حصار طبي على اللاجئين الايرانيين في العراق: الابادة بالطريقة البطيئة

تحذير من حدوث كارثة انسانية
حصار طبي على اللاجئين الايرانيين في العراق: الابادة بالطريقة البطيئة

الحصار الطبي المفروض على مخيم ليبرتي
stealingliberty
*حسن محمودي
احد اساليب القمع الذي يمارس بحق اللاجئين الايرانيين المعارضين للنظام الايراني في العراق هو الحصار الطبي المطبق عليهم بهدف قتلهم بالطريقة البطيئة. وكانت حكومة المالكي قد بدأت هذا الاسلوب منذ عام 2009 بأوامر النظام الايراني ضد هؤلاء اللاجئين في مخيم اشرف ثم استمرت به في مخيم ليبرتي. وحاليا ايضا بعد تنحية المالكي وتشكيل حكومة جديدة لا تزال تواصل العناصر المتبقية من حكومة المالكي في لجنة قمع ليبرتي هذا الاسلوب اللا انساني. ان وفاة المرضى بطريقة الموت البطيء سياسة لا انسانية معروفة.
وتوفي منذ عام 2009 أي بعد تحول مهمة حماية اشرف من امريكا الى القوات العراقية 21 من المجاهدين في اشرف وليبرتي جراء الحصار الطبي لحد الآن. كما ان عددا آخر من المرضى الذين يعانون من امراض مستعصية يعيشيون حالة خطيرة جراء هذا الحصار الاجرامي. المتوفى الاخير من السكان كان تقي عباسيان الذي قضى نحبه في 18 ايلول/ سبتمر 2014 بسبب عدم حصوله على العنايات الطبية ووضع العراقيل المتعمدة أمام عمليته العلاجية من قبل قوات الامن العراقي.
وضع العراقيل أمام العملية العلاجية يتجسد في تأخير نقل المريض الى مستشفى بحيث فعلا يؤدي الى عدم حصول المريض على الطبيب المتخصص أو الغاء موعد لعملية جراحية اخذها المريض منذ فترة طويلة بحيث تتفاقم حالته المرضية حيث تصل الى نقطة لاعودة. ولهذا السبب أخروا المرضى فعلا في مدخل المخيم لمدة ساعات لكي لا يصل المريض الى الطبيب عندما يصل الى المستشفى فيضطر المريض الى العودة الى المخيم دون اجراء العملية العلاجية بشكل كامل أو حتى دون ان يزور الطبيب.
فحاليا ينتظر اكثر من 800 مريض لكي يأتي دورهم للمواعيد الطبية التخصصية بينهم 256 مريضا ينتظرون للعملية الجراحية. ويأتي ذلك بينما أكدت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين مرات ان مرافقة المترجم هي جزء من حق الحصول الحر الى الخدمات الطبية. الا ان القوات العراقية وبهدف ممارسة الأذى بحق المرضى غالبا ما لا تسمح لهم بمرافقة مترجميهم.
• في اسلوب تقطيري حافل بالمضايقات والأذى والاهانة من قبل قوات الأمن، بامكان سكان ليبرتي البالغ عددهم 2800 شخص الاستفادة من المستشفيات ساعتين يوميا فقط وذلك في نهاية توقيت الدوام واوقات منتهية.
• خلال 3 أشهر من صيف عام 2014 من التعهدات التي كانت قد وافقت عليها مديرية المخيم لنقل المرضى الى بغداد، تم العمل بـ 7،3 بالمئة فقط ولم تلبي 93 بالمئة المتبقى مما يحتاجون السكان للعلاج.
• لم تنفذ مئات من مواعيد نظيرة السريرية بما فيها الحالات البسيطة جدا كالأشعة التي تعتبر مقدمة ضرورية لتشخيص المرض.
وفي الوقت الحاضر هناك 53 مريضا مصابين بمرض العيون وهم بحاجة الى عملية جراحية غير أنهم وبسبب العراقيل التي وضعتها القوات العراقية فتأخرت عملية علاجهم باستمرار.

أخذ الحصار الطبي الاجرامي ابعادا أكثر خطورة مع فرض ممارسات تعسفية ممنهجة لمضايقة جائرة جديدة على ليبرتي. اضافة الى جميع المحدوديات والمضايقات السابقة ووضع العراقيل اليومية أمام نقل المرضى الى مستشفى، تقوم القوات العراقية منذ فترة بنقل المرضى الى مستشفى واحد فقط. وبذلك كل يوم يفقد عدد من المرضى المصابين بالامراض المستعصية مواعيدهم الاختصاصية والعاجلة حيث تتفاقم حالتهم المرضية.
يذكر بأن 571 طبيباً و 1463 من الكوادر الطبية لمستشفيات العراق أدانوا في بيان لهم مؤخراً فرض الحصار الطبي والتمويني على سكان مخيم ليبرتي المحميين حسب القوانين الدولية.
واعتبر البيان الحصار جريمة ضد الإنسانية، مطالبين بإعطاء سكان المخيم الحرية في الحصول على الخدمات الطبية.
ويدعو سكان مخيم ليبرتي جميع المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان والهيئات الدولية والضمائر الحية خاصة في العراق والدول العربية الى القيام بأي عمل لوضع حد لهذا الحصار الجائر الذي يتم بطلب من النظام الايراني وان لا يدخروا جهدا بهذا الصدد.
كما يحذر السكان من ان الحصار الطبي لمدة 6 سنوات قد عرض حياة العديد من المرضى للخطر وادى الى وفاة 21 من السكان مؤكدين على التعهدات المكتوبة والمتكررة التي قطعتها الادارة الامريكية والأمم المتحدة تجاه أمن وسلامة السكان مطالبين بالعمل على خطوة عاجلة لوضع حد على هذا الحصار الاجرامي ووصول السكان الحر الى الخدمات الطبية في العراق مذكرين على انه تعتبر هذه الممارسات انتهاكا صارخا للمعاهدات الدولية ومن المصاديق البارزة للجريمة ضد الانسانية فيجب معاقبة المسؤولين عنها.

تصريحات بعض السكان حول الحصار الجائر:
الدكتور ابراهيم جدي احد سكان مخيم ليبرتي: بسبب فرض الحصار الطبي علينا في اشرف وكذلك في ليبرتي توفي على الاقل 20 شخصا من السكان. رغم انه عندما كنا في اشرف كان بحوزتنا امكانيات ومستلزمات طبية لعناية المرضى ولمعالجة الحوادث في العمل ومن هذا القبيل ولكن عندما مع الأسف انتقلنا الى هنا لم تسمح حكومة المالكي لنا بنقلها الى هنا لكي نضعها في خدمة مرضانا.

مشاهد من تقي عباسيان الشهيد الـ 21 جراء الحصار الطبي الجائر على سكان ليبرتي
يوم 18 سبتمبر/ ايلول 2014 توفي المجاهد تقي عباسيان أحد سكان مخيم ليبرتي الذي كان يعاني من مرض القلب ومرض خطير وذلك اثر الحصار الطبي اللاانساني المفروض على ليبرتي وعدم الوصول الى الخدمات الطبية .
ناظمي: انا عبدالعلي قنبري الاشرفي المقيم في ليبرتي والمصاب بمرض السرطان. طوال فترة اقامتي في اشرف لم اتمكن ان اراجع الطبيب المتخصص بسبب الحصار الطبي المفروض علينا من قبل قوات رئاسة الوزراء العراقي الا انني وبسبب تدهور حالتي الصحية انتقلت الى احد المستشفيات بشكل طاريء في ايلول/ سبتمبر 2012 .
حسب أوامر الطبيب المتخصص كان من المقرر ان اراجع اليه كل اسبوع بهدف عملية العلاج بالطريقة الكيمياوية ولكن مع الأسف اواجه خلال هذه الفترة وضع عراقيل امامي من قبل قوات رئاسة الوزراء العراقية في المخيم.
وانني اعتبر نمودجا من عشرات ومئات الاشخاص في مخيم ليبرتي الذين يحتاجون الى العناية الطبية المستمرة تحت اشراف الطبيب كما اننا مضطرون الى الذهاب الى بغداد ومستشفياتها غير ان قوات رئاسة الوزراء العراقية تمنع ذلك و لم تسمح لنا بالخروج عن المخيم.
ومن هنا انني اناشد الهيأت الدولية والمنظمات المدافعة عن حقوق الانسان لكسر الصمت تجاه هذه الجريمة وهذا الحصار اللا انساني علينا. ونحن نريد ازالة الحصار الطبي.
*كاتب ايراني

About حسن محمودي

منظمة مجاهدي خلق الايرانية, ناشط و معارض ايراني
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.