حنا مينه و” نهاية وطن ” !!! “أرادت أمه أن ترسله إلى الدير ليصبح كاهنًا.. فصار روائيًا”.. كان يرى ” أن مهنة الكاتب ليست سواراً من ذهب، بل هي أقصر طريق إلى التعاسة الكاملة”.. اليوم الثلاثاء ، رحل الروائي السوري الكبير (حنا مينه).. رحل بجسده ، لكنه باق، بفكره وأدبه وكلماته، خالداً في ذاكرة السوريين.. حنا مينه كان كبيراً بكل شيء .. بعطاءه وانتاجه الأدبي وبحبه لوطنه .. ولد فقيرا ومات فقيرا، لكنه كان غنيا ثرياً بكبريائه وبأخلاقه الانسانية والوطنية . ثروته (جمهور عريض واسع من مختلف الأوساط السورية والعربية) … حنا مينه ، السوري (السرياني -الآرامي) الأصيل، اعطى لسوريا الكثير الكثير ، لكنه لم ينال من الدولة(النظام) ما كان يستحقه من تقدير و رعاية صحية واهتمام خلال سنوات مرضه . في السنوات الاخيرة كان يعيش ويشتري الدواء من اثمان بيع مقتنياته الخاصة من كتب و (هدايا وتحف وجوائز) حصل عليها سنوات عطاءه وتقديرا لكتاباته .. رحل (مينه) ورحلت معه احلامه بـ”وطن سوري جميل ديمقراطي حر لكل ابنائه” . لقد صادروا حلمه مثلما صادروا حلم كل سوري اصيل بوطن جميل … . غادرنا (حنا مينه) حاملاً معه جبل أحزانه على “وطن” تمزق، تحطم فوق رؤوس أبناءه وبأيدي أبناءه،
وبسلاح أعداءه في الداخل والخارج .. يقال بأن ” الأوطان لا تموت بموت رجالاتها ” .. لكن قد يدون التاريخ “نهاية رجل شجاع- حنا مينه” كانت “نهاية وطن- سوريا ” …!!
سليمان يوسف