حوار الطرشان في حكومة الغلمان

iraqprisdentmlakiتصدرت نسبة مبيعات كتاب ” حوار الطرشان في حكومة الغلمان” المرتبة الاولى في المبيعات في داخل العراق وخارجه ولم يعرف لحد الان سبب هذا الرواج الا ان بعض السياح قالوا ان السبب يعود الى مدوناته الوثائقية التي ابرزت تكرار المشاهد الميلودرامية والكوميديا السوداء في حياة العراقيين وغياب اسم المؤلف عنه.
ومع هذا لم يصدق احد هذه النبوءة فقد اقبل الكثير على اقتناء هذا الكتاب رغم ارتفاع سعره بالدينار العراقي وعبارته التي تصدرت الغلاف الاخير”تستطيعوا ايها القراء ان تغيروا عنوان الكتاب ليكون حوار الطرشان في حكومة الغمان.
واحتوى هذا الكتاب على احد عشر فصلا بينهم هوامش كثيرة لم تدع للقارىء فرصة التقاط انفاسه التي حرم منها منذ اكثر من 10 سنوات.
وهذه بعض الشروحات لعدد من الفصول تم اختيارها بعناية بالغة.
الفصل الاول:في هذا الفصل يقول المؤلف ان هناك احزابا فضائية لاشغل لها ولاعمل سوى اجترار المقولات مثل ,كرمكم الله, الهايش.بهاء الاعرجي مثلا ومعه احد الكويتبين ,جمع كتبة, لطموا امس وقبله على ما جرى للعراق ,فليس ل”داعش” دور في هذا وانما الاستهتار الاخلاقي التي وصلت اليه بعض الانفس كما يقولون.
فقد قال الاعرجي المتهرب من دفع الضريبة في بريطانيا (اننا طالبنا منذ سنين باللاءات الاربعة, لا للتبرج لا للخمر لا للغناء لا للقمار واليوم نضيف لا خامسة وهي لا للبس الضيق للشباب).
وطالب (الحكومة والبرلمان بـتشريع قانون يمنع دخول السافرات والمتبرجات الى مدينة الكاظمية وكذلك منع إقامة حفلات الغناء وبيع وشرب الخمر في المدينة وجميع المدن المقدسة في محافظات العراق) وان (اغلب سكنة المناطق المقدسة واهالي بغداد بصورة عامة يؤيدون مثل هكذا قرار.
عمي بهاء على كيفك ترى انت تعرف زين ان النساء اعتدن على لبس الحجاب منذ سنوات ولم تعد هناك مشكلة,اما مهنة بيع الخمور فقد وضعت في المتحف منذ سنوات واصبح اصحابها في بلاد المهجر, اما اذا تريد ان تتغنى باللاءات الاربعة او الخمسة او حتى العاشرة فشوف لعبة غيرها فهناك اطنان من المشاكل نعاني منها ولسنا بحاجة الى لاءاتك وشوف حل لتهمة التهرب الضريبي ضدك ومن المؤكد انك لن تستطيع ان ترمي هذه اللاءات بوجه القاضي البريطاني اثناء صدور الحكم ضدك.
تابع للفصل الاول:مع هذه اللاءات يقف هذا الكويتب في خانة اللاءات ضد مجلس محافظة كربلاء الذي اصدر قرارا بالغاء عطلة يوم السبت ودعا الى تخلي هذا المجلس عن”البراغماتية”.
خوية قيس اتحداك اذا تعرف ماهي البراغماتية وعلي اذا عرفتها ان انذر لك خروف محشي بالفستق والبندق,بعدين انت تعرف كم يوم عطلة بالسنة بالعراق ،انه عدد يفوق عدد ايام السنة اذا حسبنا كم من الفضائيين يعطلون بها وكم خسائر الخزينة في ذلك.
واياك ان تكرر قولك”ذلك القرار سوف يخلّف ردة فعل سلبية، في نفوس أولئك المعاقبين من الموظفين والطلبة، مما قد يؤثر سلباً على مدى تفاعلهم، مع تلك الشعائر المقدسة، ومدى إيمانهم بها! فصدور مثل هكذا قرار من مجلس المحافظة، يعد محاربة لتلك الشعائر.
ياسلام على حرصك الديني الذي لاتعرف منه سوى ان تكون تنبلخانة انت وربعك.
الفصل التاسع:حث زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اتباعه من مقاتلي سرايا السلام على الالتزام بـتخفيف اللحية مبينا ان اطالتها بشكل غير معقول يعد كراهية شرعية واجتماعية.وقال إن (التزام المقاتلين بشكل عام بضمنهم عناصر سرايا السلام في تخفيف اللحية واجب عليهم.
و (اطالة اللحية بعد غير معقول وغير متعارف ويولد كراهة شــرعية واجتماعية وتحرم بعناوين ثانوية) (وتخفيفها مستحباً وموافقاً للشرع).
كلامك سيدنا على رأسي من فوك فهذا واجبك الديني ولكني انا الفقير الى ربه لم اجد حتى هذه اللحظة احدا من العراقيين ,الرجال طبعا,قد اطال لحيته والسبب ببساطة كرههم لتلك اللحية الطويلة لأنها تذكرهم بمخنثي داعش والزبانية الآخرين.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.