سبق ان قلنا في مقالة سابقة ان الانتخابات الايرانية ليست الا مسرحية لاظهار النظام بمظهر ديمقراطي مزيف , والاحرار يعرفون مقدار زيف تلك الانتخابات , وما ظهر فيها من صراع بين ما سموا بالاصلاحيين والمتطرفين ليس الا صراع على السلطة وبذات النهج الدموي التصفوي الاقصائي الارهابي , فالاصلاحيون الذين يمثلهم حسن روحاني يهوى العنف مثل خاامينئي وزيادة اذ تم في زمن حكمه اكثر من الفي حالة اعدام لمواطنين ابرياء .
وعلى هذا الاساس استنكر البرلمانيون الاوروبيون تلك المسرحية المفضوحة . مسرحة الانتخابات اللا ديمقراطية في إيران وشددوا على انه لا معنى للانتخابات في نظام دكتاتوري ينهج نهج المذهبية القاتلة . ويجب ان لا ينخدع الغرب بهذه المسرحيات المتكررة المجربة لانه لا يوجد هناك معتدل في هذا النظام بل كلهم قتلة ويسيرون على نهج القمع والتمييز الديني والعرقي والتدخل وتأجيج الحروب في المنطقة وفي العالم .
وقالت السيدة رجوي حول مسرحية الانتخابات في النظام الإيراني انها انتخابات جرت بدون وجود معارضة وفي واقع الأمر كانت ساحة منافسة بين مسؤولين معنيين حاليين وسابقين عن التعذيب والاعدام. وأن نتائج الانتخابات لا تغير شيئا في الحياة السياسية والاقتصادية للمواطن الإيراني وأن هذا النظام لا سبيل له نحو الاعتدال والانفتاح. فكافة زمره مشتركون في أعمال القمع وتصدير الإرهاب والنهب. رفسنجاني الرئيس السابق للنظام وأعضاء حكومته مازالوا مطلوبين من قبل القضاء الألماني والسويسري والارجنتيني بسبب الجرائم الإرهابية خارج إيران. كما ان حصيلة عهد روحاني خلال عامين ونصف العام هي 2300 حالة اعدام وتصعيد الحرب لابادة الشعب السوري. خامنئي وبالاعتماد على قوات الحرس لن ينفض يده من السلطة وأن أي تغيير في هذا النظام سيصيب النظام برمته ويصيبه بشلل أكثر وبالنتيجة ينتهي به المطاف إلى السقوط.
وفي اطار المسرحية ذاتها انتقدت قيادة الحرس الثوري الايراني تلك الانتخابات , بدعوى ان فوز الاصلاحيين في تلك الانتخابات الاحادية الجانب , هو للاقتراب من الغرب , وكأن روحاني تصرف في موضوع الملف النووي بمعزل عن رأي ومشورة الخامينئي , بل بتوجيه منه مباشرة . وقد اصدرت قيادة الحرس بيانا في هذا الشان جاء فيه :
” وخدمة لشهواتهم الدنيوية، فضلوا التصالح مع الغرب، وأصبحوا أسرى لفتنة العافية التي يطرحها الانجليز، وقالوا لبيك للمشروع القذر الذي أطلقه الاستعمار المتمثل بقناة بي بي سي.. لذا تمثلت النتيجة (نتيجة الانتخابات) في وصول العديد من الشخصيات المتبنية للنفوذ الغربي إلى المجلسين (الشورى والخبراء). عمّار (بتشديد العين) الثورة الإسلامية آية الله مصباح يزدي والكثير من النواب الملتزمين بخط حزب الله تم نحرهم في الانتخابات بموسى رأي الأكثرية غير المتبصرة.. وعلى الرأي العام أن يكون مستعدا، لأن الفتنة الكبرى في طريقها إلينا.
واضاف البيان سوف ستستغلنا الفتنة الكبرى كظلمة الليل لتهيمن على الشعب وعليه ان يتهيئأ الى العبور من الفتنة الكبرى وحفظ مكانة ولاية الفقيه، هو الطريق الوحيد للوصول إلى الإمام المهدي (عج). لكن اعلموا يا أهالي طهران بأنكم ستذوقون عاجلا مر الأكل الإنجليزي.
و يذكّر هذا البيان الذي أصدره الحرس الثوري بالبيان الإنقلابي الذي أصدره الحرس الثوري الإيراني الذي هدد فيه قائدهم يحيى رحيم صفوي الرئيس محمد خاتمي،في أبريل من عام 1998، بقطع رأسه إذا ما استمر في تهديد النظام الإيراني بسياساته. ثم، في 1999، وقَّع عدد من قادة الحرس الثوري رسالة للرئيس خاتمي يهددونه بالانقلاب إذا لم يقمع المتظاهرين الذين يتظاهرون ضد الرقابة في إيران فورًا.
مثل هذا التحذير يعد بمثابة انذار او بيان انقلابي ضد الاصلاحيين , لكن قيادة الحرس وكتائبها مشغولة في حروب خارجية لزعزعة الامن الاقليمي والعالمي . وقد ساعد الافراج عن الاموال الايرانية المحجوزة في البنوك الاوروبية نظام الملالي وخاصة الحرس على شراء مزيد من الاسلحة والذخائر لدعم نظام بشار الاسد , والتغلغل في العراق لمزيد من الفتنة والقتل على الهوية الطائفية .