منذ زمن ليس بطويل، شاركت في اطلاق جدل حول ماهية المسيحية السياسية، و كان السؤال المركزي هو: هل يوجد مسيحية سياسية؟الجدل اخد انذاك توجهات عديدة، لربما اهمها التوجهات القومية التي تبناها مجموعات عرقية تؤمن بالفكر المسيحي بالتزامن مع التزامهم بنشر ثقافتهم الغير مسيحية.
ان الملفت في ذلك الجدل، ان المجموعات المسيحية الغير عرقية ، وهي تشكل الاغلبية، بل هي قد تعرضت عبر التاريخ الى تصفيات جماعية ، لم تبدي حماسا لاي حركة سياسية تحت غطاء المسيحية، بل اعتبروا ان المسيحية هي سامية بحيث لا يمكن ان تصبح اداة في الصراعات العرقية و الفكرية
الا ان القضية التي اخذت حيز جدليا كبير، هي قضية الهوية العرقية المسيحية، و التي تمسك بها اصحاب التوجه العرقي، بحيث جادلوا بان جذورهم العرقية هي الضامن للفكر المسيحي، بالرغم من أن الثقافة العرقية التي يستندون اليها هي ثقافة مناهضة للفكر الايماني المسيحي.
ان اصحاب التوجه العرقي، لم ينجحوا في تحقيق هويتهم المنشودة، على الرغم من بعض المظاهر في التاريخ الحديث بحيث حصلوا على بعض السلطات، لكن كان ذلك عابرا، فهم لم يستطيعوا أن يحافظون على مكتسبات عابرة، بل الاسوأ قد حصل، فقد تحولوا الى ادوات لتحقيق سياسات تحارب المسيحية.و الاسوائ ان منهم بدا يفقد وجوده و الاماكن التي تثبت هويتهم
طبعا ان الجدل مستمر، لكن من خلال المقارنة المنطقية، و من خلال مسح جغرافي اجتماعي بسيط، نرى ان اصحاب التوجه العرقي يقضون على وجودهم كمسيحيين ضمن الثقافة العرقية التي ينتمون اليها، و السبب هو ان التوجه العرقي طغى على الفكر المسيحي، في المحصلة ان خلق مسيحية سياسية هي احدى ادوات دمار للمجتمعات المسيحية، فهي تحول فكر الانسان المسيحي من حالة السمو الى حالة الانحطاط و الفناء
الاب سبيريدون طنوس