طلال عبدالله الخوري 15\8\2016 © مفكر حر
الفيديو الذي تعترف فيه وزيرة الخارجية الاميركية آنذاك والمرشحة الرئاسية ” هيلاري كلينتون” بدعم الولايات المتحدة الاميركية للمجاهدين الاسلاميين ضد الاتحاد السوفييتي في أفغانستان يمكن مشاهدته اسفلاً, وسأحاول ترجمته وشرحه نظرا لان الكثير من اجهزة المخابرات العربية والاسلامية نشرته مجتزئاً من السياق, والاكثر من هذا تلاعبت بالترجمة من أجل اهدافها السياسية القذرة, لإقناع شعوبهم بأن عدوهم هو اميركا وليس الطغاة العرب الذين يستبدون بهم ويسرقون عرقهم, وقد استشهد به مؤخراً كل من النظام السوري وايران وحسن نصرالله زعيم حزب الله اللبناني… كلينتون تقول بالحرف الواحد:” بأن الإتحاد السوفياتي احتل أفغانستان, لكي يتحكم بأسيا الوسطى وهذا ضد المصالح الأميركية والغرب”. من المعروف بان هناك وحشان جباران هما المخابرات الاميركية “سي اي ايه” التي تحمي المصالح الاميركية والغربية, والمخابرات الروسية “كي جي بي” التي تحمي مصالح الاتحاد السوفياتي المنهار والدول التابعة لها, وهما في حرب ازلية لا تنته الا بأنهاء احدهما للاخر, لان المكان الواحد لا يتسع لهما, فالحرب الباردة التي كانت بينهما لم تكن باردة قط, وكل طرف يعمل على السيطرة والتحكم بكل شبر من الكرة الارضية, ولا يستطيع احد منها ترك اي شبر من دون مراقبة لان هذا سيفسح المجال للطرف الاخر بتملكها … ما نريد ان نقوله بأن الحرب بينهما وجودية تنتهي بانتصار احدهما على الاخر وتدميره كليا, وفي الحروب الوجودية التي لا حل سلمي وسطي لها يحاول كل طرف ان يستخدم كل الاسلحة المتاحة له من دون استثناء, وعندما وجدت اميركا بأن المجاهدين الافغان من طالبان تقاوم الوجود السوفييتي بأفغانستان, كانت من ابسط بديهيات السياسة بأن تدعمهم في حربهم ضد عدوهم الذي يريد ان يهيمن على اسيا الوسطى وبالتالي الاضرار بمصالح اميركا والغرب … وبفضل هذا الدعم حقفت طالبان انتصارات باهرة تسيل لها لعاب الناتو والغرب, فقالوا لماذا لا ندعو المجاهدين الاسلاميين من كل الدول الاسلامية لكي يساعدونا بالانتصار بحربنا الوجودية ضد الاتحاد السوفياتي والكي جي بي.. وهذا ايضاً من بديهيات السياسة المعروفة ولا يوجد اي سر هنا حتى الآن… ولكن ما الذي حدث هنا… الذي حدث هنا بأن جميع زعماء الدول الاسلامية وخاصة العربية ارادوا ان يساهموا طوعيا بهذه الحرب من اجل ان يحصلوا بالمقابل على رضى اميركا ودعمها لحكمهم وبقائهم بالسلطة, ولكي تغض بصرها عن انتهاكاتهم بحق شعوبهم وسرقاتهم لاقتصاد بلادهم.. اي من اجل مصلحة كراسيهم قبلوا بأن يعمل ابنائهم مرتزقة عند الناتو من اجل حرب قذرة بالوكالة عن الناتو وضد الاتحاد السوفياتي, وقاموا بتمويل المدارس الاسلامية التي تغسل دماغمهم بالافكار الجهادية… اي ان اميركا لم تغلط مع الشعوب العربية والذي خان هم زعمائهم الذين قبلوا بأن يفتحوا المدارس التي تعلم الجهاد الارهابي لكي يسخروهم مرتزقه في حروب قذرة يقتلون فيها نيابة عن الاخرين.. اي ان اميركا وجدت مرتزقة تقاتل بالنيابة عنها ودفعت للزعماء العرب اجرتهم سياسيا وماديا, ولكن من خان الشعوب العربية والاسلامية هم الزعماء العرب الرخصاء اللذين قبلوا ومولوا ارسال ابنائهم الى المهالك كمرتزقة يقتلون في معارك قذرة.. اي ان العفن هم الزعماء العرب والمسلمين في السعودية وسوريا وايران والسودان ومصر والصومال وايران وباكستان…. الخ من هؤلاء الزعماء القذرين الذين من اخر اهتماماتهم المواطن العربي ومصالحه وتنميته وازدهاره, لا بل اعجبت فكرة الارهاب الاسلامي الزعماء العرب فاصبحوا يمولون الارهابيين لكي يخيفوا بهم شعوبهم في الداخل ودول الخارج بان البديل لهم هم اسوء منهم.. ونجحوا بهذا في سوريا ومصر, وهنا تكمن ايضا خيانة الزعماء العرب, اما اميركا لم تخطئ بحقنا, فهي عملت مصلحة شعبها واسقطت الاتحاد السوفييتي وهي مازالت تفعل نفس الشئ بسوريا وتدعم الجهاديين الاسلاميين بسوريا لاسقاط نظام الاسد الذي هو عمليا فرع للمخابرات الروسية بسوريا, لذلك قلنا بأكثر من مقالة بأن هدف الثورة السورية يجب ان ينحصر بسحب سوريا من تبعيتها للمخابرات الروسية والحاقها بركب الدول المتحضرة مثل اليابان وكوريا الجنوبية واوروبا واميركا,