حول مفهوم المعارضة المصالحة والثورة التغيير في الثورة السورية !!! المعارضة السورية كأداة دولية لمصالحة النظام الأسدي
المعارضة هي أداة لنقد وتصويب سياسات الدولة وتغيير السلطة سلميا كما هو النموذج الديموقراطي الغربي الأوربي والأمريكي بغض النظر عن سياسيا ته الخارجية التي أنتجت الاستعمار القديم والجديد … ولهذا ليس في العالم العربي معارضة، لأنه ليس ليس هناك دول، تقبل بتداول السلطة، ولهذا فإن المعارضات العربية والسورية خاصة هي نتاج سلطاتها ، أو الوجه المقلوب (القفا) لسلطاتها بنية وفكرا وتنظيما …ومع الثورة السورية التي فجرتها وقادتها الحركات الشبابية المدنية الديموقراطية المستقلة ، عمد المجتمع الدولي المحابي للنظام الأسدي بوصفه الشيطان الديكتاتوري الذي يعرفونه،أكثر من شيطان السلفيات القادمة التي أريد لها أن تكون هي البديل القفا للأنظمة، فإن لم تكن موجودة داخليا بالشكل الكافي فإنهم يوجدونها كما فعلوا بانتاج ( داعش) ، وانتاج معارضات في الخارج على غرار معارضات الداخل المصنوعة على عين النظام الأسدي ….
.
ولهذا فليس اكتشافا من قبل الأصدقاء الذين فاجأهم ميشيل كيلو وإعلانه الصريح (أن الطائفة العلوية مظلومة )، وهذا القول ليس مفاجئا لأنه ليس جديدا ، فقد سبق للرجل أن أعلن أن مذابح البيضا التي قادها (كيال العلوي التركي) ، هي بسبب عدم احترام الثوار للهدنة مع قوات الأسد، وهو منذ ارساله للخارج أعلن صراحة بشكل مكتوب أن النظام السوري لن يسقط ولو كلف ذلك قيام حرب عالمية ثالثة …
وهو الذي أدخل رئيس عصابة ميليشيات البيكيكي (صالح مسلم ) إلى ماسمي بمؤتمر القاهرة ، قبل أن يطرده بعض الشرفاء الذي حضروا هذا المؤتمر الذي رفضنا علنا الاستجابة للدعوة إلى حضوره، وطالبنا المؤتمرين منذ حينها أن يسألوا ( ميشيل ) عن المسؤول عن مذابح (البيضا )، إذا ادعى كعادته أن الناس لم تفهم عليه ، لكن أحدا لم يسأله مع الأسف ، فكلهم منتظر حصذته من الغنيمة في المؤتمر …
وميشيل ليس الوحيد المنتج المرسل (أسديا ) للخارج لإعادة انتاجه دوليا كمعارض مصالح ، وفق شعار المعارضة المصالحة القائم على مبدأ ( لا غالب ولا مغلوب ) الذي طرح علينا في جنيف صراحة وفيما يشبه الشرط الذي رفضناه ..
.
وميشيل لا يختلف بذلك عن رياض سيف الذي فبرك في السوق الدمشقية (الشيخ معاذ)، مع سمسار حلبي سمير نشار بعد أن لم يجدوا رأسماليا وطنيا في حلب ، وبتغطية اليسار الشيوعي بتمثيل جورج صبرة الذي كان يعلن صراحة عن خطين داخل حزبه الشيوعي، وأنه يقود الخط المعتدل (الجبهوي ” التقدمي” بذات نهج الخط البكداشي ويوسف فيصل) ، والذي على أساسه توافق مع الأخوان المسلمين في اصدار بيان إعلان دمشق الذي يدعو لفك الحصار عن النظام الأسدي، وذلك من خلف القيادة الشرعية للإعلان ،وتحول هذا الخط الداعي لتعليق معارضة النظام ،إلى خط متماثل ومشترك بين الإخوان المسلمين والشيوعيين قبل شهور من الثورة التي ركبها الطرفان على انقاض ابادة مئات آلاف الشباب الذين فجروا الثورة وقادوها …
ولهذا فنحن نعلن دائما أن المعارضة عبء على الثورة ، لأن المعارضة “مصالحة” مع النظام الذي حل أسديا محل الدولة… والثورة (تغيير ثوري)، كما هو الربيع العربي الذي قاده الشباب المشبع بثقافة حقوق الإنسان والمتخطي للإيديولوجيات (الشمولية إسلاموية أو علمانوية)، وركبته الأحزاب الشمولية الشائخة المفوتة الشائهة والمشوهة، ففتحت كل الأبواب أمام تدفق أمواج الظلام في مستنقع السلفية بكل فروعه ( الداعشية والقاعدية ) باعتبارها الوجه المقلوب للأـسدية….. وحيث لا ثورة بلا تنوير للتغيير .