حلم بثورة اقليات المكونات و تقارب المصلحين…حلم سيجنبنا التقسيم

lamaalatasi2حلم بثورة اقليات المكونات و تقارب المصلحين…حلم سيجنبنا التقسيم:
بعد تامل و تحليل موضوعي لما يجري و خصوصا في تلويحات التقسيم التي يتحدث بها علنا المجتمع الدولي لا بد من اعادة قرائة مقترح الفيديرالية لسوريا( مثلا مقترح الجبهة السورية عام ٢٠١٣) . وهنا لا بد ان نقر بان الحل العادل في سوريا اليوم ليس هزيمة احد الطرفين (النظام – الائتلاف ) ، قد يبدو هذا الكلام مستهجن و لكن لا بد من الاعتراف جديا بأن نصر احد الطرفين لن ينهي الازمة بل سيؤدي للتقسيم عاجلا ام اجلا ..
اما عن الحل “المخرج” لكي نتجاوز شبح التقسيم ، ممكن يكون باعطاء فرصة حقيقية لكي يتواجد بقية الأطراف الآخرين غير الطرفين الرئيسيين في طاولات الحوار لان الصراع ليس بين طرفين بل قضية تواجد ووجود و اعتراف بالاخر.. هذه نقطة أولى تم الكلام عنها كثيرا من قبل الكثير و أصبحت فكرة مكررة.
اما الفكرة الأهم تتمثل بالنقطة الثانية التي لا بد من المراهنة عليها جديا و الفكرة تتضمن بالاعتراف بانه ضمن كل مكون هناك نزاعات و ثورات داخلية لم يسمح لها بالتعبير و التواجد بعد و تلك الاضطرابات الداخلية صحية بل و ضرورية لبقاء سوريا…
كم من الوقت ممكن ان يستغرق هذا العمل الجاد على اعلاء صوت الثورات الداخلية ضمن المكونات السورية ؟ و ما هي العوائق التي يجب مواجهتها ضمن كل مكون اي حاليا يجب ان يقر الجميع بأن هناك جنود وطنيين كل يصارع اخوته ليوعيهم ضمن بيتهم و كل منهم منزوي و محارب في موقعه، وحيد لا يجد مجال للقاء مع من ممكن ان يسانده ضد القوي (أغلبية و قيادة مكونه) في خلافه معه و كذلك كون كل مشاكله مختلفة عن غيره و عن تلك التي يعيشها( السوري )الاخر المرادف له ضمن مكونه، فكل منهم يجد نفسه اقلوي ضمن مكونه..
و لا احد معني خارجيا بمساندة هؤلاء المصلحين لان لا احد معني ببقاء سوريا او موتها.(انظر ليوغسلافيا )
مثلا داخل المكون السني هناك ثورة على هيمنة الاخوان و استعمالهم لبعبع التطرّف و القاعدة و الارهاب ليفرضوا أنفسهم كمعتدلين. هناك ضمن المجتمع السني ثورة على الدين اي هناك خط علماني في الطائفة السنية يتم محاولة إلغائه تماما و تهميشه من قبل القيادة السنية.
كذلك ضمن الطائفة العلوية يوجد تيار اصلاحي ، ايضا يرفض هيمنة الضباط القدماء و الفساد و يبحث عن تعامل ودي مع الطائفة السنية و البعد عن لغة العنف و الحقد و التخوين . هذا التيار يعلم بان الاقتصاد في سوريا اليوم بيد الطائفة العلوية. و يطالب القيادات بان يتنازلوا و يغيروا اسلوبهم بقيادة سوريا سياسيا و اقتصاديا و ان يتركوا السياسة مثلا و يكتفوا بالاقتصاد مع ضمانات مع تغيير تام بأسلوب الممارسات انهم يطالبون بالمشاركة مع الآخرين بموارد البلاد و تقييد الاقتصاد بقوانين عادلة تضعهم بالتساوي مع الجميع دون هيمنه و ظلم اي كما هو حال الفئة الصينية الأصل في ماليزيا التي تحرك الاقتصاد تماما و لكن لا تحاول الاستيلاء على السلطة بل تترك للديمقراطية فسحة كبيرة محترمة الجميع ( ماليزيا بلد فيديرالية ذو أغلبية مسلمة).
كذلك هناك ثورات داخلية لدى الثلاث أطراف الكوردية (اوجلان – بارازانى – طالباني ) و هنا الحديث يطول و كذلك لدى المسيحيين و الدروز و غيرهم ..
الرهان على المحدثين ضمن كل مكون و على محاولة إيجاد فسح لحوارات صريحة و شفافة و موضوعية فيما بينهم و كذلك حمايتهم من بطش طوائفهم، هذا ما يمكن ان يحدث تغيير كبير في الواقع السوري .. و لكنه عمل مضني و شاق و
طبعا الاسهل من هذا على المجتمع الدولي طرح فكرة التقسيم لانها اسهل بكثير من حماية اقليات الفئات .. اذ لا يمكن تواجد الفيديرالية حقيقية ان لم تعالج القضايا كلها بجدية. فالفيدرالية التي لا تعني تقسيم تقتضي ان يشعر الجميع بانه غير خاسر و بانه مواطن متساوي بكافة الحقوق بعيد عن المميزات الدينية و الطائفية تلك المميزات التي تعد بنظر القانون الدولي عنصرية.
التجربة اليوفسلافية بالتقسيم أعطت للمجتمع الدولي سابقة يفكرون بتطبيقها لانها بنظر المجتمع الدولي كانت حل لإيقاف الدماء .. اما لو سألتم اي يوغسلافي فيحدثك عن ندمه و حزنه لفقدان وطنه يوغسلافيا لانه فقده و نحن سنفقد سوريا بغباء أغلبياتنا و جبن مفكرينا و جوع و جشع نخبنا …
لمى الأتاسي

About لمى الأتاسي

كاتب سورية ليبرالية معارضة لنظام الاسد الاستبدادي تعيش في المنفى بفرنسا
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.