من أطرف تعليقات وفد المعارضة السورية على الانسحاب الروسي ، أنهم يريدون من روسيا (أفعالا وليس أقوالا) ، مما يعطي انطباعا أن روسيا تنسحب من سوريا في سياق التزامها باتفاقها مع وفد المعارضة وتحت ضغطها !!!!
طبعا نحن نأمل أن تكون صورة وفدنا المفاوض صورة ( الغضنفر المسلح بلبوات نسوية جميلات !! ) كما شاهدنا على الفضائيات، سيما أن نصف الوفد، الذي عقد المؤتمر الصحفي للمؤتمر عالميا كان من (لبواتنا) اللواتي كانت تنقصهن لبوة معتقلة واحدة لا نعرف أين هي معتقلة لدى السلطة أو المعارضة ؟؟؟؟
حيث الروح التضامنية (اللهلوبة)، للبواتنا رفضن أن لا يستغلوا هذه التظاهرة العالمية دون المطالبة بالأخت المعتقلة (لا نعرف أين ولماذا !!؟؟ )، سيما أن المطالبة بمعرفة مصيرها لم يكن مطلب الوفد الذي اشتغل فيه رئيسه إعلاميا عالميا كمنسق للمتدخلين والمتدخلات بجدارة، وخاصة المتدخلات ( اللبوات الملتهبات )، سيما أن هذا التدخل كان من قبل اللبوة المدعومة سلطة ومعارضة دون أن نعرف أية صفة حقوقية وقانونية تمثيلية لها، سوى أظهار وفد المعارضة حسن النوايا الطيبة نحو الوفد الأسدي… حيث أن هذه (اللبوة اللهلوبة الناطقة الإعلامية )، مدعومة معنويا بصورة لمساجين يحملها الوفد (دائما ) في كل المؤتمرات، ليثبت عدم طائفيته لمساجين سوريا، لم نعرف مع ذلك إلا واحد منهم (مدعوما ) من هيئة التنسيق القومية ( البيككية الكردية والعربية الناصرية !!!) ، حيث كان من أشد رافضي التدخل الأجنبي إذا دعت له المعارضة عبر الأمم المتحدة بهدف حماية السكان المدنيين ….وذلك قبل، بل وبعد التدخل الروسي والإيراني !!!!
خفة الدم المعارضة كانت شديدة السقم والعقم والركاكة والكآبة، عندما قدمت قراءة كوميدية من منظورها الظفروي الانتصاري، متمثلا أن روسيا سحبت قواتها من سوريا أمام قوة الهجوم السلمية الصاعقة التي يقودها الرفيقان البعثيان المناضلان رئيس الوزراء السابق ووزير ثقافته اللاحق….
وهكذا تضع هذه المعارضة (المتعددة الجنسيات ) نفسها أمام اشد قهقهات التاريخ سخرية واحتقارا، وذلك لأنها إذا كانت مقتنعة حقيقة بذلك (أي الانسحاب الروسي بدلالة ضغط المعارضة الرسمية التفاوضية وليس الثورية)، فعندها ستتجاوز المثل العربي عن حماقة ( هبنقة ) ممثل الرمز العربي لنموذج الأخرق والساذج … وإن كانت غير مقتنعة أن هذا الانسحاب يمثل منظومة معقدة من العوامل السياسية والدولية التي آل لها الوضع في سوريا بما فيها علاقة النظام الأسدي بالبوتيني ، فإنها ستكون في هذه الحاله أسوأ نية ومقصدا، وهي أنها تتقصد أن تضلل شعبها عامدة متعمدة، لتوحي للشعب أن دورها التفاوضي ضروري وفعال ومؤثر، وهو ليس ضروريا لمصالحها ومكاسبها الرخيصة المتكسبة بالدم فحسب …بل أن انسحاب روسيا( خداعا ومكرا )، ستعتبره المعارضة أول انتصاراتها السياسية والدبلوماسية …بينما تجمع كل مصادر التحليل السياسي على أن انسحاب روسيا المفاجيء مرتبط أولا وأخيرا في جردة حسابها العالمية والدولية من الخسارة والربح بعد ستة شهور من هزائمها المتوالية أمام ثورة الشعب السور ي حربا وسلما دون تحقيق أي من مهماتها الكاذبة….
حيث أن الثورة قد خلصت بأن اتخذت قرارها أن هزيمة هذا النظام الوحشي وحلفاءه الروس والإيرانيين بشكل حاسم ونهائي، لن تكون بالسلاح وحده رغم هزيمتهم به مع ذلك حتى الآن… بل بتمسك الشعب بثورته وأرضه ووحدة شعبه، وأن ما خارج ذلك من المقاتلين الأوغاد المستعمرين الروس والأسديين المستوطنين الذين يستأجرون سوريا ببيعها بالقطعة من أجل قيام سوريا المقسمة المفيدة لهم كنظام طائفي، والمفيدة طائفيا أجنبيا للإيرانيين وحزب اللاتيين، والأجانب المتعددي الهيئات والجنسيات الدولية التي تدير حرب البيكككيين المرتزقة في سبيل تمزيق سوريا وتركيا …. ….
إذن ثورتنا هي التي أجبرت روسيا على الانسحاب ، وستجبر إيران وحزب اللات والبيكيكي ، وكل وجود أجنبي على أرضها، حتى وإن كان داخليا (أسديا أو داعشيا أو بكيكيا ) ……