حلب هي ( مال الشام الكبرى) .. وفق تعبير الشاعر (عمر الحلبي) !!! اشتقنا لك يا نور عيوننا حلب … لا لنعيد.. بل لنجدد الزمان الأول بدون أسد ووحوش القرداحة !!!!
لو أن أمريكا التي أقامت حديقة باسم (جبران خليل جبران ) في أمريكا، تعلم أن جديه الأعظمين في تاريخ الروح الإنساني الأعظم في القرن العاشر الميلادي، هما أبو العلاء المعري الذي يعترف الغرب بأنه ملهم بنصه العالمي الأعظم في القرن العاشر( رسالة الغفران )، للمأثرة الإنسانية ( الكوميديا الإلهية ) لدانتي الايطالي، حيث المعري هو من معرة النعمان كبرياء الثورة السورية اليوم التي هي من مناطق حلب …
ولو كانت تعلم أمريكا والغرب الحضاري أن هذا الشاعر الفيلسوف الكوني العظيم (المعري) كان تلميذا في مدرسة الشعروالحكمة للشاعر والحكيم المتنبي الذي عاش في حلب في القرن العاشر أيضا، وفي أسواقها القديمة التي تعد رحلاتهم الثقافية قادرة أن تتجول اليوم بعد أن أحرقها شبيحة الأسد، ( حيث الاثنان” المتنبي والمعري) ،هما أول من ارتقى بمفهوم النبوة الانسانية إلى ذروة الاشعاع الالهي –الانساني ، بوصفها ذروة الحكمة الإنسانية في الاتحاد بالعقل الإلهي، حيث كان المتنبي والمعري هما أساتذة المعنى والروح والوجدان لشاعر وحكيم حديث كجبران خليل جبران (المحتفى بنبوته البشرية الإنسانية) أميركيا وغربيا، حيث سبقه (جداه المعري والمتنبي) في حضرة هذا المضمار النبوي كأجداد لمعنى وحدة الديانات العالمية بوحدة الكينونة الالهية، أي لولاهما كجدين لما كان يمكن للعرب أو للبنان أن ينجب شاعرا كونيا نبويا كجبران ….فيؤنسن النبوة من جهة ، إذ يرتقي بمجد الإنسان لتبلغ عظمة النبوة الربانية ..
لو كان يعلم الأمريكان والعالم، واليونسكو التي احتفت منذ أكثر من عقد بحلب كعاصمة للثقافة الإسلامية ..لما سمحت للثقافة الموجيكية الروسية ، وللقنانة الرعاعية الأسدية والأحقاد الثأرية الإيرانية من الوثنية (عبدة النار) أن تقوم بتخريب أهم معلم ثقافي وحضاري يتوج القرن العاشر الميلادي …بإحراق سوق حلب وجامعها الكبير الذي يضم تراثا دينيا متعددا، بما فيها ضريح (النبي يحي)، بل وتدمير المدينة التي تحمل ذاكرة وارث عقل حلب عبر آلاف السنين …التي خاطبها المتنبي في زمنه ، وهو الموصوف بأنه ” ماليء الدنيا وشاغل الناس”، بأنه أينما ذهب وتجول واستضيف في العالم، فإن حلب هي المآل حيث كل الدروب تؤدي اليها …فقد عبر المتنبي عن ذلك
كلما رحبت بنا الروض قلنا … حلب قصدنا وأنت السبيلُ …
لو أن ثمة بقية من ضمير وأخلاق وثقافة مدنية وحضارية في هذا العالم لما تردد أن يستنفر جميعا استنفارا حضاريا ليدافع عن حلب ذاكرة التاريخ والحضارة والفلسفة والأدب والشعر والموسيقى ضد هجمة مغول جدد من رعاع الأسد وإيران والموجيك القناني الروسي -المافيوي ….
نعم مهما قام البرابرة الأسديون المتوحشون في بدائيتهم الحسية الغرائزية الفتاكة ،فستبقي يا حلبنا يا نورعيوننا أنت القصد وأنت السبيل، حيث تعرضت لبرابرة متوحشين كثرعبرتاريخك، فبقيت كما أنت دائما القصد والسبيل بوصفك آية وحجة الله على كمال وجمال خلقه وديمومته وسرمديته………
ومهم ابتعدنا عنك يا نور العين، فإنك تسكنين دمنا وشراييننا وأحلامنا، فمنذ غادرناك لم نرى حلما إلا بشوارعك وأزقتك وأسواقك يا حديقة الروح …