لايزال حديث الأمير محمد بن سلمان في «الإيكومنيست» مثيرا للجدل وللتعليقات. قالها بوضوح: لا نريد الحرب، فالسعودية لا تتمنى فتح جبهات صراع.
كانت الرياض رائدة في عقد المصالحات، وقمم التسويات بين الجيران والأشقاء، ومبادراتها في هذا الصدد تفوق العدد.
لكنك لا تستطيع أن تصالح من يجنح للحرب، ولا أن تتوافق مع من يصر على الإفساد والتدخل، وهذا ديدن العداء الإيراني المستحكم والمتطور والمتواصل.
مع كل انتخابات رئاسية، نتمنى أن يصل رئيس إيراني يغلب الحوار على التآمر، والوضوح على الغموض، والسلام على لغات الميليشيا والحرب. لكن الواضح أن الاختلاف بين المتناوبين على سدة الرئاسة ليس إلا اختلافا في الدرجة وليس في المنهاج أو النوع.
ويبدو أن الغطرسة الفارسية، تعاني من شيزوفرينيا، تبني الإسلام بالشكل الخميني، وألم تطويع العرب المسلمين للامبراطورية الساسانية، منذ معركة القادسية التي وقعت في العام ١٥ هجري الموافق ٦٣٦ ميلادية.
كان الفرس اعتمدوا في القادسية على عنجهية قوة الفيلة، ويبدو أن الفارسيين الجدد، أو ملالي إيران، استبدلوا الفيلة بالميليشيات والأحزاب التي تدين بالولاء لطهران!
إيران لديها مشكلة في السلوك السياسي، في التعنت والفوقية والتدخل بشؤون الدول الأخرى، ولئن نجح تدخلها الأعمى في لبنان والعراق فإنها فشلت وبشكل ساحق في البحرين واليمن ولم تستطع فرض هيمنتها المطلقة في سوريا.
الكرة في ملعب إيران، فهي التي أحرقت المقرات الديبلوماسية، وتدخلت بشؤون دول الخليج، فإما أن تستبدل منطق الميليشيا والثورة بمنطق السياسة والديبلوماسية والأعراف الدولية، وإلا فإنهم سيواصلون إحراق سمعتهم الديبلوماسية، ولن يطفئ الاتفاق النووي هذه الحرائق!
*نقلاً عن “عكاظ” السعودية