خطاب مريم رجوي في اجتماع «الجميع من أجل الحرية» في باريس

خطاب مريم رجويmaryamrajawi
في اجتماع «الجميع من أجل الحرية» في باريس
27 حزيران 2014

عقدت المقاومة الايرانية مؤتمرا حاشدا بحضور اكثر من مئة الف من الجالية الايرانية اليوم27 حزيران الجاري بباريس .
وناقش المؤتمر الوضع الايراني والتدخلات الايرانية في العراق وسوريا والدول العربية الاخرى وطرح في المؤتمرموضوع مخيم ليبرتي في العراق الذي يسكن فيه ثلاثة الاف من المعارضة الايرانية اعضاء منظمة مجاهدي خلق الايرانية.
وتقاطر الايرانيون من داخل إيران ومن ارجاء العالم لحضور المؤتمر ، بالاضافة الى قرابة 600 من كبار الشخصيات العالمية ضمن الوفود البرلمانية من 69 بلدا من 5 قارات العالم منها الولايات المتحدة الاميركية وكندا واستراليا و اوروبا ومن الدول العربية والشرق اوسطية.
وكانت المتكلمة الخاصة لهذا البرنامج مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية وفيما يلي نص كلمة الرئيسة مريم رجوي:
بسم الله
باسم إيران وباسم الشعب الإيراني
باسم الحرية، باسم المقاومة وجيش الحرية
باسم الشهداء والسجناء السياسيين، سجناء العقيدة والصمود

التحية لكم جيمعاً الذين توافدتم من خمس قارات العالم إلى هذا المكان.
والتحية لكم ايها الشخصيات، والممثلين لتسعة وستين بلداً في العالم الذين جئتم إلى هنا للإعراب عن تضامنكم مع الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.
التحية لمجاهدي خلق، من الشهيدة أشرف رجوي والقائد الشهيد مو‌سى خياباني وحتى صديقة وندا وغلام رضا خسروي، الذين يمثلون نبراساً وقدوة للجميع الأبطال الذين فتحوا بدمائهم طريق النضال ضد الدكتاتورية الدينية لمدة ثلاث وثلاثين سنة.
والتحية لشعبينا المنتفضين في سوريا والعراق ومعركتهما من أجل الحرية والديمقراطية وضد الإرهاب والتطرف الديني.

أيها المواطنون،
نحن الأن نمرّ بمرحلة حساسة من تاريخ إيران والشرق الأوسط، منعطف يتفاعل مع أكبر حقيقة في المرحلة الراهنة؛ ألا وهي، هذه الحقيقة، مرحلة النهاية لنظام ولاية الفقيه.
إن تفجر غضب الشعب العراقي، هزّ سيطرة ولاية الفقيه في هذا البلد. ومراهنة الملالي لمدة إحدى عشرة سنة في العراق أصبحت في مهبّ الريح. والملالي الذين كانوا يريدون تفادي تجرّع كأس السمّ، دبّت آثار سمّ هزيمتهم في العراق في جميع أوصال نظامهم.
كان العراق، منذ اليوم الأول، وبسبب موقعه الجيوسياسي، أول فريسة لولاية الفقيه لتصدير تطرّفها وإرهابها إليه.
ومن خلال حرب ثماني سنوات وبشعار «فتح القدس عبر كربلاء»، قد وضع خميني نصب عينيه احتلال العراق والعتبات المقدسة فيه.
في ذلك الوقت خاض جيش التحرير الوطني أكثر من مائة عملية كان آخرها تحرير مدينه مهران والاستعداد للتقدم باتجاه طهران، وبذلك جرّع السمّ في حلقوم خميني.
فتوقفت الحرب المدمرة، لكن بعد خمسة عشر سنة منها، وبعد الهجوم الأميريكي على العراق تحقّق الحلم التاريخي لولاية الفقيه.
وتسلّطت علي هذا البلد قوات القدس الإرهابية وعملاؤها الذين كشفنا عن اثنين وثلاثين ألفاً منهم قبل ثمانية أعوام.
وحقاً، ما ذا يفعل اليوم في بغداد قاسم سليماني قائد قوات القدس ومائتان آخرين من قادة الحرس؟
منذ عقد من الزمن، أكّد ملايين من أبناء الشعب العراقي في بيانات أصدورها ووقّعوا عليها أنهم واجهوا منذ البداية «حرباً خفية واحتلالاً مبطّناً» من قبل النظام الإيراني، ومن ثم واجهوا احتلالاً سافراً وصل إلى حدّ تفجير الحرمين المقدسين في مدينة سامراء.
وفي الوقت نفسه، أي في عام 2006، طالب خمسة ملايين ومائتا ألف من العراقيين بقطع أذرع النظام الإيراني من بلدهم.
وصرّح أحمدي نجاد في بداية عام 2006 قائلاً« إن الله قد وضع حصيلة احتلال البلدين (العراق وافغانستان) في سلّة إيران!
وفي آب 2007 أعلن علي لاريجاني أن جميع الأطراف الحاكمة في العراق «يطبّقون ما نقول لهم» و«إنهم من أصدقائنا…».
هذه وثيقة بتاريخ نيسان 2004 تفيد أن الحزب الحاكم في العراق طلب الأسلحة من قوات القدس الإرهابية.
إن الشخصيات الأميركية والأوروبية والعربية الحضور في اجتماعنا اليوم قد صرّحوا خلال السنوات الأخيرة عدة مرّات بأن العراق تم تقديمه إلى الملالي الحاكمين في إيران في طبق من ذهب.
بلد بحكومة تابعة وتحت إمرة ولي الفقيه،
وبأحرار ومثقفين تم قمعهم،
وبمكون مسيحي تم نسفه،
وبإبادة أهل السنة فيه،
وبقنابل واغتيالات وتفجيرات يومية،
وبست وعشرين هجوماً على أشرف وليبرتي وحصار قاتل،
وبعديد من الشهداء والجرحى وبرهائن مختطفين.
صرّح الجنرال اوديرنو في إيلول 2007 أن 73 بالمئة من خسائر القوات الأميريكية كانت بسبب هجوم الميليشيات العميلة للنظام الإيراني.
نعم، الخطأ التاريخي الأميريكي كان أنها اعتبرت نظام ولاية الفقيه في العراق جزءا من الحلّ وخضعت أمام حكومة مشتركة معه.
وفي المقابل تم قصف مقاتلي الحرية الإيرانيين بشكل عنيف، الذين لم يكونوا طرفاً في الحرب، ومن ثم مقابل الحماية التي عرضوا عليهم وخانوا فيها قاموا في البداية بتجميع أسلحتهم وبعد ذلك مصادرتها.
وخلال هذه السنوات وخاصة منذ شباط عام 2011، أطلق أبناء الشعب العراقي مئات المرّات شعار طرد نظام الملالي وأقاموا مظاهرات لإبلاغ هذا الشعار. كما أن الاعتصامات والمظاهرات السلمية استمرت لمدة أكثر من عام في ست محافظات عراقية. وتحولّت المعارضة لسيطرة نظام الملالي على العراق إلى القضية الأولى والرئيسية في العراق.
إنتفاضة الموصل والمدن العراقية الأخرى قد فاجأت بيت خامنئي العنكبوتية قبل الآخرين، وهزّت قيادة قوات الحرس. النظام الإيراني يحاول يائساً أن يلصق الإرهاب بالإنتفاضة المليونية واقتصارها بالقوى المتطرفة وبذلك يعادي انتفاضة الشعب العراقي. بينما أدان زعماء العشائر وأبناء الشعب العراقي بقوة وعدة مرات كل أشكال التطرف والإرهاب والهجوم على المدنيين والإعتداء عليهم.
وأكد أبناء العشائر بأنهم هم الذين خاضوا سابقاً الحرب ضد الإرهاب والقاعدة في العراق وأنهم مستعدون لذلك مرة أخرى أيضاً. لكن لايمكن التذرع بذلك بهدف تجاهل إرهاب حكومة المالكي والنظام الإيراني اللذين يعتبران السبب لهذه الظروف.
واليوم وبغض النظر عن أي تحليل أورأي، هناك إجماع واسع في العراق وعلى مستوى المنطقة وعلى الصعيد الدولي بشأن تطورات العراق، حيث أن الجميع يقولون إن الظروف الراهنة في العراق جاءت نتيجة سياسة الاحتكار بالسلطة والقمع التي يمارسها المالكي.
إذن، ليس هناك سوى حلّ واحد وهو تنحية المالكي من السلطة. الحل هو قطع أذرع النظام الإيراني في العراق وتشكيل حكومة ديمقراطية شاملة.
ويجب التذكير هنا أن المفاوضات مع الفاشية الدينية والإستنجاد منها لحلّ مشاكل العراق وتحجيم الأزمة فيه، لاتؤدي إلا إلي إيغال الشعب العراقي في مستنقع الاقتتال والحروب الداخلية.
وكنت قد أكدت قبل إحدى عشرة سنة أن خطورة سيطرة نظام الملالي على العراق أخطر مائة مرة من مشروعه النووي.
وخلال هذه السنوات، وبنفس الأسلوب الذي قمنا فيه بالتنوير في المجال النووي، فإن المقاومة الإيرانية كانت في طليعة من قام بالتنوير وبكشف الحقائق بشأن تدخلات وجرائم نظام الملالي في العراق. وقد وقفت المقاومة الإيرانية في وجه وحش التطرف الديني، ودفعت ثمناً باهظاً لهذا الموقف، حيث أعلنت أن العدو الرئيسي للشعب الإيراني ولجميع شعوب المنطقة هونظام ولاية الفقيه الذي يجب إسقاطه.
التحية لأبطال الصمود والمقاومة، خاصة للشهداء الإثنين والخمسين الذين سقطوا في ملمحة أشرف في الأول من إيلول الماضي، وعلى قمّتهم النساء الماجدات زهرة وجيتي وميترا وجيلا ومريم وفاطمة اللواتي عقدنا هذا الإجتماع تيمناً بأسمائهنّ الطاهرة.
اسمحوا لي أن أؤكد هنا على مسؤولية أمريكا والأمين العام للأمم المتحدة حيال أمن وحماية وسلامة المجاهدين السجناء في ليبرتي.
نحن قد طلبنا عدة مرّات من أمريكا لتقوم بنقل سكّان ليبرتي، ولو بشكل مؤقت وعلى نفقتنا، إلى أرض الولايات المتحدة أو إلى أحد البلدان الأوروبية. وكانت هذه العملية ولاتزال ممكنة، كما فعلتها أمريكا في الماضي في كردستان العراقية وفي البلقان أيضاً.
وأؤكد من جديد أنه لايمكن شنّ أي هجوم على مخيم ليبرتي دون التدخل والتنسيق مع الحكومة العراقية. إذن يجب على أمريكا أن تمنع في الأقل الحكومة العراقية من أي هجوم واعتداء وفرض قيود على سكّان ليبرتي.
يجب عليها ضمان أمن ليبرتي وإنهاء الحصار اللاإنساني عليه وأن يُرغم العراقيين على إطلاق سراح الرهائن السبعة من سكّان اشرف. ويجب على الأمم المتحدة خاصة في الظروف الراهنة في العراق من نشر وحدة من القبعات الزرق في ليبرتي. ويجب ضمان حق اللجوء لجميع سكّان ليبرتي حتى الشخص الأخير منهم.
ايها المواطنون، أيها الإصدقاء الأعزاء
قلت إن مرحلة نهاية نظام ولاية الفقيه قد حانت. وهذه المرحلة تتبلور في خمس علائم:
الاستعداد الإجتماعي للإنتفاضة وللحرية، والشرخ المتزايد في قمة النظام، وتراجع الملالي من المشروع النووي، والإيغال في الحربين القذرين اللتيان تدوران في العراق وسوريا. والأهم من كل ذلك استعداد المقاومة التي باستطاعتها قيادة جميع هذه التطورات باتجاه إسقاط الديكتاتورية الدينية وتخليص الشعب وتحرير الوطن.
خلال السنة الماضية فشل خامنئي في مسرحية الإنتخابات من فرض مرشحه المحبذ، وأنه خضع أمام مرشح العصابة المنافسة خوفاً من انتفاضة الشعب.
لكن الوجه الخفي من عملة الخوف كان الخوف من مقاومة استطاعت قبل تسعة أشهر من هذا التاريخ كسر قيد الإرهاب و هدم قائمة الإهاب أمامها، لأن هذه القائمة كانت تعطي الثقة للنظام.
وبعد مجيئ الملا روحاني إلى الساحة برفع شعار الاعتدال، صرخ مؤيدو النظام أن هذا هو طريق الحل لخروج النظام من الأزمة الكبيرة. نحن قلنا بالعكس وأن نظام ولاية الفقيه أصبح أضعف من السابق، لكننا أكدنا معهذا: تفضّلوا وادخلوا مضمار الاختبار، حتي نرى ما ذا تفعلون بالحرية وبحقوق الإنسان، وبمشروع إنتاج القنبلة النووية، وبالسياسات العدوانية في العراق وسوريا.
واليوم أنظروا أن الملا روحاني قد خطى خلال ثمانية أشهر فقط مسيرة ثماني سنوات في عهد خاتمي، ولم يأت للشعب الإيراني بالرفاهية الاقتصادية وحقوق الإنسان، ولا للنظام بالاستقرار والثبات.
وفي المقابل قد زاد من القمع والإعدامات بشكل غير مسبوق، وتحت حكومة روحاني تصرف من الميزانية ما يعادل نصفها للقمع وتأجيج نيران الحروب، لأن هذا النظام يخاف من خطورة الاحتجاجات والانتفاضات الشعبية.
وفي اليوم الذي نتحدث فيه فإن 67 بالمئة من الوحدات الصناعية للبلاد قد أغلقت والعملة الرسمية سقطت بنسبة 80 بالمئة، والنظام المصرفي في حالة إفلاس، والنظام الزراعي مهدّم، ونصف المدن الإيرانية تعاني من شحّ المياه، والبيئة أصابتها كارثة. وحلَّ الفقر بالمجتمع بشكل يحتاج فيه أغلبية أبناء الشعب إلي الدعم الحكومي الذي لايتجاوز 42سنتا في اليوم.
الملالي الحاكمون قد صرفوا كل الخيرات في مجال القمع والحروب والإرهاب، وهذا هو السبب الرئيسي للتضخم والفقر والمجاعة لدى الشعب الإيراني. ولهذا السبب نقول إن الأزمة الاقتصادية في البلاد ليس لها حلّ سوى سقوط نظام ولاية الفقيه.

ايها المواطنون
كلكم تعرفون أن نظام ولاية الفقيه كان ينظر إلي المشروع النووي كضمان لبقائه ولايزال هذا هو رأيه. المشروع الذي كشفت المقاومة الإيرانية النقاب عنها منذ ثلاثة عقود. في المقابل نحن أعلنا مرات ومرات بأننا نريد إيران خالية من النووي.
نحن كنا دائما نطالب بتراجع الملالي وتجرّع السم في هذا المشروع اللاوطني. المشروع الذي صرفوا فيه، كما كتبت مجلة الايكونوميست، أكثر من ثلاثمائة مليار دولار. وكشف أحد وزراء أحمدي نجاد مؤخرا أن هذا المشروع يضرّ بإيران اكثر من 160 مليار دولار سنوياً.
وحقاً هل كان النظام مستعداً للتراجع بهذا الحدّ دون وجود عمليات الكشف والمعركة العالمية التي خاضتها المقاومة في هذا المجال ومن دون الضغوط والعقوبات الدولية ؟ واضح أن الجواب لا، لأن الملالي لايفهمون أي لغة إلا لغة القوة والحسم.
إنهم وقعوا في فخّ النووي، فإذا استمرت عمليات الاحتيال والمماطلة وكسب الوقت فإن الحالة ستزداد سوءاً.
وإذا تم سحب لسعة الثعبان النووي، فإن توازن النظام الداخلي سيختلّ وسيفتح الطريق للإنتفاضات المترصدة.
إنني أقول للملالي الحاكمين: نفترض فرض المحال أن جميع العقوبات الغيت اليوم، لكنكم لن تستطيعوا إنقاذ الاقتصاد المنهار ونظامكم الذي يعيش حالة الإحتضار.
وهنا أحذّر باسم المقاومة الإيرانية والشعب الإيراني بالسادة 5+1 أنه حذار أن تتساوموا في فيينا وفي جنيف بشأن حقوق إنسان الشعب الإيراني وأن تعطوا إمتيازات لهذا النظام.
يجب أن تُرغموا نظام الملالي على إزالة المشروع النووي لصناعة القنبلة وتخصيب اليورانيوم والمياه الثقيلة.
ارغموهم حتى ينفّذوا جميع قرارات مجلس الأمن الدولي وقرارات مجلس الحكّام.
ويجب على هذا النظام دون قيد أو شرط الرضوخ للبروتوكول الإضافي وللزيارات الدولية للمفتشين لجميع المراكز المشكوك فيها سواء أكانت نووية أو عسكرية.

أيها المواطنون
قد تحدثنا عن المأزق القاتل في نظام الملالي. هناك مهلكة أخرى غرق فيها خامنئي وهي الحرب ضد الشعب السوري: حرب مع مائتي الف قتيل، حرب مع أحد عشر مليون مشرّد، وحرب شارك فيها خامنئي بدماء وأموال الشعب الإيراني حتي يحول دون سقوط ديكتاتورسوريا.
الولي الفقيه، وكما يقول بملء فمه، يستفيد من العراق وسوريا ولبنان بصفتها «العمق الستراتيجي» لنظامه. معنى ذلك هو أن سوريا والعراق يعتبران جدران الحماية لهذا النظام ولو سقطت هذه الجبهات فإن الملالي يجب عليهم أن يدافعوا عن أنفسهم في طهران وهناك سينهارون بسرعة.
نحن نناشد مرة أخرى المجتمع الدولي لدعم وتأييد الثورة السورية والجيش الحر وائتلاف المعارضة لقوى الثورة والمعارضة السورية.
نعم، في الوقت الحالي من طهران وبغداد ودمشق، من المأزق النووي وأزمة حقوق الإنسان وانهيار الاقتصاد، والعمليات القاتلة المليئة بالسمّ للنظام، كل ذلك بدأ نشاطها وفاعليتها ضد ولاية الفقيه ويتسابق بعضها بعضا.
وإذا كان هناك شخص يشكّ في وصول الفاشية الدينية إلى خط النهاية وإلي منحدر السقوط، فمن المفضّل أن يتذكر الانتفاضات الشعبية في مثل هذه الأيام قبل خمس سنوات، الانتفاضات التي وصل فيها النظام إلى بوابات السقوط، لكن خانوا فينا وفي شعبنا.
نعم، نحن نقول إن حكم الملالي وصل إلى نهايته،
وإيراننا ليست إقطاعية ولاية الفقيه والمتطرفين المناوئين لإيران!
ايراننا ليست دائرة مفرغة بين خاتمي وأحمدي نجاد وروحاني!
النظام الذي سجّل الرقم القياسي العالمي في الإعدامات وهو البنك المركزي للإرهاب يجب أن يسقط.
هذا هو حكم التاريخ! وهذا هو حكم دماء مائة وعشرين ألفاً من شهداء طريق الحرية!
وهذا هو صرخة اجتماعنا اليوم بأن: الفاشية الدينية يجب أن تسقط.

أيها المواطنون
الحقيقة هي أن الديناميكية والقوة الدافعة الرئيسية الموجٍّهة للتطورات ليست المعركة بين النظام وأمريكا في الملف النووي أو الصراع بين الجناحين الحاكمين في النظام. المعركة الرئيسية كانت ولازالت بين الشعب والمقاومة الإيرانية مع نظام ولاية الفقيه. المقاومة التي تجعل من قلب السجون السياسية مراكز للعصيان والتمرّد والاحتجاج، وتدعو القوى الديمقراطية المضادّة للتطرف الديني في العراق وجميع أنحاء الشرق الأوسط إلى مواجهة بؤرة التطرف ونظام ولاية الفقيه. المقاومة التي هي النقيض للإرهاب ولتصدير التطرف الديني. المقاومة التي عرض مجاهدوها المخلصون صموداً عديم النظير خلال اثني عشر عاماً في الخط الأمامي وفي أحلك الظروف. من خلال معارك عظيمة خاضها من أمثال الإضراب الساحق عن الطعام لمدة 108 أيام والذي انتشر واشتعل وتكثّر بعد ذلك في مختلف بلدان العالم. من خلال أطول اعتصامات استمرت منذ ثلاث سنوات في جنيف، و بسلسلة لانهايه لها من المظاهرات اليومية في مختلف ربوع العالم بمشاركة أصدقاء أشرف والجاليات الإيرانية.
هذه الوقائع تسطر بأحرف من نور مقدرة وقوّة الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة لتغيير النظام.
المقاومة التي كما يقول مسعود «تقترح السلام والأمن والديمقراطية وحقوق الإنسان والإستقرار والبناء وإيران خالية من النووي في هذه المنطقة من العالم».
نعم، مقاومة عبرت خلال ثلاث وثلاثين سنة من بوتقة جميع الإختبارات تستطيع بلاشك أن تصل إلى عتبة صرح الحرية وحكم الشعب. نعم نستطيع ويجب.

أيها المواطنون،
يلجأ نظام الملالي داخل وخارج إيران إلى مؤامرات وإجراءات واسعة ضد مجاهدي خلق وضد المقاومة الإيرانية. وعلى سبيل المثال ولا الحصر، نشر مئات الكتب وإنتاج عشرات الأفلام والمسلسلات التلفزيونية وإقامة مئات المعارض ضد المجاهدين. ولاسبب وراء ‌ذلك إلا أنهم يخافون من شعبية وفاعلية هذه المقاومة.
الملالي يزمعون أن هذه المقاومة ليست لها قاعدة شعبية داخل إيران.
ردّنا هو: وفّروا الأمن لأعضاء وأنصار هذه المقاومة حتى يقيموا مسيرة في شوارع طهران، وآنذاك سترون كيف أنهم سيتجاوزون مجمل نظامكم.
الملالي يقولون: إن إطالة عمر نظامهم لمدة 35 سنة دليل على قوّتهم.
ردّنا هو: أوقفوا الأعدام والتعذيب حتى يرى الجميع أن هذا النظام البالي لن يستمر حتى 35 يوماً.
نعم، إن خارطة طريقنا كانت ولازالت أنه: إذا كان ثمن الوصول إلى الحرية هو العبور من تحمل مصائب القمع والسجن والتعذيب والإعدام بالرصاص، وإذا كان الوصول إلى الحرية يتطلب تقبّل التهم وتشويه الصورة وخناجر الخيانة والغدر، وإذا كان للوصول إلى الحرية يجب العبور من سبعين اختبارا وبلاءا، نعم، نعم إننا وفي معركتنا من أجل تحقيق الحرية مستعدون وجاهزون لخوض مئات أخرى من سلسلة هذه البلايا.

أيها المواطنون والحضور الكرام،
قد تحدثنا اليوم بشأن الفاشية الدينية وانجازات المقاومة الإيرانية.
لكن كان أكبر فشل النظام في عام 2013 إحباطه في إلحاق ضربة إلى زعيم المقاومة. قبل عام أشرت هنا إلى دسائس خامنئي وعمليات تجسس مارتين كوبلر ضد مسعود.
وبموازاة ذلك قاموا بحملة تشويه وتعبيد الطريق للهجوم وارتكاب جريمة كبرى في أشرف. وصرّح زعماء النظام بأن هجومهم على أشرف في أول سبتمبر الماضي كان أهم لهم من مواجهات عملية «الضياء الخالد». إنهم دفعوا خائناً لمرافقة قوات المالكي حتي يقودهم ويوصلهم بأسرع ما يمكن إلى مقر القيادة في أشرف. لكنهم فشلوا في الحصول على هدفهم الرئيسي. وقد زاد قادة النظام بعد الهجوم على أشرف من أحقادهم وضغا‌ئنهم ضد زعيم المقاومة.
والسبب هو أن ما بناه مسعود، من المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وجيش التحرير ومواجهة تصدير الإرهاب والتطرف الديني والتركيز على كاهل آخيل هذا النظام على الصعيد الجيوسياسي، كل هذه تسدّ الطريق على نظام ولاية الفقيه؛ نعم ما أسسه مسعود هو مثال وطريق لعدم الاسستلام، مسيرة التضحية والصدق، ودرس الوفاء بالعهد،
وبسبب وجودهذه المسيرة وهذا الجيل فالملالي يتضورون خوفا من السقوط، لأنهم يرون بأم أعينهم أن جيل مسعود أراد تحقيق الحرية للشعب الإيراني بأي ثمن كان.

أصدقائنا الأعزاء
نحيّي السجناء السياسيين وعوائلهم الأبطال، هؤلاء الذين استطاعوا بمقاومتهم أن يقدّموا النظام كأس سمّ آخر في مجال حقوق الإنسان. حيث أن الهجوم الوحشي على ردهة 350 في سجن ايفين، الذي أصبح مركزاً للعصيان كأشرف، جاء بهدف ترهيب السجناء السياسيين والمجمتع الإيراني بأجمعه.
التحية للشهيد غلام رضا خسروي، الذي قدّم نفسه في قبضة الملالي بأنه من مجاهدي خلق، وبذلك تخطى الخط الأحمر في نظام الملالي، وفي منتهى التهور وجّه سهامه إلى قلب النظام وهكذا جعل من قضيته قضية خالدة.
قال غلام رضا: «بمنتهى الفخرو الإعتزاز أنا نصير من أنصار منظمة مجاهدي خلق». إذن افتخر الشعب الإيراني ببطولته، كما أن شباب إيران أخذوا منه درس الجرأة والحرية والنضال.
نعم، إن السجناء الشجعان من أمثال غلامرضا والسجناء المجاهدين المناضلين، السجناء الأكراد والعرب والبلوش وأهل السنة الذين هم معرّضين للإعدام والاستشهاد، اثبتوا جيداً أن مقاومتهم بأيد مغلولة وفي زوايا السجون هي النضال بعينها في معركة إسقاط النظام. النضال الذي يجعل من الجلاد في كل لحظة أن يركع أمام إرادة السجين. والتاريخ يشهد آنه مادام هناك نضال كهذا، فلن يكون الطغاة في أمان إطلاقاً.
التحية للشهداء والتحية للمقاومين!

أصدقاؤنا الأعزاء
أتقدم إليكم بالتهنئة لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك وإلي جميع المسلمين خاصة الشعوب الإيرانية والسورية والعراقية والفلسطينية والأفغانية والمجاهدين السجناء في ليبرتي.
علي أمل أن يحين عيد فطر الشعب الإيراني وشعوب الشرق الأوسط بأقرب وقت ممكن.
مع التحية لشهداء انتفاضة الشعب الإيراني، أدعوعموم المواطنين إلى المقاومة والإنتفاضة ضد نظام ولاية الفقيه.
أدعو إلي تخليص إيران الأسيرة
وأدعو إلى بناء إيران حرة وجمهورية مبنية على أساس الفصل بين الدين والدولة والمساواة بين الرجل والمرأة وإلغاء حكم الإعدام وإيران خالية من النووي.
سنبني وطناَ
لن يكون فيه قانون أعلى من مطلب الشعب
سنبنى وطناً
تبقى فيه المشانق ذكريات مرّة منسية
وهول رافعات الأثقال يذكر الناس من جديد
إلى بناء مدينة الرسالة.

سنبني وطناً
سيلغى فيه حكم الإعدام المشؤوم.
وستكون الكتابة المتكررة للطلاب في المستقبل
وفي جميع الأزقّة والطرقات:
لا للسوط وللتعذيب
لا لجراحة البسمة والضحك على شفاه المواطنين
لا للتدمير بالقنبله النووية
وسيكون قلب هذا التراب مركز تفجير الفرح والسرور
والحق المؤكد لن يكون سوى الحرية في جميع أنحاء الوطن
سنبني وطناً
«تكون سعة الشمس فيه بحجم عيون المستيقظين في الأسحار»
واسم هذه الوطن المحرّر:
ايران
اسم هذه الوطن المحرّر:
ايران.

والسلام عليكم وأشكركم
…………………..
في حفل لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك وللتضامن مع الشعبين السوري والعراقي
مريم رجوي تدعو دول المنطقة الى التضامن والتحالف بوجه نظام الملالي
– ايران الغد تبشر بالصداقة والتآخي في المنطقة. نستطيع أن تكون لنا منطقة خالية من العداء والطائفية والتطرف وبالنتيجة منطقة قوية ومتطورة
– الدعوة الى دعم مجاهدي ليبرتي رواد النضال ضد المتطرفين الارهابيين الحاكمين في ايران

في مؤتمر بمشاركة شخصيات سياسية من 17 بلدا اقيم يوم الأحد 29 يونيو/ حزيران في مقر اقامتها في اوفيرسوراواز هنأت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية عموم المسلمين بحلول شهر رمضان المبارك وأعلنت شهر رمضان هذا العام شهر التضامن مع الشعوب العراقية والسورية والايرانية الذين انتفضوا من أجل الحرية من براثن نظام ولاية الفقيه البغيضة وعملائه.
وأكدت السيدة رجوي على أن النظام الايراني وطيلة 35 عاما مضى كان العامل الرئيسي للحرب الدينية والطائفية والتطاول والاعتداء على دول مختلفة واحداث الشرخ والانقسام في فلسطين وقتل الشعبين السوري والعراقي الأعزلين وأضافت قائلة: أول وأهم خطوة لوضع حد لهذه الحالة هو اسقاط نظام الملالي وتحقيق نظام شعبي في ايران. ايران الغد تبشر بالصداقة والتآخي والسلام في المنطقة. مصالح الشعب الايراني تكمن في التضامن مع الجيران واخوانه المسلمين والعرب. ولا شك أن في ايران الغد اننا سنكون قادرين على التغلب بروح التاخي على كل القضايا العالقة وأن نعالج كل الخلافات من خلال الحوار والأخوة. كما اننا نستطيع أن نعمل معا لتكون لنا منطقة خالية من العداء والاختلافات وبالنتيجة منطقة قوية ومتطورة.
وخاطبت رجوي جميع دول المنطقة قائلة: «بينما حكام ايران انبروا لتوسيع حربهم المشؤومة وتدمير كل المنطقة فان التباطؤ والتلكؤ تجاه ذلك يمثل أمرا مأساويا. لقد حان الوقت أن تنبذوا هذا النظام بالكامل وأن توقفوا علاقاتكم السياسية والاقتصاديه معه وأن تطردوا عملائه وأتباعه من دولكم وأن تفككوا قواعدهم المخابراتية والارهابية وحان الوقت أن تدعموا صمود مجاهدي درب الحرية في ليبرتي الذين يدفعون ثمنا باهظا للنضال ضد العدو الرئيسي لكل المنطقة».
وفي جانب آخر من كلمتها قالت رجوي ان ما وراء المصائب التي تواجهها منطقتنا هناك حقيقة أهم بدأت تتكون مضيفة أن «الملالي في ايران وباستغلال ثلاث حروب ضارية في العراق وافغانستان والمنافع الطائلة التي جلبت لهم هذه الحروب عملوا على مدى ربع قرن على بسط سلطتهم المشؤومة في المنطقة ونشر التطرف وتصدير الارهاب الا أن الديكتاتورية الدينية الحاكمة في ايران قد دخلت مسارا عكسيا بعد ثلاث سنوات ونصف السنة بعد بدء الربيع العربي وثورة الشعب السوري وثورة الشعب العراقي الآن حيث بدأ كيانه يهتز بهزائم كبيرة مني بها في المنطقة. هذا النظام ورغم اطالة معاناة الشعب السوري الا أنه هو نفسه قد تورط في سوريا ويعيش مأزقا طاحنا لا أفق له سوى الهزيمة التامة.
وأما في العراق حيث المالكي والملالي يرون كيانهم في خطر فانهم يريدون تبرير هزيمتهم الكبرى على حساب الارهابين المتشددين لكي يبرروا تدخلات قوات الحرس والجريمة ضد الأبرياء من جهة ويقنعون بالالتماس أمريكا على قصف الأهالي في المناطق المتحررة من جهة أخرى . ولكن الكل سواء داخل العراق أو خارجه يذعنون بأن ما يحصل في العراق هو حرب بين الشعب العراقي والمالكي والنظام الايراني وأن تنحية المالكي يمثل الخطوة الأولى في طريق اصلاح الأمور».
وشارك في الحفل شخصيات سياسية من مصر وفلسطين والعراق والاردن وسوريا والجزائر وتونس والمغرب والبحرين واليمن والامارات متحده العربي و باكستان وافغانستان والهند وتركيا و آذربايجان و ايران.

أمانة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية – باريس
29 يونيو / حزيران 2014

About حسن محمودي

منظمة مجاهدي خلق الايرانية, ناشط و معارض ايراني
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.