حكومة البطيخ المؤقتة

حكومة البطيخ المؤقتةsawaass
جمهوريات الموز في امريكا اللاتينية وبعض دول اسيا و افريقيا التي تعيش على بعض المحاصيل ويرتبط اقتصادها بالفصول الموسمية بين المطر والجفاف تعتبر مع كل ضعفها اكثر كفاءة من الحكومة السورية المؤقتة التي استحدثها الائتلاف
عندما انبثقت تلك الحكومة من خاصرة الائتلاف قلنا لا حياة لها اذا لم تخرج من جلباب الائتلاف حينها غضب منا من غضب واتهمنا بالتحامل على الحكومة وانجازات الائتلاف
اليوم وبعد مضي سنة ونصف تقريبا نسأل ماذا فعلت حكومة الموز هذه
منذ تاريخ انشائها قام الائتلاف من تجريديها من وزارة الخارجية ومن وزارة الاعلام ليحتفظ الائتلاف لنفسه بهذا الدور الوجاهي
فولدت حكومة الموز خرساء ولا تملك هوية دولية ايضا حتى موارد الاغاثة بقية مرهونة بمؤسسات تتبع الائتلاف
انصرفت الحكومة الى سياسية بيروقراطية من خلال توظيف كوادر لا تتماشى والية الحكومات المؤقتة او حكومات المنفى
كان يفترض ان تكون الحكومة المؤقتة حكومة حرب طالما هنالك نزاع قائم مع النظام فما كان من الائتلاف الا أن نصب رجلا مدنيا على وزارة الدفاع وكأننا نعيش عصر استقرار كما تعيشه الدول التي تعين وزير دفاعه مدنيا كفرنسا و غيرها من الدول
بل وبقي الاركان يمثل مؤسسة مستقلة الى فترة طويله حتى تم استبدال رئيس الاركان مكرها الامر الذي ادى الى انشقاق في المجلس العسكري الثوري
تميز نشاط الحكومة بوزارة التعليم وكانت المهزلة الكبرى بأن يصرف وزير التعليم فيها مبلغ 8 دولارات راتبا شهريا لكل مدرس في المناطق شبه المحررة مقابل راتب 6500 دولار يتقاضه هو
وان يتهجم وزير الادارة المحلية في مؤتمر صحفي على الشعب السوري ويصف السوريين بأنه بعشرة ليرات يسير وراءك السوري وبعد ان تثور ثورة الغاضبين على هذا التصريح تكتفي الحكومة بان الوزير اعتذر عن هذه المقاولة ولا ندري اين اتى اعتذاره هذا امام الحكومة ام في حمام الفندق او الساونا
اموال تجبى باسم الشعب السوري ويتصور هؤلاء انها حصيلة جهدهم وكفاحهم ونضالهم ومع ذلك تصرف اغلبها عليهم والنذر اليسير على الشعب في مناطق الايواء والتهجير والنزوح
حكومة لا تملك من امرها شيئا ولا تسيطر حتى على المعابر المحررة وتقف مكتوفه الايدي امام انشاء حكومة للحكم الذاتي في المناطق الكردية
حكومة لا تقوى على اصدار جواز سفر لسوري بالشتات
حكومة لاتسيطر على موارد البلد في المناطق المحررة
حكومة لا يهتز لها جفن ولا تهرع الا بعد حين ومين الى موقع انفجار لسيارة مفخخة راح ضحيتها العشرات من السوريين في المناطق المحررة
حكومة الاجدر بها ان تزرع البطيخ لصعوبة زراعه الموز في بلادنا لعلها تفلح وتقدم شيئا ذو قيمة وليصبح اسمها بجدارة
حكومة البطيخ المؤقتة

About جميل عمار -جواد أسود

كاتب سوري من حلب
This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.