– كيف تري تأجيل محاكمة الرئيس المخلوع رقم 2 لما بعد شهرين ؟!
= أري في ذلك مط وتطويل متعمد في القضية . والمحاكمة أصلاً تأخرت كثيراً ..
– ولماذا تعمد المط والتطويل في رأيك ؟
= ليشعر الشعب بأن خطر الاخوان قائم .. لم ينته بعد . فيتم الهاء الناس عما يدبر لايصال رجل عسكري لرئاسة الجمهورية . فيبقي الحكم العسكري كما هو . راح عسكري , وجاء عسكري بزعم انه مدني لكونه تقاعد منذ مدة !! – ألعاب ماكرة ..
– احذر احذر أن تقول العسكر , أو حكم العسكر , فهذا معناه انك مؤيد للاخوان والارهاب وستجد ألف من يصرخ في وجهك ويقذفك بطوب الاتهامات .
= لا لا فمن المعروف ان قطاعاً من المصريين منذ البداية لا يفرقون بين العسكر والاخوان . بل يرفضون كلا منهما معاً . فليس منهما من هو أفضل من الآخر
– معقول ؟
= كيف تفسر براءة الفريق العسكري شفيق من التهم المنسوب اليه جميعها . في نفس وقت بدء محاكمة مرسي ؟
= وبماذا تفسر أن لجنة تعديل الدستور . جمعت طوب الأرض في مصر للمشاركة في تعديل الدستور . لينتهي الأمر – علي ما يبدو – بعد جدل طويل بأنه لا جديد حقيقي في التعديل .. وأسوأ المواد المسببة لأكبر مشاكل البلاد ستبقي كما هي !؟
=هل تقصد المواد الدينية المخربة للدستور وللحياة في مصر ؟
– نعم . انها بيروقراطية دستورية . تضع مواداً بالدستور . ثم تحيلك لقانون يسحب باليسار ما منحه الدستور باليمين! … وواضعوا الدستور يعرفون . ويتعمدون وضع دستور مراوغ . كالموظف البيروقراطي . الذي يكتب تأشيرة بالموافقة علي طلب , ثم يحيله لموظف معين ومقروناً بعبارة : حسب اللائحة ! وهو يعرف أن اللائحة سترفض ما ادعي موافقته عليه . فيخلي مسؤوليته ويضع الموظف في المواجهة مع مقدم الطلب ! هكذا اعتدنا ممن يفصلون الدساتير . يتم تفصيل مواد بدستور البلاد بمثل ذاك اللعب البيروقراطي ( ونتمني من كل قلوبنا . ألا يتكرر ذلك في التعديل الجاري حالياً للدستور .
= الحرص علي بقاء المواد الدينية المفسدة للدستور والمساعدة لجماعات الارهاب الديني . هو ورقة هامة لدي حكم العسكر . وبحذفها يخسرون الكثير – سيصورهم الارهابيون باعتبارهم علمانيين ليبراليين أعداء للدين ! وهذا ما لا يريده العسكر . بل يحرصون علي الظهور بانهم أكثر حرصاً علي الدين والشريعة . من كل الجماعات الدينية نفسها ! فهذا جسر هام بين الحكم والسلطة , وكل حاكم انتهازي حريص علي وجود هذا الجسر وعلي البقاء والتشبث بالسلطة
– أظن هذا المفهوم قد تغير بعد الثورات وانكشاف حقيقة الاخوان والسلفيين في سنة واحدة من حكمهم المفضوح
= صحيح ان المفاهيم عند الناس تغيرت نسبياً , ونظرتهم للاخوان والسلفيين ودعاوي تطبيق الشريعة . قد تغيرت كثيراً ولكن ليس الي الحد الذي تتصوره كافياً لعدل الموازين تماماً . لذا فما زالت ورقة الدين ونص المادة الثانية – الدينية – بالدستور . ورقة هامة يحرص العسكر علي التمسك بها . وفتح باب المناقشات حول مواد الدستور ومنها تلك المادة . مجرد مناورة , وتمثيل للديموقراطية لن يسفر عن أي تغيير له أهميته في دستور وضع في عصر مبارك العسكري . ودق اسفينه السادات العسكري الذي سلمه مفايح سلطة مصر عبد الناصر العسكري . فوصلت المفاتيح في النهاية لطنطاوي العسكري , ومنه لجبيب الملايين – السيسي العسكري. ومن الواضح انها في الطريق ليتسلمها رجل مبارك , أحمد شفيق العسكري – ( أو عسكري آخر شبيه له . أو استخباراتي . هو في الأصل عسكري ) يعني / كأنك يا بوزيد ما غزيت : زي ما رحنا زي ما جينا
أوليس العسكري أفضل من أخوان الشياطين ؟
= صائحاً : نعم هذا بالضبط ما يريد العسكر من الشعب أن يقوله .. وما يدفعون الشعب دفعاً لقوله . بالمكر وبالتآمر مع الاخوان ضد الشعب , وزج الاخوان لينكلوا بالشعب وبالوطن , ليضطر الشعب صاغراً ذليلاً للقول : حكم العسكر أفضل من الأخوان . .. ليس أسوأ من السؤ , الا السيء الذي يجلب الأشد منه سوءاً
– وكيف نفسر حرص العسكر علي تواجد حزب اسلامي لايقل خطراً عن الاخوان – النور السلفي – . في لجنة الدستور . والاستجابة لكل طلبات السلفيين . ولو مخالفة لرأي الغالبية عن لجنة الخمسين لتعديل الدستور !؟
– يبدو أن الأمر سوف يتغير ..
= نتمني .. ألا يحرص العسكر علي استمرار الارهاب في الساحة السياسية لتخويف الشعب بهم . ان لم يكن الاخوان . فالسلفيون بديلا .. والاستعانة بهم لضرب الشعب وقتله . ان ثار علي العسكر .
ثم الاستعانة بالشعب لضرب وقتل الاخوان .. مع الابقاء علي شيء من شعرة معاوية بين العسكر وبين الاخوان , أو وضع حدود لمحاكمتهم , مجاملة للبديل لهم , وشريكهم اللدود – السلفيون .
لأن العسكر لو قسوا زائداً علي الاخوان , فهذا سيغضب السلفيين ..
فالسلفيون لا يحبون الاخوان ولكنهم لا يقدرون علي بعدهم , الاخوان بالنسبة للسلفيين هم ابن العم , وهم ابن عمهم علي الغريب . والغريب هو الجيش والشعب . أو الشعب والجيش
والعسكر لا يحبون الاخوان ولا السلفيين , ولكنهم يحتاجون لتواجدهم في مواجهة الشعب كلما ثار الشعب علي حكم العسكر . فالاخوان والسلفيون , بالنسبة للعسكر هم ابن العم , وهم وابن العم علي الغريب . والغريب هو الشعب .. .. وأحياناً يغير العسكر التقسيمة . فيصبح الشعب هو ابن عم العسكر .. والغريب هوالاخوان .. ألعاب , لزوم البقاء غي الحكم.. !
– والاخوان لا يحبون العسكر ولكنهم لا يقدرون علي الابتعاد عنهم , فهم من أهم عوامل تساعدتهم علي دخول السياسة- لحين : أخونة , واحكام أخونة الجيش , والشرطة أيضاً – .
= لو العيال بتوع الثورة عرفوا يتصرفوا صح . كانت مصر وشعبها استراحوا من سرطان العسكر , وايدز الاخوان عيال بتوع الثورة عملوا اللي قدروا عليه . كتر خيرهم .
= لو كان الكبار ساعدوا العيال بتوع الثورة كويس . كانت الثورات نجحت .
-لو . لو … بس الكبار كانوا أعيل م العيال .
– كتر خير هؤلاء وأولئك . عملوا اللي قدروا عليه .
= لكن المشاكل تعقدت أكثر.
– المشاكل عندما تتعقد أكثر . تقترب من حلها .
= تهريج , لعب , خداع , تضييع لوقت الناس والهاء الشعب وايهامه بعمل شيء . بينما لا شيء يحدث . دوران في المكان – محلك سر .
– محاكمة مرسي !؟
= تفتكر ظهور مرسي – الرئيس المخلوع – بالبدلة والكرافت . في قفص الاتهام بالمحكمة . وليس بلبس الحبس الاحتياطي ماذا يعني ؟
– معناه عدم جدية محاكمته .
= ولكنه لم يدخل الحبس الاحتياطي , وبالتالي لا يجوز الزامه بلس الأبيض .
– وكيف بعد كل التهم الموجهة له والمعلنة – القديم منها والجديد , ما كان قبل توليه الرئتسة , وما بعدها -. والتي تضمن له حكم الاعدام لعدة مرات .. كل هذا وذاك , ولم يكن أحد قد أخضعه للحبس الاحتياطي . وتلك التهم موجودة أمام القاضي .. !!؟
– صحيح . والقاضي يعلم أن حسني مبارك . ما هكذا حضر المحاكمة بالبدلة والكرافتة . بل بالزي الأبيض للحبس الاحتياطي .. أي أن تمرير حضور مرسي . هكذا , كان سيثير التساؤلات حول هيبة القاضي , و جدية المحكمة والمحاكمة . فكان لابد وأن يتمسك القاضي بأن يلبس مرسي . الزي الأبيض للمحبوسين احتياطياِ
= حقاً .. محاكمة مريبة . فيها عملية مط . وتطويل مقصودان . .
– ولماذا يقصدون المط والتطويل ؟
= لالهاء الناس بالفرجة علي مسلسل اسمه : مبروك يا شعب . قبضنا علي فلان , وكمان فلان , وطاردنا . واكتشفنا .. دون صدور وتنفيذ حكم واحد .. للبطء الشديد في اجراءات المحاكمة . لعدم رغبة العسكر في حرق ورقة الارهاب , حرقاً تاماً ونهائياً . وتخليص الشعب والوطن من شرورهم – وهذا ممكن – , لكن العسكر لا يريدون انهاء الارهاب وجماعاته انهاءا مبرماً . !
= وهدفهم ايه ؟
– عندما يتلهي الشعب بهذا المسلسل .. فانه لن يسأل :
لماذا لم تعد الأموال المهربة في عهد مبارك ؟
ولا : ماذا عملتم بالمليارات التي تبرعت بها دول ومواطنون مصريون لدعم مصر بعد ازاحة مرسي , واسقاط حكم الاخوان ؟
ولا: لماذا لم تتم المبادرة والاسراع بشق قناة رفح طابا في سيناء .. تلك القناة التي ستغير جغرافيا وتاريخ مصر . وستكون حائط صد , وأمان لمصر .
ضد كل أنواع العداءات والأطماع . وستؤدي لتعمير حقيقي هام لسيناء و رخاء عام للشعب ؟
و لكي لا يسأل الشعب : أين المليارات التي كانت مودعة بالبنك المركزي في عصر مبارك . فيما يسمي بالصناديق الخاصة ؟؟؟؟ أين ذهبت ؟ . ولماذا لا يلمس الشعب أي أثر لاخراجها وانتفاع مصر وشعبها بمشاريع هامة بأموال تلك الصناديق ؟ لماذا لم يبدأ هذا المشروع الهام – قناة رفح طابا – بتلك الأموال؟
=وماذا تقول عما يقدمه الجيش والشرطة من الضحايا . في مواجهة الارهاب في الداخل وفي سيناء وعلي الحدود ؟
– ان الذين يدخل جيوبهم في كل يوم مليون دولار – كا يتردد – كعائد من وراء الامبراطورية الاقتصادية للجيش .. لا يوجد من بينهم ولا واحد من ضحايا الجيش والشرطة في مواجهة الارهاب . الضحايا كلهم ليسوا ضمن جوقة المنتفعين والمستفيدون من امتلاك الجيش لتلك الامبراطورية الاقتصادية . المنتفعون هم الحريصون علي بقاء حكم العسكر لأجل بقاء تلك الامبرطورية , ومنافعها تدر عليهم .. وهم أصحاب المصلحة في عدم القضاء التام علي الارهاب. مهما سقط شهداء من الجيش والشرطة . ومهما عاني الشعب ودفع من الدماء والأرواح والمتلكات من عدوانيات الارهاب .
= هل تتوفع من هؤلاء أن يصحو ما قد يكون لديهم من الحس الانساني والآدمية , ويستيقظ ضميرهم الوطني النائم الغافل .. ويكفوا عن غيهم .. قبل حرق الوطن في حرب أهلية . بعد انقسام كل شيء في مصر علي نفسه … وبوادر الانقسام ظهرت في الجيش نفسه وسوف تتصاعد . ان استمر سير الحال علي ذاك المنوال .
– لا أستبعد أن يفهم هؤلاء أن أمور البلاد والعباد يستحيل أن تستمر علي هذا الحال . وأن يتعظوا ويعقلوا ويفهموا أن الثورة علي ظلم وخبث وطمع العسكر لن تتوقف أبداً مهما فعلوا .. وأن عسكريين طغاة كثيرين بمختلف أنحاء الدنيا , كانت نهاياتهم معلقين فوق أعواد المشانق . وما حمتهم كل دباباتهم ولا مدرعاتهم ولا أباتشي ولا فانتوم .
= نعم .. وممكن منهم فيهم . من يفعل فيهم ذلك !
– هذا صحيح . ممكن من يخرج من العسكر أنفسهم . ليكون بجانب الشعب . ويضطر لمحاكمة عسكر كووا البلاد والشعب بنار الارهاب الاخواني . وسحقوهم بالفساد . ويضطر لرفع العسكر المسؤولين فوق أعواد المشانق .
= نعم ممكن منهم فيهم . من يضطر لفعل ذلك . مثلما اضطر العسكري طنطاوي – المشير – للزج بمبارك وزكريا عزمي وأعوانهم . وراء قضبان السجن – وهم كانوا أقرب الناس الي طنطاوي . وأحبهم اليه . ولكنه اضطر .. أمام طوفان الغضب الشعب
– نعم : ان جاءك النيل طوفان . حط ابنك تحت رجليك .
= فهل سوف يضع العسكر عقولهم في رؤوسهم ؟ ويسلموا للشعب امبراطوريتهم الاقتصادية كاملة لتدار بادارة مدنية اقتصادية . وتسليم ممتلكاتهم الزائدة وثرواتهم الزائدة . بالتي هي أحسن . وهم بكرامتهم ووطنيتهم وحبهم لوطنهم ولشعبهم , ويبتعدوا تماماً عن السياسة والاقتصاد . ويتفرغوا لحماية الوطن ؟
= أغلب الظن انهم هكذا سوف يفعلون . وسيكونوا أبناءً أبراراً لمصر . وكما يفتدونها بأرواحهم وبدمائهم وقت الحروب . سيفتدوها بما يملكون , من متاع الدنيا الزائل .
– نتمني ذلك .