لحزب البعث بشكل عام ، و لنظام الاسد الاب و الابن بشكل خاص قصة تاريخية مع مدينة حلب..
حلب الولاية اللي اتحولّت لمحافظة في عهد البعث و اللي اتعمّد الحزب تهميشها عن الحياة السياسية و قلّل تمثيلها خوفاً من برجوازيتها العملاقة و المعدية و اللي ما بتتناسب مع مزرعة البعث..
خوف الاسد من هالمدينة كان واضح من اليوم الاول لانقلابو الشهير.. فحلب العاصمة الاقتصادية الأولى في المنطقة ، و شريان المال اللي ما بينضب و اللي ما بينصاب بجلطات او اي نوع من التصلّب لتماسك تجّار هالمدينة تاريخياً و وضعهون لمصلحة حلب فوق كل مصلحة و جعلها عبر التاريخ دوماً دولة داخل الدولة.. عدا عن تخوّف الاسد من أهالي هالمدينة اللي بيمثلوا الخزّان السنّي الممتد شمالا مع السنّي التركي ، و شرقاً مع سنّة اهل الموصل..
تعمّد الاسد الاب سياسة تفريغ المدينة من محتواها كسبيل لاختراقها، و اعتمد على تحويل البرجوازية التاريخية الحلبية ، الى مجموعة برجوازيات صغيرة هشّة سهلة الاحتواء، و سحب مدينة أدلب عاصمة الريف الحلبي من ملاك حلب و جعلها محافظة قائمة بحد ذاتها لتخفيف التمثيل الحلبي في صالونات القرار..
حلب نقطة ضعف النظام.. حلب القنبلة الموقوتة اللي حاول الاسد الاب دائماً الحفاظ على صاعقها من الوقوع بيد حدا غيرو..
قام بتفريغ مؤسساتها الدينية المحترمة شعبياً، و كلّفها لمجموعة من المنافقين من أمثال صهيب الشامي و أحمد حسون، و سحب البساط من تحت تجار المدينة التاريخيين و أعطاه لشوية مهربين شركاء لآل الاسد كبيت برّي و شويحنة و غيرهون.. و زرع بزرة الحقد المخيفة بين اهالي المدينة و أهالي الريف و غذّاها من دم قلبو..
كل هالشي اخد مع حافظ الاسد تلاتين سنة عمل جاد لتحييد حلب المخيفة عن اي عمل بيقلب الطاولة بوجهو..
اجا العينتين بشار حامل معو وصيّة واضحة و صريحة من الفاطس أبوه :
“إياك و العبث بحلب.. “
ولكن ابو حافظ كان عندو رؤية تانية .. فبدل الحفاظ على حلب كمدينة، قدّم نفسو من بداية الثورة كحامي لأقليات المدينة.. وظّف كل زعران البلد لإهانة أهاليها ، و دفع ملايين الدولارات للشبيحة لإخضاع المدينة، و اختصر تاريخ سنّة المدينة بولد مصاب بجنون العظمة كفارس الشهابي، و بمعمّم منافق كالمفتي حسون، و بقوّادة كرغدا النعناع و جيفة عفنة كميادة الحناوي..
حلب قريباً جداً رح تكون فوق سقف الوطن.. حلب حرّة بعد الاسد و عصابتو كما كانت بعد تدمير هولاكو و تيمورلانك .. حلب ستكون اختبار حقيقي للثوار في سوريا، حاجز بستان القصر قريبا رح يكون من التاريخ، و من كان وراءو من اهالي ،ما إلو ذنب أنّو بيتو كان تحت المناطق الخاضعة لسيطرة عصابة الاسد..
يا ثوّار حلب .. الثورة السورية و سمعتها أمانة بأعناقكون، مع القبول طبعاً بشويّة تجاوزات اذا وصلتو لعنق الشهابي ، و إياكم و خوزقتو، فهاد الشي بيجبلو السعادة..