“كنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ”
“إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ”
“وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ”
” وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ”
هذه هي بعض الآيات القرانية والتى تعتبر ان الاسلام هو الدين الوحيد المقبول لدى الله. وان الاديان الاخرى غير معترف بها.
…
(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ)
…
هذه ايضا أية قرآنية توكد القول المشهور عن اليهود بأنهم :”شعب الله المختار”.
والمسيحيون ايضا يعتقدون انهم الأفضل لأنهم يؤمنون بان نبيهم عيسى المسيح هو الأفضل (لم لا) فهو “الله والابن والروح القدس” كل هذا الثالوث توحد في شخص المسيح عيسى.
…
واعتقد ان البوذيين يعتقدون بأنهم على الدين الحق وكذلك اتباع كونفوشيوس واتباع طائفة السيخ في الهند وحتى اللادينيين الذين لا يؤمنون باي دين يعتقدون أنهم على حق وبان جميع المؤمنين بالاديان على خطا.
لأنك اذا آمنت بأن اي دين اخر هو الدين الحق فالاجدر بك والمنطقي ان تترك دينك وتغيره الى الدين الحق ويوجد ملايين البشر غيروا دينهم وآمنوا باديان اخرى ، وإذا لم يحدث هذا لما كنّا نجد هذا التباين الكبير بين الاديان. ولكل دين اتباعه وداخل كل دين مذاهب متنوعة من أقصى التزمت والتطرف الى أقصى التساهل والتحرر.
…
طيب السؤال الان من هم على صواب ومن هم على خطا؟ انا اعتقد بان الجميع على صواب واعتقد ايضا بان الجميع على خطا!! لان هذا يتوقف على اي جانب انت تقف؟ طيب فما هو الحل؟
لدينا حلان لا ثالث لهما:
الحل السلمي: وهو ان نؤمن بأننا جميعا على حق، ومن ثم يجب ان نتعلم كيف نتعايش مع بعض رغم تلك الخلافات وحتى يحين وقت الحساب وساعتها سنعرف الخبر اليقين من الله سبحانه وتعالى، وانا شخصيا مؤمن بان الله سيعفو عنا جميعا لأننا كلنا أولاده وبناته، وليس من المعقول ان يخلقنا ليعذبنا دنيا وآخرة لانه هو الغفور الرحيم.
الحل العسكري: وهو ان نؤمن بأننا الوحيدون على حق وبان الآخرين على باطل ويجب ان نجبرهم على تغيير ملتهم او يجب ان نحاربهم حتى الموت،
…
وقد وضع المتطرفون والإرهابيون المسلمون العالم كله امام اختيار صعب ومواجهه بين الاسلام والعالم كله، او كما قال الرئيس المصري السيسي في خطابه الشهير في الأزهر : “هل يعقل اننا سنحارب العالم كله” .
ولأول مرة منذ القرون الوسطى بدأت حروبا إقليمية وحروبا أهلية على أوسع نطاق بسبب اختلاف العقيدة بل واختلاف المذهب في نفس العقيدة، ولأول مرة بدانا نسمع في امريكا (وهى دولة حديثة تأسست على العلمانية) كلاما عن الاديان وعن ان المسلمين في امريكا أصبحوا مشكلة بل ورفض بعض مرشحي الرئاسة الامريكية قبول فكرة رئيس مسلم لامريكا وهده الأحاديث كلها تعتبر مخالفة للدستور الامريكي العلماني، ولكن التطرّف عند طرف يخلق تطرفا على الطرف الاخر والعنف يولد العنف ،
وحتى الان لم نشاهد مسيحيا يلف حزاما ناسفا حول وسطه ويفجر مسجدا ولم نشاهد يهوديا يفجر نفسه في مدرسة إسلامية في نيويورك ولم نشاهد بوذيا يفجر أتوبيس يحمل مسلمين في الهند. ولكن كل الانتحاريون في السنوات الاخيرة هم من المسلمين المتطرفين وكل التنظيمات الإرهابية والتي تقوم بأعمال اجرامية تجاه اخوة الوطن واتباع نفس العقيدة هي تنظيمات إسلامية وما لم نعترف بهذا فإننا نكون كمن يدفن راسه في الرمال ولن يقضي على التطرّف الاسلامي سوى المسلمون أنفسهم ، لن يقضي عليه لا روسيا ولا امريكا ولا فرنسا ولكننا نحن الذين سنقضي عليه وما لم نقضي عليهم فسوف يقضي علينا وسوف يظل المسلمون متهمون بالارهاب حتى لوثبت العكس.
ومادام بيننا من يؤمن بأننا أفضل “خير الامم” وبان باقي الامم “زبالة” يجب التخلص منها فإننا سوف نستمر في خلق المزيد والمزيد من الإرهابيين حتى يضج العالم بِنَا ويحيطنا بسياج عال ويعتبر ان وراء هذا السياج حديقة حيوان كبرى وربما يتكرم علينا ويلقي لنا من حين لآخر ببعض الفول السوداني او مخلفات طعامه وشرابه وملابسه، وها نحن قد راينا على شاشات كيف يتم إلقاء الأطعمة لأبناءنا وبناتنا واطفالنا من المهاجرين العرب في أوروبا من سيارات نقل وكيف يتصارعون عليها مثل الحيوانات المسكينة، لقد وصلنا بالفعل الى مرحلة حديقة الحيوان ولم يبق سوى السياج العالي وربما فرض العالم المتقدم رسوما للدخول لمشاهدة اكبر حديقة حيوانات في التاريخ .
…
والإيمان بأفضلية جنس على جنس او دين على دين او طبقة على طبقة او جماعة على جماعة هي أفكار عنصرية لا تختلف كثيرا عن الأفكار النازية بأفضلية الجنس الآري ولا تختلف عن بعض أفكار تفوق الجنس الأبيض على غيره من الأجناس او تفوق الياباني على الصيني. أفضليتك الوحيدة تكمن فيم قدمت للجنس البشري من خدمات وأعمال واختراعات وابتكارات جعلت حياة الانسان اسهل وأكثر صحة.
…
والسؤال الذي يدور في كل أنحاء العالم الان هو: هل يستطيع المسلمون ان يتعايشوا مع غيرهم في القرن الواحد والعشرين؟ هل يستطيع المسلمون التخلي عن فكرة :”الاسلام او الحرب او الجزية” ؟ هل يستطيع المسلمون ان يؤمنوا بان بعض النصوص والتي تحرض على قتل الاخر والقضاء عليه هي نصوصا تاريخية كانت مناسبة لحقبة معينة في التاريخ ولم تعد مناسبة للزمن الذي نعيش فيه ويجب ان تظل في كتب التاريخ كنصوص تاريخية فقط؟ هل يمكن ان نفكر بصوت عال وننقد تاريخنا الاسلامي وننقيه من الشوائب الخطيرة والأساطير اللامعقولة بدون ان يتم حبسنا خمس سنوات بتهمة “ازدراء الاديان” كما حدث مؤخراً للإعلامي المصري “اسلام بحيري ” ؟ هل يمكن ان تتوقف فتاوى التكفير والقتل وتطبيق حد الردة؟ هل يمكن ان يظهر بين المسلمين مارتن لوثر اخر يطور الدين الاسلامي كما فعل مارتن لوثر في أوروبا منذ خمسمائة سنة بدون ان يتم اغتياله؟ هل يمكن ان نغير مناهجنا التعليمية لكي تساير العصر بدلا من محاولة الرجوع الى الوراء الف واربعمائة سنة؟ هل يمكن ان يتخلى المسلمون عن وهم الخلافة الاسلامية؟ والأسئلة كثيرة وكلها تحتاج الى اجابات واضحة وسريعة وإذا عجز المسلمون عن الإجابة بحسم قاطع عن تلك الأسئلة فأبشروا بأكثر من داعش، ومن يدري فقد تكون داعش اكثر ليبرالية واعتدالا مما هو قادم؟؟!!
المصدر ايلاف