في الخمسينيات كانت الصراعات بين الاحزاب محتدمة ويتراشقون بالاتهامات ويخونون بعضهم وفي دكانة مقهى البرازيل بدمشق كان يتجمع المفكرون والسياسيون وتتعالى اصواتهم الى الشارع.
ابو حسن حموي يلبس الطربوش والقنباز البلدي ولا يدخن الا التتن العربي يلفه بورق الشام ويجلس وحيدا بعيدا عن تجمعات السياسين لانه من حزب جديد ضدهم جميعا سماه ( حزب يصطفلوا) وكان كلما انسحب احدهم من النقاشات يذهب الى طاولة حزب يصطفلوا ويعلن عند ابي حسن براءته منهم.
في حمص كان سلمو ظريفا لسانه طويل وما عنده كبير ولا حتى الجمل وكان لا يحب اليسار ولا اليمين من احزاب الساحة وكان يقول لو كان الناس على فهم لشكلوا ( حزب النص ) اي الوسط للخلاص من توتراتهم فخير الأمور الوسط وكان يتندر بمعاوية ( لو كان بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت كلما شدوها ارخيتها
وكلما أرخوها شددتها).
اتصلت ببيته أمس فقالوا ذهب للروضةلان البلدية اعادت فتحها فسررت بالخبر و حدثته طويلا اساله عن احواله وعن مصير حزب النص فقال لي يا أستاذ تغيرنا وغيرنا الحزب لان الناس تغيروا صار عندنا حزب للشيعة وحزب للعلوين وحزب للسنة وأحزاب لكل طاىفة من كل لون وشكل ولم نعد نعرف من ينصحنا من الذي يريد توريطنا فوجدنا الحل ان نتغير.
قلت يا سلمو يعني صار حزبكم اقل من النص نص باعتبار ان الطبقة الوسطى لم يعد لهاوجود وكلهم طوبروا يعني صاروا في طابور الفقراء.
قال أسسنا حزبا يحل مشاكل الجميع وأديانهم وعناصرهم
قلت ماهو يا سلمو؟ هل هو حزب يصطفلوا الحموي قال لا نلتقي مع اهل حماة على حل .
قلت إذن نورنا ياسلمو فقد افتقدنا نادي الاركيل الديمقراطي وافتقدناك تجلس بجانب البحرة بعيدا عن مهاتراتنا السياسية وعن المخبرين طبعا .
قال : أسست الحزب الملكي الجمهوري!
قلت كيف جمهوري. وملكي شو هالاحجية يا سلمو؟
قال نحن في جمهورية ولو تفتت بالحرب ويجب احترام شرعية وجودها وأما الملكي فهو من باب الراي حتى لا يتهمونا باسقاط النظام الجمهوري!
قلت لم افهم فسرها يا سلمو
قال : وجدت الحل لسورية فأسست الحزب الملكي لان الجمهوريات العربية تحولت كلها الى ملكيات تحت اليافطة الجمهورية فإذا أسسنا حزبا ملكيا في الجمهوريات الملكية لا نغادر الواقع ولا نعتدي على حرمة دستوره فيأخذونا لمحاكم الارهاب .
قلت ياسلموا كيف يكون الحكم الملكي حلا؟
قال : عمليا لا يكفي الا اذا أخذتم باقتراحنا لمن سيكون ملكا ومن اي بيت من بيوت العرب والإسلام ياتي.
قلت: هذا يعني ان الحل لا ياتي من تبديل النظام بل من شخص الملك ونسبه؟
قال : يرحم ابوك هنا نتوقف لكي نحل أزمة الصراع على مركز القيادة وعلى دين ومذهب الرىيس فان حزبنا يريد حكما ملكيا وكفانا تكاذبا جمهوريا فنحن ملكيون حتى العظم من العشيرة والقبيلة ولا نرتاح الا لملك يشاور عقالنا ويعمل ما يريد ونطيعه.
قلت : ومن تقترحون ملكا ؟
قال : علي بن الملك حسين او احد اخوته فهم مسلمون من اهل السنة وهم من اهل البيت الذي يدعو له الشيعة فيشكل وجودهم ما يريح الطرفين فيوقفوا حربهما على بعض ويتقاتلون على مراكز السلطة الاخرى.! وقال نحن حزب ملكي في الجمهورية السورية وملكنا من ال بيت رسول الله مسلما سنيا لا يعادي اهل البيت ولا من. يدعو لهم فيقبل الجميع به ملكا ولا يتغير النظام لانه بالأساس لم يكن جمهوريا الا باليافطة وما عدا ذلك كان ملكيا.
قلت يا سلمو كيف هي طريقة الانتساب لحزبكم ؟
قال نستفتي الناس هل يريدون الملكية فإذا قالوا نعم كالعادة كل حزب ملكي يسمي مرشحه يومئذ ونحن سباقون لان ملكنا هو من ال البيت الهاشمي ومن عنده من هو افضل منه فليرفع الراية باسمه وبعدها يخرج الملك من صندوق الاقتراع لا من السلاح ولا من جنيف ولا من موسكو وواشنطن.
قلت ياسلمو سأنقل اقتراحكم الملكي الجمهوري ولكن على مبدأ لا يضار كاتب ولا شهيد وعلى مبدأ ناقل الخير لا يعاقب بشر وهذا هو السؤال
٣-٣-٢٠١٧
