كان يوما متعبا حيث العمل الوظيفي وساعات النهار الحارة, فقد أهل علينا شهر حزيران بارتفاع ملحوظ لدرجات الحرارة, عندما رجعت للبيت كان التعب قد اخذ مني الكثير, فقررت كحل وجيه, أن أنام مبكرا لأعوض الإجهاد الذي يعاني منه جسدي, وأمرت أهلي بان اصحوا للسحور وليس قبل موعده, ونسيت أن أغلق الموبايل واستسلمت للنوم.
كأني في عالم الحلم وأنا رئيس الوزراء, لكن لست في قصر بل اسكن في حي النصر, وقررت ان احل مشكلة السكن, فأمرت وزارة الدفاع بشق عشر قنوات مشابه لقناة الجيش, ثم وزعت الأراضي على ضفافها على الناس بالمجان, وكأن البيوت أكتمل بنائها, وأصبح كل مواطن يملك بيت, والكل مطمئن وسعيد, تتراقص إمامي وجوه الناس فرحة مبتسمة, لكن فجأة علا صوت شديد, جعلني اخرج من الحلم.
فجأة رن الموبايل ليبدد مشروع النوم, ويحيله لكابوس مرهق, حاولت تجاهل رنين الهاتف الى أن صمت, لكنه كرر فعلته وعاد للرنين من جديد, وكان المتصل رقما غريب, تساؤلات كثيرة تزاحمت في مخيلتي عن المتصل, من يا ترى؟ وهل الأمر مهم؟
كان الحزم بالرد وبصوت معبر عن الانزعاج هو أول كلماتي له ( نعم, من المتصل ألان), فقال بعد برهة من الصمت: ( الحقيقة قرات مقالاتك حول مشكلة السكن, وأنا أتعجب من تأملك الخير من السلطة الحاكمة, أنهم أناس أوباش لا يفكرون بالإنسان العراقي ولا بمعاناته اليومية, بل هم يعملون على استمرار مشكلة السكن, كي يبقى الإنسان العراقي غارق في بحر المشاكل, وتطول أيام حكمهم كلما ازدادت مشاكل الإنسان العراقي, أنهم أبناء ميكافيلي يا أخي, فكنت أريد أن أوصل إليك هذه الفكرة, والسلام), وأغلق هاتفه.
مع أني أول الأمر انزعجت من توقيت المتصل, وخسارة فرصة النوم, لكن بالحقيقة فرحت كثيرا من هذا المتصل المجهول, فيعني أن هناك من يقرأ, ويهتم بالأطروحات التي اطرحها في كتاباتي, وفكرته جيدة نعم أنهم أوباش الخضراء, ممن تسلطوا علينا واغتصبوا قصور العراق, وكل همهم دوام بحبوحة حياتهم, بالمقابل كان كل جهدهم تعظيم الأزمات ومنها أزمة السكن, حيث عمدوا الى إهمالها وعدم تقديم خطوة واحدة للحل فقط لأنهم أوباش.
نعم أن حل أزمة السكن يحتاج لثورة جماهيرية, ومظاهرات وحراك فيسبوكي وعمل جماعي, حتى يضطر سكان قصور الجور للرضوخ لمطلب الجماهير, وأنا لو أعطيت الفرصة والصلاحيات فاني ساحل مشكلة السكن في ظرف سنتين.
فجأة علا صوت الطبل, بدقات منتظمة وصوت “المسحراتي” وهو ينبه النائمين لوقت السحور, عندها اضمحلت صور الساسة وكياناتهم العفنة, لتتراقص بدلها صور البيض المسلوق والتمر والبطيخ, وووو… ورمضان كريم.
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلةبقلم مفكر حر
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟بقلم مفكر حر
- تلغراف: تأثير #الدومينو علی #ملالي_إيران وتحولات السياسة الغربيةبقلم حسن محمودي
- الميلاد آتٍبقلم مفكر حر
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهران
أحدث التعليقات
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر