مثل كل عام من هذا الشهر وصلنا على موقعنا على الإنترنت عشرات الأسئلة تطلب الرأى والفتوى عن رأى الشرع فى الإحتفال بعيد الحب ، ونخص منهم الأساتذة أحمد ابراهيم ومحمد عبد العزيز وعلى رضوان وبديوى المهلل وعمران آل باز ومن الأخوات سناء وناديه ورجاء وفاطمة، وتدور الأسئلة عن مدى مشروعية الإحتفال بعيد الحب وهل يأثم من يحتفل به أم لا ؟
بداية بتوفيقً من الله وإرشاده وسعيا للحق ورضوانه وطلبا للدعم من رسله وأحبائه ، نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام ، وكل المحبة لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى ، كما نصلى على نبى السلام والإسلام محمد ابن عبد الله ، ايضا نصلى على سائر أنبياء الله لانفرق بين أحدً منهم —————————— اما بعد
فمناسبة عيد الحب يحتفل بها الكثير من الناس في كل أنحاء العالم في 14 فبراير من كل عام. وفي الأخص في البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية ثم أصبح هذا اليوم من الأيام التى تحتفل به جميع دول العالم المتحضر تقريباً ، ولو بصورة رمزية وغير رسمية،و يعتبر هذا هو اليوم التقليدي الذي يعبر فيه المحبون عن حبهم لبعضهم البعض عن طريق إرسال بطاقات عيد الحب أو إهداء الزهور أو الحلوى لأحبائهم ولأهلهم والأبناء لأبائهم والأصدقاء لأصدقائهم ومن هم على خصام ليعود الصلح ، كما أن هذا اليوم أصبح رمزاً لتذكير الناس بأعظم الصفات والحواس التى خلقها الله جل وعلا وهى حاسة الحب الطاهر النقى ، الذى هو من أكبر صفات الله ، ولأن الله أحب الإنسان فقد خلق آدم وحواء وخلق بداخلهم الحب ليعَمِرا الأرض ، لأن الحب أسمى صفات الكون ، وهو الفارق بين الخير والشر بين الصالح والطالح وبين من هو ذو ضمير ومن هو منعدم الضمير ، والحب علامة تفرق بين الرقى والطهر الإنسانى ، وبين السلوك الحيوانى المتوحش الدموى ، والملائكة لاتعرف الشر بل تعرف الحب ، أما الشيطان فلا يعرف الحب بل يعرف الشر فقط ، لأن الشيطان عدو لمفهوم الحب ، وليس الحب من صفاته ولا يرغب فى معرفته ، فالحب أكبر عدو للشيطان يؤرقه ويهزم رغباته الدموية الإجرامية الدنيئة .
وقد تكلمت آيات القرآن الكريم عن الحب ،عندما ذكرته بمعنى المودة كما ورد فى قوله تعالى فى سورة المائدة آية 82 ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ )) ص ق
وايضا فى سورة الروم آية 21 قوله تعالى (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) ص ق
وكما ورد ايضا فى سورة هود آية 90 قوله تعالى (وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ-;- إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ) ص ق – وودود هنا بمعنى محب .
وايضا طلب الله منا أن نحب كل البشر عندما أمرنا بمودة القربى والقربى تجمع كل بنى البشر لإنتمائهم لأب واحد وأم واحدةً ادم وحواء ، كما ورد فى الآية 23 من سورة الشورى حيث قال تعالى (ذَٰ-;-لِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۗ-;- قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ-;- ۗ-;- وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ-;- إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ) ص ق
كما أمرنا الله وطلب منا بتغيير العداوة إلى محبة ، كما ورد فى الآية 7 من سورة الممتحنة قوله تعالى (عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً ۚ-;- وَاللَّهُ قَدِيرٌ ۚ-;- وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ص ق
كما أعلن الله عن نفسه بأنه غفور محب فى الآية 14 من سورة البروج بقوله تعالى (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ) ص ق هذا وغيرها من الآيات التى لا يتسع المجال لذكرها ، —– مما يوضح الرأى والفتوى عندنا بأن الإحتفال بعيد الحب يتوافق مع نصوص الشريعة ورسالة السماء لنا، بل نحن مدعون ومأمورون بالحب والنقاء والطهر لكل البشرعلى وجه الأرض بأمر السماء ، لأن الحب يسمو بأخلاق البشر ، ومن يقول بغير ذلك فهو عدو للسماء ويسعى للفساد وهم من أعوان الشيطان ولن يرو رحمة السماء ، وللأسف هؤلاء يرفضون عيد الحب فقط لأن موعده بدأ بذكرى وتخليد الشهيد القديس فالنتين وهو سبب يوضح أن رافضى عيد الحب يسيرون خلف الشيطان ومرضى بالتعصب الأعمى لدرجة جعلتهم يرفضون ويغيرون من تعاليم الله لهذا السبب . .
هذا وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه
الشيخ د- مصطفى راشد عالم أزهرى وسفير السلام العالمى
رئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان وعضو
إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى ونقابة المحامين المصرية والدولية
والمنظمة العربية لحقوق الإنسان
E – rashed_orbit@yahoo.com