فكر حر
قبل قليل صديقتي تشرح لي معاناتها مع السائقين حيث تصرف شهرياً قيمة ليموزين اكثر من 4000 ريال لو كان راتبها 5000 ريال تستفيد الف ريال واربعه اجر مواصلات لا اخوة رجال لها ولا يُوجد من يوفّر لها سائق وسيّاره وهناك أمور كثيرة معقّده بسبب انها أنثى تحتاج لمعرّف ووليّ أمر رغم علم الجهات المختصّة بعدم وجوده هههههه!
لا أحد يعرف معاناة هذه الشريحة الا من عاشها، او على الأقل يعرف أشخاص يعيشونها
من غير معاناتها بالوقوف بالشارع تنتظر وقوف سيارات الليموزين ، من غير استغلال السائفين الذين تتعاقد معهم شهرياً بمبالغ تصل فوق الثلاثة الاف اذ يزيدون كل شهر من أجرهم او يُضربون ويمتنعون، المشكلة انّ أكثرهم أجانب ويصرّحون لها أكثر من مرّة انّها بحاجة لهم ويقولون (حُرمه مافيه رجال مشكلة هنا!! ) وكأنّهم يقولون مصيرك ترجعين لنا لأنك بلا رجل يُدبّر أمورك ويمشّيها
المشكلة أنّ التافهين المعترضين على قيادة المرأة للسيّارة يُقزّمون من أمرها ويعتبرونه طلب سخيف بجانب اعتراضهم الذي هو أسخَف، يتعامون عمداً عن معاناة شريحة كبيرة من النساءولو كانت القيادة مسموح بها لإنتهت معاناة صديقتي والالاف امثالها ، ووفّرت مبالغ طائلة جدّاً تدفعها كل شهر
هناك فعلاً كثير وعديد من العائلات نساء لا يوجد بها ذكور او يكونوا موجودين لكن بدون اي فائدة بسبب مشاكل ، هؤلاء معاناتهن أكبر بكثير من غيرهن.. لا أحد يعلم عنهن الاّ من عاش معاناتهن..
يعيشون ببروج عاجية لا يدرون عن ظروف وحاجات بعض النساء ومعاناتهن
كل هذا من أجل قوانين هذا البلد التّافه الذي يحكم بشريعه اكثر تفاهه هذا البلَد الذي يُراعي مشاعر اسخف البشر وأحقرهم واكثرهم تخلّفاً وسفاله “المشائخ ومن يتبعهم” على حساب شريحة من النساء تُعاني “وينلعن جدفهن”
اولئك يعيشون بقصورهم وبيوتهم ويركبون سيّاراتهم الفارهه ويوفّرونها لبناتهم ثم يطلّ علينا شيخ تافه من مكتبة الفخم او عبر نافذة اعلامية ويُفتي بأنّ قيادة المرأة فساد وتغريب وشر ومجون ومن تُطالب بها فاجرة فاسقة سهلة المنال، “يعني ركوبها يومياً بالليموزين مع غرباء اهون!
حقيقة اشعر بالقرف كثيراً هذه اللحظه، وبودي انّ ارميهم وشريعتهم المليئة بالخزعبلات الرمليّة بكمبّات النفايات وكتابة تحذير للعقلاء وللإنسانيّة بلوحة كبيرة عن خطر الإقتراب منها لأنّها سامّة
مواضيع ذات صلة: إزدواجية الحكام العرب
