حفلة زفاف لعروسين من قبيلة فلاني الأفريقية أقيمت في امريكا‎

هذه حفلة زفاف لزوجين من قبيلة (فُلاني) الأفريقية؛ جرت في ولاية (نيو جيرسي) الأميركية. وجماعات (الفلاني) تعيش في غرب واواسط أفريقيا؛ وتمتد الى الحبشة والسودان. ويتحدثون (الفُلفُدا) والعربية. ويدين معظمهم بالإسلام. شاهدوا كيف تحافظ الشعوب الأصيلة على تقاليدها ومورثها الإجتماعي والفني القديم، فيتواصل معهم ابا عن جد. فيحملونه معهم أينما إرتحلوا او حلوا. ثم لاحظوا كيف يقوم الأهل والأصدقاء بـ (التنگيط) او (التنقيد) بتعليق قلائد (الدولار) في رقبة كل من العروس والعريس او ميها فوق رؤوس او تحت اقدام الفنانين. وهو ما كان يحصل في عراقنا الحبيب؛ منذ فجر التأريخ وحتى قبل سنوات قليلة؛ ساعة إنطفأت شموع الفرح وضاع اللحن الحلو والموروث الجميل وسط العواء والموار الآتي من هناك..!؟. حتى غطى الصدأ القلوب وتجمدت البسمة على الشفاه. وحول (ألأعاجم) الإنسان (العراقي) الطروب الى (بوّ) محشو بالتبن والخرق..!؟. فلم نعد نسمع صدى لحضيري او داخل او ناصر او گنبنچي او يوسف او ناظم او صديقة او عگار او ملا عثمان.

fulaniweding

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, يوتيوب. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.