المدى العراقية
عدنان حسين
الإنترنت ثورة كبرى في مجال الاتصال الجماهيري
(mass communication)،
تميّزت عما سبقها من ثورات مماثلة (الصحافة، الإذاعة، التلفزيون) بتحقيق الصلة المباشرة الحيّة بين الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني، فتحوّل العالم معها من قرية كبيرة الى دربونة (حارة).
ومن مميزات الإنترنت انها صارت مجالاً للتداول الحر للمعلومات، وميداناً لهتك الكثير من الأسرار التي يقدسها الحكّام والكهنة والشيوخ وبطاناتهم.
أمس، مثلاً، انتشر على موقع “فيسبوك” خبر أفاد بان حصة معتبرة من الطلبة الذين أعلن قبولهم في البعثات الدراسية خارج البلاد كانت من نصيب أبناء وأخوة وأقارب آخرين لأعضاء في مجلسي النواب والوزراء ومن في درجتهم، وان حصة معتبرة من هذه الحصة ذهبت الى ابناء واخوة وأقارب لنواب ووزراء ائتلاف دولة القانون، وان حصة معتبرة من هذه الحصة كانت لأبناء واخوة واقارب قياديين في حزب الدعوة الاسلامية.
لا أشك في ما جاء في هذا الخبر الذي تضمن أسماء بعض المبتعثين تعزيزاً للمعلومات الواردة فيه. ولماذا يتعين أن أشك؟… انها ممارسة روتينية للغالبية العظمى من الوزراء والنواب وغيرهم من كبار المسؤولين في الدولة باستغلال مواقعهم وتقديم أبنائهم وأقاربهم على سائر الناس في الحصول على فرص العمل والدراسة والامتيازات، خلافاً لاحكام الدستور التي شدد على التساوي بين العراقيين في الحقوق والواجبات، وعلى مسؤولية الدولة في ضمان تكافؤ الفرص لمواطنيها قاطبة.
منذ فترة كشف لي مسؤول في الدولة ان نواباً ووزراء ومسؤولين آخرين تقاتلوا لفترة طويلة من أجل ان يضمّوا أبناء واخوة وأقارب آخرين لهم في الدورة التي افتتحها المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية، وهي دورة الغرض منها اعداد دبلوماسيين يمثلون البلاد في الدول الاخرى، ولابدّ للمرشحين الى الدورة ان يتحلوا بمواصفات معينة لا تتوفر لدى الجميع. الدورة تأخرت كثيراً بسبب ذلك التقاتل الذي انتهى بضم ستين من الأبناء والأخوة والأقارب الى الدورة.
لا أظن ان أفراد الطبقة السياسية الحاكمة يستحقون التشبيه بالضواري عن شرههم، فهذه تعاف أنفسها حتى لحم الغزلان عندما تشبع.. وعليه فان المقبرة هي التشبيه الأنسب لأفراد طبقتنا الحاكمة.. انهم كلما استحوذوا على شيء وحصلوا على امتياز، طلبوا المزيد.
البرلمان لهم والحكومة لهم والوزارات بوظائفها الرئيسة لهم، بل زاحموا الفقراء والشباب حتى على وظائف الحرّاس والفرّاشين.
يا كبار المسؤولين.. نقبل أن تكونوا حيتاناً وتماسيح، بأمل أن تهدأوا لحين بعدما تشبعون.. أما تشبعون؟ أبكم ديدان وحيدة؟.. سألت لكم طبيباً عن العلاج الأفضل للدودة الوحيدة فأفادني بالآتي:
– نيكلوسامايد
(Niclosamide)
هو أفضل علاج للدودة الوحيدة، وهو أقراص بعيار 500 ملغ. امضغوا واحدة منها جيداً، ويفضل تناولها قبل موعد الأكل بساعتين. وللمولعين بعلاج الأعشاب فيمكنهم تناول مسحوق حب القرع مع العصير، أو بلع فص ثوم كل ثماني ساعات لمدة ثلاثة أيام.
اللهم اشهد اني بلّغت بالوصفة!