بعض الناشطات يحاولن الغاء مفهوم القوامة بالقرآن ( النساء 34 ) للزوج بطريقة مُضحكة لا يتقبلها حتى اعتى متخلف سلفي ..لكن لا تجرؤ تلك الناشطة ان تقترب من قرار الطلاق الذي هو بيد الزوج فقط بسبب مفهوم القوامة المنصوص عليها بالقرآن، فالزوجة لا يُمكن ان تذهب لزوجها وتقول له انت طالق طالق طالق ..بل ستعاني في المُحاكم لأشهر كثيرة كي تخلعة من حياتها! فمجرد صمتها يعني انها بقرارة نفسها تعتقد ان الزوج قوام وان العلاقة هي علاقة الضابط بالجندي!
الطريف ان فقهاء المسلمين قديماً وحديثاً عللوا سبب حصر الطلاق وجعله بيد الزوج وليس الإثنين معاً ، لأنه القوام عليها ولأن الرجل له عقل يتحكّم كثيراً بتصرفاته, والمرأة عاطفتها تتغلّب عليها, ولو اعطيَت صلاحيّات للطلاق لطلّقت الزوج بسبب خلاف جرى بالسوق, او لأنّه لم يشتر لها فستاناً تريدة! لكن لا يعلم المشرّع ان الرجل يُطلّق على أتفة سبب؟ لا بل اتفه من التفاهة نفسها! كالذي طلّق زوجته لأنّها طبخت أكلاً لا يُحبه! وآخر طلّقها لأنها لم توقظة للسحور برمضان! وذاك طلّق زوجته لرفضها ان يُسمي طفله بإسم والده المُضحك والذي سوف يسبب حرج للطفل بعد ان يكبر!..
اسباب مضحكة ومبكية وطريفة تكون كافية ان تهدم اسرة ..اتخاذ قرارات كهذه لا علاقة لها بنوعية الجنس.. وعلى المدافعين والمُبرّرين ان يُغيّروا من أنظمة دفاعاتهم لأن الوعي ازداد ولم تعد تلك التبريرات محل اقتناع ،والمنطق يقول ان لا يحدث الطلاق الا بعد ان يدرس القاضي حالهم واسباب الطلاق ..هذا افضل واعدل، من ان يكون بيد الزوج بشكل مُطلق.
تبريرات سخيفة وساذجة ولا تقنع شخص عاقل ومُدرك، تماماً كتبريرهم حصول المرأة على ميراث اقل واعطاء الرجل مثل حق الأنثيين لأن الرجل بيده المسؤولية والصرف..وقس على ذلك كل شيء، لكن لا يعلم المشرّع ان حياة البشر لا تقف عند نمط معيشة واحدة اذ تناغمت الآية مع الوضع السائد آنذاك اي قبل اربعة عشر قرنا, والمصيبة من يأتي اليوم لكي يُلبسنا هذه الثياب الرديئة والمُتسّخة بتعاليم التخلف والماضي، فاليوم لا يوجد او لنقل على الأغلَب كل بيت فيه اخت موظّفة مسؤولة عن اسرتها ماديّا أو تساعد والدها أو اخوتها بمصاريفهم، وهناك ارملة ومطلقة مسؤولة عن ابنائها..
وكتبريرهم بان المرأة تنسى ولا تتذكّر ولذلك فضل الله الرجل بأن تكون شهادته تعادل شهادة امرأتان لأن المرأة الواحده بنصف عقل والإثنتان بعقل واحد!
وهذه التعاليم علّمتهم ان دية المرأة نصف دية الرجل..وكل شيء اقل وأدنى .. نحن هنا لسنا مدافعين عن حقوق المرأة فهذه القضية باتت مُستهلكة ومُملة جداً ، ولكن فقط للرد على اولئك الناشطات ، برأيي لو صمتت خيراً لها على ان تقوم بتلميع الوجه القبيح وأنسنة النصوص ولبرلتها وعلمنتها فهي بكل الحالتين مُحاربة ولن تستطيع ان تغيّر شيئاً وعليها ان تفهم شيئاً واحدً ان ارادت أن تنال حقوق فلن تنالها بالدين ونصوصة، فيجب ان تنادي بحقّها الكامل بعيداً عن الدين وبعيداً عن اخضاع النصوص لأفكارها وتطلّعاتها..بل بحقوق الإنسان فقط وما قررتها الشرائع الإنسانية التي استحدثها الإنسان.