أمران يتكّره لهما الغربي.. لأنه يعتبرهما من أدق الخصوصيات.. والتي لا شأن لأي شخص بالسؤال عنها..
الأولى… السؤال عن الدخل.. ربما لأنه يتعلق بالضرائب.. والجميع بلا إستثناء يحاول تقليل ما يدفعه بكل الطرق. البعض بإستعمال الثغرات القانونية.. وربما بدونها مما يورطه لجريمة التهرب من الدفع.. وهي من أكبر الجرائم في الغرب. ومن الملاحظ زيادة عمليات التهرب في السنوات الماضية بزيادة القادمين من كل الدول.. خاصة وحين يروا مدى تهرّب هؤلاء القادمين من الضرائب ومن قدرتهم على إستعمال الثغرات القانونية للحصول على أفضل ما في الضمانات الإجتماعية…
الثانية.. السؤال عن الديانة.. التي ’تعتبر من أدق الخصوصيات لإعتبارها علاقة خاصة وفردية بين الشخص وربه… خاصة في مدى عمق إيمانه أم عدمه وفي كلتا الحالتين لا ’يجرم الشخص.. فردية لأنه يحق للفرد تغيير ديانته بدون أن يتعرض لمقصلة القانون.. وبدون أن تتبرأ منه عائلته وبدون أن يتعرض لألسنة اللهب من المجتمع من حوله… وتعلم الغربيون من خلال مناهجهم التعلمية التي ’تبنى على المنطق والسببية وتؤسس لمبدأ الحوار وإحترام الرأي المخالف… مهما كان.. عدم الحكم على ظواهر الأمور… ولهذا نجحت فكرة اللافته التي وضعها الشاب في كندا لمعانقته كإنسان… مهما كان مظهره.. العواطف الإنسانية هي التي تحرك غالبية الشعوب الغربية.. ولكن أيضا يبقى ان لديهم العديد من المعتوهين.. تماما كما ظهر لدينا معتوهي داعش.. وأخواتها..
هم بشر مثلي ومثلك ولكن البيئه التي تربوا فيها والتي تضمن الإستقرار النفسي والأمان الغذائي.. من خلال جذور الديمقراطية التي تؤمن هذه البيئه.. هي نفس الديمقراطية التي يرفضها بشر العالم العربي ويصر على أن القوانين الدينية تضمن ما في القوانين الديمقراطية من عدل ومساواة.. ستقول لي إذا كانوا بهذه البساطه فلماذا حاربونا في العراق.. وغيرها من الحروب.. سأجيبك لأن وظيفة الحكومات تختلف عن الأفراد.. الحكومات اولا تريد الإستمرارية.. ولن تضمنها بدون كفالة الأمن والأمان الغذائي. ولهذا ذهبت الحكومات الغربية حتى مع معارضة مواطنيها لمثل هذه الحروب لأنها رأت الخطر القادم من الشرق.. وأيضا لتكفل مصالح إقتصادية على المدى القريب والبعيد لمواطنها.. ولكن الديمقراطية هي ما يحثهم الآن على فتح كل سجلات من قاموا وحرضوا على هذه الحروب والمطالبة بتقديمهم للمحاكمة..
من منطلق حرية الديانة… رفضت وزارة التعليم البريطانية مناهج الدراسة في 6 مدارس إسلامية.. لقصور هذه المناهج عن الوصول بدارسيها إلى المستوى المناسب للمبادىء الديمقراطية المنتهجه في بريطانيا..فالقيم البريطانيه تقوم على مبادىء المساواة بين الجميع.. والحريه في الإختيار.. وسيادة القانون الذي يرسخ للعدل من خلال القوانين التي لا تفرق بين الجنسين.. أي مستويات تعليمية تضمن ترسيخ هذه القيم بحيث تكون جزءا من شخصية الفرد لضمان الإستمرارية لمجتمع صحي لا يلجأ للعنف تحت أي ’مبرر حتى ولو كان دينيا وعقائديا ويلتزم بالمبادىء الديمقراطية..
بينما ونحن نعلم جيدا بأنه وفي المدارس الإسلامية يكون التركيز على التعليم طبقا للتعاليم الإسلامية.. والتي تركز اولآ على الفصل بين الجنسين. بتقييد الأنثى بالحجاب.. ثم ترسيخ الإحساس لديها بانها أقل من الرجل ذهنيا.. وجسديا..وتعليمها الطبخ والحياكة الذي ( وفي نظرهم )يتناسب مع قدرتها الذهنية والجسدية تمهيدا لإعدادها لقبول البقاء في البيت..وأن الرجل هو المكلف بالإنفاق..ما يؤسس لجعلها عالة وأقل تاهيلا مما تتطلبه سوق العمل.. وقد تصبح عبئا على (دافع الضرائب ) والدولة في حال فشل زواجها.
إضافة أنه وفي هذه المدارس يعتقدون بخطأ تعلم الأديان الأخرى تماما كما روّج الفقهاء بأن الدين الإسلامي يعلو على كل الديانات الأخرى.. بينما دراسة علم الأديان المقارن جزءا هاما من المناهج البريطانية. لأن محاربة التطرف تتطلب منهجا علميا وثقافيا ينمي مقدرات الشخص الفكرية ويروج لتسامح وإحترام الآخر.. (خاصة ونحن نشاهد اليوم ما يقوله الواعظ الديني “”بندر الحيدري “” وفقا لمقتضى النصوص بأن الأرض ثابته والشمس هي من تدور حولها )
مثل هذه المدارس ترسخ وتجذر للإنغلاق وعدم الإندماج في الثقافة البريطانية لأنها تنشر ثقافة الخوف والترهيب والتمهيد لأسلمة مجتمعها وعزله.. وهو ما يتعارض مع قيم التعايش في المجتمع الغربي..
نعم وبدون لف ولا دوران.. وبدون تضييع الوقت والأجيال.. الديمقراطية هي الحل…
المصدر ايلاف