنفيذها, وذلك من اجل ثني الغرب عن مساندة الشعوب العربية من التخلص من انظمتهم الاستبدادية. وهاهم يستخدمون ابواقهم من امثال الكاتب نضال نعيسة لكي يرسلوا رسائلهم للغرب وباللغة الانكليزية لكي يقولوا لهم بان ما تفعلوه يضر بمصالحكم ويدمر اسرائيل.