حروب خفية

البقة التى قتلت إمبراطور!

سر الله فى خلقه الحيوانات, لديها مواصفات تشبه الإنسان فهى تأكل و تشرب و لديها بيوت و عائلات و لها حدود و قوانين و رئيس و زعيم و عشيرة و تشن حروب و تتقاتل ولها ايام سلم, وهى تتنقل و تهاجر و تحب و تتزوج و تولد و تنشئ أجيال و تعلمهم طرقهاً و هى فى علاقات مع الأرض و السماء و الإنسان.

إذن فهى مخلوق له حقوق و عليه واجبات و هذه شروط المواطنة و من شروط المواطنة الدفاع عن الأرض و مقاتلة الأغراب, فالوطن هو الأرض و الحدود هى البيت.

عندما أغتر الإسكندر المقدونى و هو شاب صغير لعب به العساكر و الجنرالات و أرسلوه الى حتفه تحت شعار العالم ملكنا وصل الى حدود الدول البعيدة فى آسيا و احتلها, فزار فارس, و أفغانستان, و مجاهل السند و الهند لنشر أهازيج الليل الإغريقية و أساطيرهم, و لكنه أستقر فى بابل و لم يعرف بأنه ملاك الموت عزرائيل كان يسكن أحد الأحياء فى انتظاره.

عندما حفرت قليلاً فى التاريخ خرجت لنا ايضاً بعض القصص: مثلاً عن هذا الإمبراطور الذى دعى الحكماء لمجلسه لكى يأخذ رأيهم في ماذا يريد, وقال لهم هذه أرض سهلة و سهلية نستطيع زرعها و نقل خراجها الى بلدنا و فيها نهران عظيمان, نقتل شعبها و نسرق حرثها, وفى اليوم التالى نطق الحكماء و قالوا له أترك هذه الأرض فإنها لا تحب الغرباء .. أرضها سهلة ولكن شعبها عكس أرضها, ففى تاريخ هذه الأرض لغز حَلّه يكمن فى خروج الغزاة و لكن الإمبراطور لم يسمع لهم و لم يأبه لهذه النصيحة و قال هذا ضرباً من الجنون. ان الأرض استدعت محاربيها و طلبت منهم أن يسكتوا فم هذا الأحمق, و لقد رفض حِكمَه الحُكماء, فحلت عليه لعنة الأرض … و فى ما أرويه هو ليست اسطورة أو خيال, أو حدوتة, و إنما هو ما أتفق عليه سرد التاريخ و علم اصل بابل. لقد أرادت الأرض الانتقام من هذا الغازى و الاستهزاء به, فأرسلت أضعف خلق الله له لقتله, فدخلت (بقة) فى أذنه و استقرت هنالك لمدة ثلاثة ايام و لم يستطع حكماء أو أطباء الإغريق معالجته لأن لعنة الأرض لا يوجد لها شفاء أو تشخيص .. فقتل البطل و رحل.

و من أغرب القصص العراقية, عند خروج الأغريقيين, تبعهم أهل العراق و ضربوهم بالنعال فهى عادة بابلية لتوديع الغزاة و السؤال هنا, هل يوجد لدينا نعال و قنادر كفاية اليوم؟ و هل هذا هو سبب عدم خروج المحتل من العراق لحد الآن؟

انتبهوا و استوردوا و استعدوا لمهرجان ” النعل و القنادر” قريباً …

قصة أخرى من فيتنام: لقد قاتلت جنود الأرض, الحيات و الثعابين الأمريكان و كانت تلك المخلوقات نوعين: نوع صغير اسود يدخل فى ملابس الجنود و يقتلهم, خصوصا عندما ينامون ليلاً أو فى الخنادق, أو عند دخولهم الوحل و تسببت بقتل الآلاف من الجنود. النوع الآخر و هو الحية الكبيرة, التى كانت تخرج فجأة من الأرض و تقف صامتة, و عند أى حركة للجندى تنقض عليه وتقتله و يقال انها طويلة, أطول من الجنود, و هذا الرعب كان يفزع الجنود الأمريكان و يدفعهم لتعاطى الماريجوانا التى كانت مزروعة فى كل مكان حتى على الجوانب الطرق.

و مرة أخرى فى العراق: فى بداية الاحتلال قتل أسد جندى امريكى هارب من حديقة الحيوانات و تكررت قصص مثل ذلك. قصة اخرى عن حضور جنود امريكان (صراع الديوك), وهى احدى العادات الموجودة حيث يتصارع الديوك و الأقوى يقتل الضعيف, و يوجد فى العراق نوع من الديوك يسمى ((هاراتى)) و هو ديك مقاتل (بدرجة عريف) و دائماً ينتصر لقوته. بعد المعركة أعجب الجندى الأمريكى بالديك فأشتراه, و أول شىْ قام به الديك بعد شراؤه كان نقر عين الجندى الأمريكى و قلعها ..!

هل صدقتم الآن ان الحيوانات تميز بين الغريب و الحبيب.

فادعوا العراقيين باستيراد الديوك و اٍلكنادر (القنادر) و انتظار ساعة الصفر .. علماٍ بأن الصفر فى علم الرياضيات اخترعه العرب و كان بداية لعلوم الأرض.

‎هيثم هاشم – مفكر حر؟‎

About هيثم هاشم

ولد في العراق عام 1954 خريج علوم سياسية عمل كمدير لعدة شركات و مشاريع في العالم العربي مهتم بالفكر الانساني والشأن العربي و ازالة الوهم و الفهم الخاطئ و المقصود ضد الثقافة العربية و الاسلامية. يعتمد اسلوب المزج بين المعطيات التراثية و التطرق المرح للتأمل في السياق و اضهار المعاني الكامنة . يرى ان التراث و الفكر الانساني هو نهر متواصل و ان شعوب منطقتنا لها اثار و ا ضحة ولكنها مغيبة و مشوهة و يسعى لمعالجة هذا التمييز بتناول الصور من نواحي متعددة لرسم الصورة النهائية التي هي حالة مستمرة. يهدف الى تنوير الفكر و العقول من خلال دعوتهم الى ساحة النقاش ولاكن في نفس الوقت يحقنهم بجرعات من الارث الجميل الذي نسوه . تحياتي لك وشكرا تحياتي الى كل من يحب العراق العظيم والسلام عليكم
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.