حصار «ليبرتي» الطبي وعقلية رش الحامض
*حسن محمودي
يظل الحصار الغير قانوني على مخيم «ليبرتي»، مكان استقرار اللاجئين المعارضين للنظام الإيراني على مقربة مطار بغداد الدولي، يستمر إلى هذه اللحظة سيما الحصار الطبي بحيث أن هؤلاء اللاجئين لا يتمتعون بالحصول على الخدمات الطبية والعلاجية، وتعرقل القوات العراقية نقل المرضى من السكان إلى المشافي مما دفع عددأ منهم سيما المصابين بالسرطان يعيشون حالة متأزمة، وجعْلهم يموتون ببطء إنما هي سياسة معروفة انتهجها عناصر الاستخبارات العراقية المتواجدين في المخيم.
وردا على سؤال عما يتعرضه مرضى المخيم من المشاكل يقول الدكتور حسن جزائري في «ليبرتي»: ”إن القوات العراقية تعرقل علاج المرضى بالتذرع إلى حجج مثيرة للسخرية فأحيانا يطلبون من المريض أن يبدل مترجمه 4 مرات. هناك ذريعة أخرى وهي لا يجب على المرضى الذهاب إلا إلى مستشفى واحد في حين أنهم وبسبب تنوع أمراضهم يحتاجون المراجعة إلى عدد من المستشفيات وإخصائين مختلفين وبفعل هذه الحجج يُحذف عدد من المرضى يوميا ليبقوا محرومين من العلاج وعليهم أن يتحملوا موتهم البطيء. لقد أصبح التأخير المتعمد في نقل المرضى عند مدخل المخيم لمدة ساعات، عادة وأمرا يوميا مما يسبب في وصولهم المتأخر وفي نهاية وقت الدوام الإداري إلى المشافي وعليهم العودة إلى «ليبرتي» دون نتيجة وعلاج“.
ويعبر الدكتور حسن جزائري عن قلقه ومخاوفه المتزايد وأسفه الشديد من نتائج عملية العرقلة وتشديد الضغوط اللا إنسانية على السكان، قائل:
”إن الحصار الطبي اللا إنساني على سكان أشرف وثم استمراره في «ليبرتي» من قبل الحكومة العراقية أودى بحياة 21 من المرضى وجعل الآخرين منهم يموتون موتا بطيئا وكان آخر الضحايا منهم السيد تقي عباسيان الذي توفي 18 سبتمبر 2014 في مخيم «ليبرتي» بفعل هذه المضايقات وقبله لقي السيد محمد بابايي حتفه بتاريخ 28 أبريل 2014 اثر جلطة قلبية وكان الأخير وبعد تحمله أشهر متتالية من الألم وعرقلة في تلقيه العلاج، على موعد مع الطبيب في 31 مارس 2014 لإجراء عملية جراحية للقلب في مستشفى ببغداد غير أن عناصر الاستخبارات العراقية منعوه من الذهاب إلى بغداد مما أدى إلى موته في المخيم“.
ويقول الدكتور حسن جزائري إنه يغلبني أحيانا التعب عندما أقوم بدراسة ملف المرضى وأرى أنهم لا يصلون إلى الحالة الصحية العادية لكن ما يزيل التعب فيّ ويملئني بالدافع والأمل ألا وهي المعنويات العالية لدى المرضى لتحمل الآلام والمحن التي يتعرضون لها بسبب كل هذه العرقلة والمضايقات إذ أن الحكومة العراقية وخلافا لكل الوعود التي أعطت للسكان عند دخولهم مخيم «ليبرتي» ، حرمتهم الآن من حقهم في الحصول الحر على الخدمات الطبية، فإن السكان لا يحق لهم اختيار الطبيب والمشفى وتوقيت الذهاب إليه واختيار الممرضة / المترجم و… كثيرا ما يُحرم مصابون بالسرطان من العناية والعلاج الطبية لشهور عديدة بفعل عملية العرقلة الممنهجة من قبل الحكومة العراقية فيما لو كان السرطان يتم تشخيصه في مراحله الأولى ولو كانوا يتلقون العناية والعلاج الطبية لما كانوا يصلون إلى مراحل التدهور ونقاط التأزم ولا عودة.
وأشار الدكتور إلى أرقام مؤلمة وأكد قائلأ بأنه وفي الوقت الحاضر هناك اكثر من 800 مريض ينتظرون دورهم للذهاب إلى مستشفيات في بغداد من بينهم 256 مريضا لهم مواعيد الجراحة، بيد أن الحكومة العراقية قد وضعت صيغة بطيئة جدأ لخروج المرضى حيث لا تسمح فعلا إلا بخروج 4 مرضى وللذهاب فقط إلى مستشفى واحد في اليوم واحيانا تضع الحكومة الحظر الكامل على ذهابهم إلى المشافي لمدة تستغرق حتى ثلاثة أسابيع (شهري سبتمبر وأكتوبر) وفي مثل هذه الأيام لم يقوموا حتى بنقل حالات الطوارئ إلى المستشفى. فقد منعوا، طيلة أشهر يونيو وأغسطس وسبتمبر، ذهاب 75 مريضا كان لهم موعد العيادة مع الطبيب الاخصائي وتشمل هذه الحالات مرضى مصابين بأمراض القلب والسرطان وحتى المرضى الذين كان المستوصف العراقي داخل المخيم أعطتهم إحالات طارئة . كما وأن هناك مرضى تم حذفهم من قائمة المرضى الذاهبين إلى بغداد أكثر من 4 مرات. وفي الآونة الأخيرة وبهدف ممارسة المزيد من الضغط على السكان لا تسمح القوات العراقية لهم إلا بالذهاب إلى مستشفى واحد ولذلك فإن المرضى الذين يعانون من مشاكل خاصة وعليهم الذهاب إلى مستشفى آخر يتم حذفهم تلقائيا من القائمة.
وفي الختام أماط الدكتورحسن جزائري اللثام عن حقيقة أخرى وأكد يقول إعلموا أن هذه العرقلة لعمل جبان، يتم ممارستها رضوخا لضغوط طهران فهي وجه آخر لنفس العقلية التي ترش الحامض على النساء في إيران ونفس العقلية التي تنفذ الإعدام كل سبع ساعات بحق أبناء الشعب الإيراني والتي تتظاهر الآن وراء تبسم الملا روحاني في الساحة الدولية وها الآن تعادلت العقلية تلك بعرقلة نقل المرضى إلى المشافي وتشديد المضايقات على ليبرتي وجعله فعلا سجنا لسكانه.
*كاتب ايراني
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **بقلم سرسبيندار السندي
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **بقلم سرسبيندار السندي
- ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.بقلم مفكر حر
- ** تساءل خطير وحق تقرير المصير … هل السيّد المَسِيح نبي أم إله وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ابن عم مقتدى الصدر هل يصبح رئيساً لإيران؟ طهران مشغولة بسيناريو “انقلابي”بقلم مفكر حر
- ** ما سر تبرئة أل (سي .آي .أي) لبوتين من إغتيال نافالني ألأن **بقلم سرسبيندار السندي
- المجزرة الأخيرةبقلم آدم دانيال هومه
- ** بالدليل والبرهان … المعارف سر نجاح ونجاة وتقدم الشعوب وليس الاديان **بقلم سرسبيندار السندي
- رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسيةبقلم طلال عبدالله الخوري
- كيف تفكك مجتمعا ما وتدمر حاضره ومستقبله؟بقلم علي الكاش
- مباحث في اللغة والادب/ 78 وسامة الرجل في التراثبقلم مفكر حر
- دراسة موجزة عن ديوان (فصائد في قصيدة واحدة) للشاعر والأديب ميخائيل ممو.بقلم آدم دانيال هومه
- ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ** لماذا الإطاحة بالنظام الايراني … غدت ضرورية غربية ودولية **بقلم سرسبيندار السندي
- الحزب الشيوعي لايختلف عن الاحزاب الدينية الفاشية .. الداخل مفقود والخارج مولودبقلم مفكر حر
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
أحدث التعليقات
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on علماء النصارى كانوا يتسمون اسماء اسلامية
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **