حكاية القوري عند بياع الفرفوري

لم يكن يدر بخلد ابو كاظم بياع الفرفوري في بغداد الجديدة ان “القوري” الذي يستعمله لشرب الشاي سيقلب حياته رأسا على عقب.
قبل يومين وبعد ان فتح محله اول الصباح واستعاذ بالله من كل داعش وداعشية جلس ليشرب الشاي من القوري اياه،ولكنه وجد القوري فارغا رغم انه متأكد من وضع الشاي الكسكين فيه، فما كان منه الا ان خضه قليلا ليتأكد من “بقبقة” سائل الشاي الا انه تفاجأ بخروج دخان كثيف من فوهته اعقبه خروج عملاق بدون ساقين يشبه بعض البشر في المنطقة الخضراء.
وسمعه يقول “شبيك لبيك انا بين ايديك، لك مني 7 طلبات قل ولا تستحي مادمت اطلقت سراحي”.
صفن بياع الفرفوري قليلا ثم همس لنفسه: خليني اجرب هو انا خسران شي.
قال للعملاق الذي بدون رجلين:
حجي، انا عندي طلبات هواية لكن مادام تريد سبعة بس ماعندي مشكلة:
1-اول طلب اتسويني عضو برلمان غصبا على الجميع ومااريد اي كتله نزاحمني على المنصب البرلماني المعتبر..ولا تكلي انتظر الانتخابات ، ترى خريط بخريط ،صحيح تخرجت من محو الامية السنة الماضية لكن مشيها يالله.
صار.
2-اريد اروح الى سويسرا لعلاج مؤخرتي واعتقد انك تعرف انا اعاني من البواسير منذ سنوات طويلة.
صار.
3-تروح تتأكد هل صحيح اكو حوريات بالجنة لو هذا تلفيق من الجماعة واذا لكيت الحوريات جيبلي وياك وحده على ذوقك الله يخليك.
4-اريدك تحضّر بلم بس يكون جبير وترّكب بيه كل المسؤولين في الحكومة وترميهم بشط العرب.
صار.
5-عمر ابني الجبيرعمره 17 سنة واريده يصير وزير الشباب والرياضة ترى هو يحب الرياضة كلش ولو تشوف غرفته مليانة “طوبات”.
صار.
6-اريد كل بياع فرفوري في بغداد يصير لو وزير لو وكيل وزارة اقدم او مدير عام في اي وزارة مناسبة.
صار
7-تاخذ لي صورة الحين وتكبرّها وتنصبها على جدارية جواد سليم وتكتب تحتها عبارة:بالروح بالدم نفديك ياابو كاظم.
صار
اختفى العملاق ولم يعد حتى كتابة هذه السطور.
ماعلينا.
مخلط يالوز:
1-في دولة البطيخ يحكم ديالى الان 3 محافظين ولاندري متى تغرق السفينة.
2-شاب نشط جدا ويملك من الوعي مايؤهله ليكون ذو شأن ذات يوم اراد قبل 3 ايام ان يثبت ان رجال الدين ليسوا وحدهم لايرون الا من بين افخاذهم وانما هناك فئة كبيرة من الشعب لهم نفس الجوع الجنسي المبتذل,
فبعد ان غيّر صورته على الفيس الى صورة فتاة حسناء انهالت عليه كلمات وعروض الزواج واصبح القوم في ليلة وضحاها ينافسون امرؤ القيس في وجدانه.
هؤلاء الذي قال عنهم الشاب الرائع “سليمة تكرفكم” يملكون من الغباء براميل لاتحصى ولاتعد ، فلو زار احدهم صفحة هذا الشاب لأتضح الامر ولكن القوم تركوا الوطن يتمزق واهتموا فيما بين افخاذهم،(ليش نلوم الانتحاريين للحصول على حوريات بالجنة”.
3-فضيحة ال8000 قطعة ارض، سكنيه وتجارية، والتي تم التلاعب بها بالنجف من قبل قيادات المجلس اﻻ-;-على لصاحبه عمار الحكيم .عرض كل من عبد الحسن عبطان وخالد الجشعمي مبلغ 5 مليون دوﻻ-;-ر امريكي من كل منهما للقاضي من اجل غلق الملف.
4-” في الكثير من مناطق بغداد,السيدية,البياع ,الرساله,الاعلام,الشرطه وغيرها من الاحياء والشوارع العامة لافتات سوداء تنعي شهداء (الشهيد البطل فلان بن علان الذي أستشهد في قاطع السيده زينب,الشهيد البطل ,الذي استشهد في قاطع الحجيره,وأسفل اللافتة أما مكتوب تنظيمات كتائب حزب الله فرع العراق,أو تنظيمات عصائب أهل الحق.,,
,فهل عادت المليشيات والجيوش الى شوارع العاصمة بغداد مجددا أستعدادا لحرب طائفية أخرى؟وأين دور القانون يا دولة القانون للحد من هذه الظاهرة .وهل كتب على أجيال العراقيين كلها أن تكتوي بنيران الحروب العبثيه”؟.
5-في شطرة الناصرية حركة ثقافية دؤوبة تستحق الاحترام وكان آخرها امس حيث عقدت جلسة ثقافية تم فيها استعراض رواية (مكان تخشاه الملائكة ) للكاتب البريطاني فوستر وفعاليات اخرى.
فاصل : املنا فيكم ياأهل الشطرة انتم وكل الشرفاء العراقيين.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.