أعادت طهران قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، قاسم سليماني، إلى سوريا التي غادرها قبل أيام بعد إصابة غير بالغة خلال معارك في محافظة حلب، في وقتٍ لاحظت المعارضة الإيرانية أن علي خامنئي لا يدَّخِرُ جهداً لكسر إرادة السوريين لدرجة إعادته عسكرياً جريحاً إلى ساحة معارك.
وأفادت المعارضة الإيرانية تلقيها معلومات عن إصابة قاسم سليماني في معارك بحلب في الـ 14 من نوفمبر الجاري ونقله على الإثر إلى طهران «لكن جروحه لم تكن بليغة واستطاع العودة مُجدَّداً».
المعارض الإيراني سيد المحدثين لـ الشرق: سقوط الأسد بداية انهيار نظام ولاية الفقيه والمتطرفين في المنطقة
«مجاهدي خلق: «سليماني يعود إلى سوريا بعد إصابته في معارك حلب
أكدت المقاومة الإيرانية أن شبكات منظمة مجاهدي خلق داخل إيران حصلت على معلومات بشأن إصابة قاسم سليماني وتطورات ميدانية لقوات النظام الإيراني في سوريا وخلاصة هذه المعلومات، في 14 نوفمبر الحالي أصيب قاسم سليماني قائد قوات القدس بجروح في معارك حلب بسوريا ونقل إثر ذلك إلى طهران. لكن جروحه لم تكن بليغة واستطاع العودة من جديد إلى سوريا.
وبعد مقتل حسين همداني القائد الميداني الأول للنظام الإيراني في سوريا الذي قتل في معارك مدينة حلب يوم 8 أكتوبر تولى العميد في الحرس إسماعيل قاآني نائب قاسم سليماني قيادة قوات القدس في سوريا وهو الذي يقود الآن قوات النظام الإيراني والقوات التابعة للنظام في معارك حلب، ومن الممكن أن يحلّ إسماعيل قاآني محل حسين همداني ليصبح قائد قوات الحرس في سوريا.
إيران على وشك الهزيمة
محمد سيد المحدثين
وقال محمد سيد محدثين رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في حديث خاص لـ «الشرق» إن ماتقوم به طهران يشير إلى الأهمية التي يوليها نظام الملالي لمعارك حلب ولما يدور حاليا في هذه المنطقة، فخامنئي يرسل قائد قوات القدس الجريح ونائبه إلى ساحة المعارك، رغم كل ما خسره من كبار قادة الحرس في هذه المعارك خلال الأيام والأسابيع الماضية.
وأوضح سيد المحدثين أن النظام الإيراني لا يدخر جهداً لكسر إرادة السوريين وقوات المعارضة السورية المسلحة، رغم فشله إلى الآن الذي كان خلف القرار الروسي بالتدخل ومشاركتها في الحرب ضد السوريين.
وأكد القيادي في المعارضة أن ما يحدث بعد دخول روسيا إلى الأرض السورية والخسائر التي لحقت بقوات الحرس وبحزب الله اللبناني الذي يعتبر فرعاً من قوات الحرس والقوات الأخرى التابعة للنظام التي جلبها من العراق وأفغانستان وباكستان وغيرها تشير إلى أن نظام ولاية الفقيه على وشك الهزيمة النهائية في سوريا.
داعش والأسد
وقال سيد المحدثين إن القضاء على داعش وإسقاط بشار الأسد عملية واحدة لأن كلا من النظام والتنظيم وجهان لعملة واحدة. وعلق سيد المحدثين على كلام الرئيس الأمريكي باراك أوباما الثلاثاء بشأن ضرورة تنحي الأسد من الحكم وتحذيره لأولئك الذين يريدون القتال ضد المعارضة الشرعية تحت غطاء داعش أنه سيؤدي إلى تعقيد الأزمة وسيدفع المنطقة في حرب أطول.
بالقول إن النظام الإيراني هو الطرف الوحيد الذي ستلحق به خسارة كبيرة برحيل الأسد ولذا يحاول بكل ما لديه من قوة لإنقاذ الأسد، لكن الوقائع على الأرض تشير إلى أن النظام الإيراني يعاني من ظروف صعبة جداً. واعتبر أن هزيمة إيران الملالي في سوريا ستجعل الفاشية الدينية الحاكمة في إيران على حافة السقوط.
وأكد سيد المحدثين على أهمية توفير أقصى حد من الدعم المالي والعسكري والإمكانيات لأبناء الشعب السوري المنضوين في الجيش الحر والذين يدافعون عن أرضهم وشعبهم لإلحاق الهزيمة بمشروع ولاية الفقيه وإسقاط بشار الأسد. واعتبر سيد المحدثين أن سقوط نظام الأسد سيكون بداية كسر هذه الحلقة، وسيجعل بيت خامنئي في طهران في مهب الريح، خاصة أن الشعب الإيراني بالمرصاد وينتظر اللحظة المناسبة.
وأكد القيادي الإيراني أن هزيمة ولاية الفقيه هي هزيمة لجيمع المتطرفين الذين يستغلون اسم الإسلام سواء من الشيعة أو السنة من تنظيم داعش والقاعدة حتى حزب الله والميليشيات المجرمة في العراق.
وأشار سيد المحدثين إلى ثمانية عشر تشكيلاً عسكرياً تابعا لإيران التي توجد في سوريا، وقال: حتى يعلم القارئ العربي مدى رهان النظام الإيراني على سوريا وبقاء الأسد.
وكالة أنباء إيرنا كانت أعلنت في يوليو 2015 أنه «تم تشييع زهاء 400 شخص من المدافعين عن مقام السيدة زينب» حتى ذلك الوقت في مختلف مناطق البلاد، وكان 79 منهم في محافظة خراسان الرضوية. وبذلك نرى أن النظام اعترف في وكالة أنبائه الرسمية بمقتل ما لا يقل عن 400 من عناصر الحرس في سوريا قبل أربعة أشهر.