بعد الخسارة الرابعة لمنتخبنا الوطني في تصفيات كاس العالم, أصابنا إحباط شديد, فكلنا عشاق للأسود وكنا ننتظر منهم ظهور لائق, خصوصا أن كتيبة شنيشل تحتوي على أسماء لامعة في الساحة الكروية, لكن فاجعة الثلاثاء أمام الفريق الإماراتي كانت شديدة, حيث كان منتخبنا بلا طعم ولا رائحة, ضائع في الملعب, أمام منتخب عادي, كان من الممكن أن نكسب نقاط المباراة, لو ظهر لاعبونا بحقيقتهم, أو لو كانت هناك خطة لعب محكمة, خصوصا أن مفتاح لعب المنتخب الإماراتي معروف للكل وهو “عموري”, فتمت الخسارة لغياب الرؤية للمدرب, وكسل اللاعبين, وفوضوية الاتحاد, كانت ليلة لا نتمنى أن تتكرر.
فكرت كثيرا ترى كيف يمكن أن يكون لدينا فريق عالمي ينطلق ولا يتراجع, يحقق كل أحلامنا بالتتويج وحصد الكؤوس.
فكانت هذه الأفكار:
● تأسيس دوري محترفين من عشر فرق
أثبتت التجارب التي حصلت في الخليج وفي شرق أسيا, أن تبني هكذا دوري يكون دافع لانطلاقة حقيقية, فيعمل الاتحاد العراقي على تأسيس الدوري محترفين, مع بقاء الدوري الممتاز الحالي, ودوري المحترفين يتكون من 12 فريق وعلى مرحلتين, ويكون مدعوم من شركات النفط الأجنبية المتعاملة مع العراق, والشركات الاستثمارية المتعاقدة مع العراق, أو تعرض الأندية للبيع, لتكون تحت قيادة الأثرياء, أو إن يعلن كل نادي خطة للاكتفاء الذاتي مثل بناء مول أو تأسيس شركة تجارية, أو افتتاح فنادق ملحقة بالنادي, كي يكون له إيرادات تعينه على دفع رواتب اللاعبين.
ويشترط للنادي المشارك أن يكون لديه ملعب بمواصفات عالية, ولا يقل عن مستوى ملعب كربلاء أو ملعب الشعب, والنادي الذي لا ملعب له, لا يسمح له باللعب بدوري المحترفين, فيكون دوري محترفين حقيقي, والاهم أن تكون له روزنامة ثابتة, مع تواجد أربع محترفين لكل ناد, واعتماد الاحتراف في التسويق, عبر الاعتماد على الإعلانات في الملاعب وفي ملابس الأندية, بالاضافة للاتفاق مع شركة محترمة على تشفير الدوري, لضمان إيرادات عالية, مع اشتراط انطلاق دوري ناشئين وشباب متزامن مع مباريات دوري المحترفين.
ولا ضير أن يستمر دعم بعض الوزارات للأندية كارتباط تاريخي, وهكذا تصبح الأندية كشركات تحقق إيرادات وهي تصرف على نفسها, ولا تستجدي المال من وزارات الدولة.
لو تم هذا الأمر لامكن أن يكون لدينا لاعبين على مستوى عال, حاضرين لأي مهمة وطنية.
الأهم أن لا يتوقف الدوري مع كل مشاركة دولية يجب أن يتعاقد كل فريق مع عدد مناسب للاستمرار باللعب حتى مع استدعاء لاعبين للمنتخبات.
● المشاركة في البطولات الودية
في الثمانينات كان العراق ملتزم بشكل جيد في المشاركة في بطولة نهرو في الهند وبطولة مرديكا في ماليزيا, بالاضافة لبطولة الرئيس الكوري الجنوبي, هذه البطولات كان يشارك بها المنتخب الوطني, وكانت تجعله في الجو البطولات دائما,وتضمن له احتكاك مع فرق جيدة.
إذن يجب إن تكون لنا خارطة سنوية للبطولات الودية, بحيث تكون أربع بطولات, كل ثلاث أشهر تكون مشاركة في بطولة, وإذا لم تتاح الفرصة فنقوم نحن بتنظيم بطولة رباعية, هذا الأمر يضمن لنا الاندماج بين لاعبي المنتخب, ويكسب الخبرة للاعبين, ويجعل الفريق متهيئ لأي مشاركة.
نذكر هنا أن الأمر ممكن بالتعاقد مع شركات مثل شركة LG سابقا, لكن الاتحاد كان سلوكه في استغلال الأموال بعيد عن مصلحة الكرة العراقية, فالمطلوب الضغط الإعلامي على الاتحاد على الإعلان الرسمي على المشاركة في بطولات ودية للمنتخب.
● مباريات أيام ألفيفا
المباريات الودية الدولية مهمة لكل منتخب, ونرى كيف تستفيد منها المنتخبات العالمية ولا تضيعها, وهي 12يوم في السنة في كل شهر يوم, فيجب على الاتحاد العراقي أن يكون متفق رسميا ومنذ اليوم الأول للعام على 12 مباراة ودية للمنتخب, مع مختلف البلدان, فيجب الخروج من دائرة اللعب فقط مع الأردن ولبنان واليمن وفلسطين.
معلومة كان الاتحاد يبحث عن مباريات مجانية لأنه لا يريد أن يصرف الأموال خارج دائرة مكاسبهم الخاصة, مما أضاع على الكرة العراقية الكثير, لذا على الإعلام الضغط على الاتحاد, كي يحضر جدول رسمي بالمباريات الودية للمنتخب, مصيبتنا باتحاد كروي غير مهني وفاشل ويحتاج للضغط كي يعمل, فعلى الإعلام والجماهير الاستمرار بالضغط لكسب حق المنتخب من الاتحاد الى أن يحصل التغيير.
● لجنة دعم المنتخب
لجنة يشكلها الاتحاد من الخبراء المميزين, واللاعبين السابقين, والإعلاميين المميزين, الخيرة من كل هؤلاء, مثلا تكون عبد القادر زينل وجمال صالح وأنور جسام ورائد محمد وعلي رياح وهادي احمد وحارس محمد, وتكون لها مهام متعددة, منها ترشيح أسماء اللاعبين للمدرب, متابعة المنافسين, حل المشاكل التي تواجه المنتخب, الرد على الإعلام , تهيئة مساعدين, وعملها متفرغ تماما للمنتخب الوطني, وهي مرتبطة رسميا بالمنتخب, وبالاتحاد, وتدعم المنتخب بكل شيء ولها جدول دوري تجلس مع المدرب, واتصال مباشر معه لإيصال المعلومة والمشورة.
● إعادة الروح للمنتخب الرديف
في عام 1985 فاز منتخبنا ببطولة كاس العرب بالمنتخب الرديف, وكانت له مشاركة مميزة في الدورة العربية بالمغرب بمنتخب خليط من الرديف والأول فاز بذهبها, وكانت للمنتخب الرديف مشاركات كثيرة, مما جعل العراق يكسب لاعبين كثر, وتكون خيرات المدرب متنوعة, فكانت تجربة ناجحة كان يجب إن تستمر, لكن غياب الفطنة عن رجال الاتحاد العراقي جعلنا نفقد القدرة عن إيجاد البدلاء, مما تسبب بخسائر لا تنتهي.
الفكرة إن يتم الإعلان عن تشكيل منتخب رديف بكادر متكامل وجدول سنوي واضح للمشاركات فيكون هدفه كاس الخليج وبطولة غرب أسيا وكاس العرب, مع بطولات ودية, وتكون مراجعة سنوية للمكاسب ومدى النتائج التي حققها الكادر, وهكذا نفك الاشتباك مع المنتخب, ونهيئ لاعبين مكتسبين الخبرة من مشاركاتهم الخارجية,
●بطولة العراق المفتوحة للناشئين
من المهم إن تكون للعراق بطولة للناشئين تكون دعوات للمنتخبات والأندية والمدارس المحلية والعالمية والعربية للمشاركة, يتنبى الفكرة المثلث ( الاتحاد العراقي واللجنة الاولمبية ووزارة الشباب) بحيث تكون بطولة إيرادات وليس مجرد صرف, فمن الممكن عمل دراسة لها وتربط بجوانب السياحة والاستثمار وهكذا تحقق أهداف كبيرة.
هذه البطولة تكون شبيه ببطولات تجري في أوربا, وهي تهيئ لاعبين للمستقبل, وتكون موعد سنوي مهم للشبان, وضمن الاحتكاك مع المدارس الأخرى وتجعل الاتحاد العراقي منفتح على الاتحادات العالمية, ويضمن لنا علاقات اكبر بدل العزلة التي يعيشها اليوم الاتحاد العراقي.
● الخطوة الأهم تغيير كل رموز الاتحاد العراقي
ألان المتواجدين بالاتحاد العراقي تحيطهم شبهات كبيرة, وغير مقبولين في الوسط الرياضي, والاتحاد اغلبهم غير رياضيين, جاءت بهم الصدف والمصالح, مع غبن كبير لأجيال المنتخب العراقي, والخسائر المتكررة وضياع الوقت والجهد, كلها أسباب المنظومة المتواجدة اليوم, التغيير يجب إن يطيح بهم كلهم, فالاتحاد العراقي هو حجر العثرة إمام منتخبنا للانطلاق نحو النجاحات.
إذا لم يزاح رموز الاتحاد الفاشل فان منتخبنا لن ينجح, والحراك يجب إن يشترك به الإعلام والحكومة والاولمبية, فما يجري اليوم جريمة بحق المنتخب العراقي, من جانب أخر يجب فتح الباب للاعبي منتخبنا الوطني السابقون أمثال هادي احمد وفتاح نصيف وفلاح حسن وعلي كاظم وإسماعيل محمد وسعد قيس وحارس محمد, والكثيرون ممن ابعدوا عن الاتحاد ليدخله الطارئون أمثال مالح وجبار.
● الأمل بالغد
إن تم تطبيق بعض هذه الأفكار, وإزاحة رموز الفساد في الاتحاد العراقي, فإننا سنشهد ولادة منتخب عراقي عالمي, وتعود الحقوق لأصحابها, وتفرح الأجيال بما تم.