خطاب صريح لأمريكا (اوباما)

obamaputinخطاب صريح لأمريكا (اوباما) ..هل على أوباما أن يدفع ثمن قبوله (كأسود ديموقراطي ) من قبل نخب الاحتكارت الأمريكية العليا أن يكون أكثر طاعة وانصياعا لمصالح اليمين الأمريكي .. من اليمين الأمريكي (البوشي) الجمهوري ذاته !!!؟؟؟

عبد الرزاق عيد

لقد أعلنت الناطقة الأمريكية اليوم، تعقيبا على هزيمة الميلشيا التشبيحية الأسدية أمام شباب الثورة السورية بتنوع مشاربهم (الوطنية والإسلامية، وتنوع ميولها بين الاعتدال والتطرف) …حيث أعلنت الناطقة الأمريكية أن هؤلاء الثوار المحررين لوادي الضيف، لا يمثلون تطلعات الشعب السوري في (الحرية والكرامة ) !!!

ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي يعترف بها الأمريكان رسميا أن الثورة السورية (هي ثورة حرية وكرامة )، وذلك منذ أربع سنوات من استباحة عصابات الأسد للدم السوري شعبا وأرضا وعرضا وكرامة وحرية …

ولهذا وجدنا أن علينا أن نطرح سؤال الشعب السوري على الإدارة الأمريكية ليس لأمريكا فحسب بل وإدارة العالم …من هم ممثلو إرادة الحرية والكرامة للشعب السوري في المنظور الأمريكي والغربي للشعب السوري !!!

إن ثورة الشعب السوري بدأت بشبابه المتطلع للحرية والكرامة حراكا سلميا باعتراف المعتوه بن أبيه الأسدي ذاته… وكانت ثورة الشباب هذه مشبعة بثقافة إنسانية عالمية عن حقوق الانسان، إذ كانت ثورة جيل المعلومات والانترنت، بعد أن تمت (عولمتها ثقافيا) كوكبيا، بالتوازي مع العولمة الاقتصادية والسياسية والثقافية للعالم مع ثورة الاتصالات المعلوماتية، خاصة بعد انهيار السياجات العقائدية الشمولية عالميا ..أي أنها لم تكن – مثلها مثل ثورات الربيع العربي – لم تكن ثورات ايديولوجية حزبوية سياسوية : لا علمانية ولا إسلامية ، ولا يسارية ولا يمينية …سيما وأنها أتت في زمن حكم الديموقراطيين في امريكا، حيث مثل نجاح اوباما في الرئاسة الأمريكية، مثال عملي وتطبيقي على مصداقية الديموقراطية الأمريكية حينها، التي نظرنا لها كنخب ثقافية وسياسية عربية وإسلامية، بمثابتها تمثل حقيقة الديموقراطية الأمريكية الفتية والشابة القادرة بشفافيتها الاقتحامية للتاريخ المتحررمن الموروث الاستعماري والكولونيالي لأوربا العجوز …

أوربا التي عبرنا أنها عاجزة ديموقراطيا –بنيويا ثقافيا وسياسيا – وربما لقرن من الزمان- أن تنتخب رئيسا أسود من جذور أفريقية وإسلامية لرئاسة جمهوريات أوربا كما حدث في أمريكا …ناهيك أن ذلك تم بعد سقوط الشموليات في أوربا الشرقية …!!

انتظرنا السيد أوباما ستة أشهر على ذبح ثورة الشباب السوري المدني الديموقراطي، حيث خرجت المظاهرات بمئات الآلاف لتستقبل سفيره الأمريكي في حماة التي توصف بالمحافظة، وسفير أوربا (الفرنسي ) بأغصان الزيتون، داعية في عدد من تظاهراتها المليونية في كل أنحار سوريا، بالتدخل الدولي لحماية الشعب السوري الأعزل وثورته السلمية من القتل البربري الأسدي.. اي أننا بعد ذبح العشرات الألاف من شبابنا المشبع بقيم الديموقراطية والحرية ، خرج أوباما ليقول ” إن نظام الأسد أصبح غير شرعي ” ..

لقد سكت شعبنا على هذا التعبير الماكر إن لم يكن الغبي المتذاكي، وقبلنا بتأويل الدلالة المعاكسة للجملة على مضض، وكأن النظام الأسدي خلال أربعين سنة (بعد تدمير حماة ) كان شرعيا …قلنا لا بأس …لننتظر الرئيس (الديموقراطي قريبنا اثنيا ودينيا )، ان يتدخل لإنهاء عدم الشرعية هذه ، لكن اوباماما سرعان ما باع النظام الأسدي دماء ألف وأربعمئة من أطفالنا ، مقابل تسليمه (أداة القتل ) ومن ثم العفو عن القاتل، الذي أصبح من المشروع له عالميا ان يستخدم الطائرات والصوريخ في تدمير بلده وقتل شعبه ، ما دام ذلك دون السلاح الكيماوي !!!

وعدنا الأمريكان ومعهم (أصدقاء سوريا الأوربيين ) بأنهم سيعقدون مؤتمرات دولية لوضع حد لوحشية النظام، واستجابة لحقنا كشعب في (الحرية والكرامة ) …فأتت كل هذه المؤتمرات (جنيف) بمثابة إعادة تأهيل للنظام ، بوضعه بمستوى واحد من الشرعية مع شعبه الذي يذبحه (الجلاد والضحية)، بما لم يتعرض له الشعب السوري بكل تاريخ حروبه وغزواته، منذ نشأة سوريا ككيان جغرافي حتى قبل سياسي منذ آلاف السنين ..!!

حتى راح الكثيرون من السوريين يستغيثون بعدوهم التاريخي إسرائيل أن تتدخل لوقف الذبح الأسدي !!!

فكيف بأمريكا والغرب أن تستغرب وتستنكر تأييد الشعب السوري للمتطرفين أو المعتدلين من أبنائهم السوريين الذين طردوا الاحتلال الأسدي من أراضي سورية ( وادي الضيف …. وهم ليس بينهم أحد من خارج سوريا من (الداعشيين !!! )

لقد تمكن ثوارنا الشباب المتطوعون للقتال من (أجل الحرية والكرامة ) من أبناء سوريا العظيمة عبر التاريخ، ان تطرد الجيش الأسدي الخائن وطنيا والعميل لإيران، الذي كان يعد كجيش دولة مواجهة لإسرائيل كما يزعم (طائفيا وأسديا)، باسم (الممانعة)، قبل انكشافه طائفيا ووطنيا أنه نظام وجيش (للمماتعة) والمعاشرة عند ملالي إيران ..

.حيث شبابنا الثوار المقاتلون المحررون لوادي الضيف والذين سيحررون كل أرضي سوريا قريبا … كلهم مقاتلون سوريون ومن سوريا تحديدا ..أي من أبنائها، ليس بينهم مرتزقة طائفيون (علوج إيرانيون وعرب لبنانيون وعراقيون متأيرنون !!! ) !!
لم يقبل الأمريكان والغرب الأوربي …لا بالثورة السلمية البنفسجية المليونية لشبابنا المتطلعة للحرية والكرامة، ولا بشباب جيشنا الحر الذين وضعوا دماءهم على أكفهم وهم ينخلعون عن جسد الاحتلال الأسدي … فاهملوهم وتركوهم في مواجهة مصائرهم وأقدارهم وتهميشهم …

وعندما يتمكن الشعب السوري من انتاج مقاتلين اشداء متوهجين بأشعة حرارة دماء مئات آلاف الشهداء من شعبنا .. ياتينا الأمريكان ليقولوا لنا : أن ثورتكم لا تخدم اهدافكم في (الحرية والكرامة )، وذلك وعلى لسان حكومة الرجل الديموقراطي ممثل المستضعفين (السود )، وكأن عليه مقابل قبوله في جنة الديموقراطية الأمريكية كرئيس، أن يبيعنا بأرخص مما باعتنا فيه (البوشية ) الجمهورية اليمينية ، وذلك ثمنا للونه وعرقه في فردوس حزب الديموقراطية الأمريكية التي أحسنا الظن بها عند قيامها مع انتخاب (أوباما ) …بوصفها أكثر جدارة بقيادة العالم ، من المافيا الروسية البوتينية التي تشارك المافيا الأسدية في بيع اعضاء أجساد شهدائنا ، كقطع تبديل !!!

تحية تقدير عظيمة لمقاتلينا البواسل الذين حرروا (وادي الضيف )… على طريق تحرير سوريا من علوج العدو الأسدي وإيران وحزب اللات العميل الإيران

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.