قصة «ضريح سليمان شاه» في ريف حلب.. بين أردوغان ونصر الله
الأنباء الكويتية
في خطاب النصر، حذر رئيس الوزراء التركي أردوغان سورية من أي تعرض لقبر سليمان شاه، معتبرا أن ذلك سيكون تعرضا لتركيا كلها.
«سليمان شاه» هو جد مؤسس الدولة العثمانية، وضريحه موجود في ريف حلب، وهي أرض تركية تبلغ مساحتها نحو 8 آلاف متر مربع داخل الأراضي السورية (بعيدة نحو 25 كلم عن الحدود بين البلدين)، بموجب اتفاقية بين تركيا وفرنسا تعود إلى أيام الانتداب الفرنسي العام 1921. وأخيرا هدد تنظيم «داعش» بنسف الضريح، ما دفع تركيا إلى التهديد بالدفاع عنه.
في الخطاب الذي ألقاه قبل أيام، تطرق أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في سياق كلامه عن الأزمة السورية وتدخل حزب الله بها الى تركيا التي تريد التدخل لحماية ضريح عثماني. وقال نصرالله في خطابه: «اليوم توجد دولة عظيمة جدا تعتبر نفسها عظيمة جدا، دولة بالحلف الأطلسي، تناضل من أجل أن تصبح جزءا من الاتحاد الأوروبي، البعض يعتبرها نموذجا، يعني تركيا، «شو الحرف الأول من اسمها؟ هو تركيا»، اليوم الحكومة التركية تقعد لتناقش أنه يوجد قبر أو ضريح للجد الأكبر لبني عثمان، الذي الآن إذا سألت كل الشعوب الإسلامية ما اسمه؟ أنا والله لا أعرف اسمه، وماذا يعني بالنسبة للمسلمين؟ وماذا يعني في وجدان المسلمين ومشاعر المسلمين، سواء كانوا شيعة أو سنة؟ ومع ذلك (معلش) تركيا من حقها أن تفكر أن تتدخل عسكريا وتخرق سيادة دولة، هي الدولة السورية، طيب لماذا باؤك تجر وباؤنا لا تجر؟، نحن ذهبنا لندافع عن مقام يحترمه كل المسلمين، وعن شخصية محترمة ومقدسة عند كل المسلمين، لأنها حفيدة نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، من هو الذي تأتون لتتسببوا في حرب إقليمية من أجله أنتم؟».
وقال: «تأتون لتطلقوا حربا إقليمية، وهناك كان يوجد خطر فعلي وهنا لا يوجد خطر فعلي، وأكثر من ذلك، نحن لم نخرق السيادة السورية، الرئيس بشار تكلم عن هذا الموضوع منذ مدة.
حسنا اليوم دولة بالحلف الأطلسي ومرشحة للاتحاد الأوروبي تحضر لحرب وتدخل إقليمي في سورية مباشر، بحجة أنه يوجد ضريح الجد الأول لبني عثمان أي للدولة العثمانية، مهدد من داعش وربما يمكن هم يطلبون من داعش أن تذهب لهدمه».
كلام نصرالله جاء ردا وتعليقا على تسجيل صوتي جرى تسريبه على موقع «يوتيوب» لاجتماع تركي رفيع المستوى ناقش عمليات عسكرية محتملة في سورية واحتوى تسجيلا لمدير الاستخبارات حقان فيدان وهو يبحث عمليات عسكرية محتملة في سورية مع وزير الخارجية أحمد داود أوغلو ونائب رئيس الأركان يسار جولر ومسؤولين كبار آخرين.
ويبدو أن المحادثة تركز على عملية محتملة لتأمين ضريح سليمان شاه جد مؤسس الامبراطورية العثمانية والموجود في منطقة شمال سورية يسيطر عليها متشددون إسلاميون من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش).
وتعتبر أنقرة الضريح أرضا تركية ذات سيادة بموجب اتفاقية وقعت مع فرنسا عام 1921 حين كانت تحتل سورية.
ويحرس نحو 20 من جنود القوات الخاصة التركية الضريح باستمرار.
وهددت تركيا قبل أسبوعين بالرد على أي هجوم على الضريح بعد اشتباكات بين مسلحي «داعش» المنبثقة من تنظيم «القاعدة» وبين جماعات المعارضة الأخرى في المنطقة الواقعة شرق حلب قرب الحدود التركية. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في ذلك الوقت: «هذه الأرض التركية الوحيدة خارج الحدود. بالتالي لتركيا الحق في أن تتخذ كل الإجراءات لإقرار أمنها واستقرارها». وجاءت تحذيرات تركيا بعد اشتباكات بين مقاتلي «داعش» ومقاتلين منافسين لهم في منطقة الضريح شرق حلب قرب الحدود التركية.
ويقول صوت وصف بأنه صوت وكيل وزارة الخارجية فريدون سينيرلي أوغلو: «إن عملية ضد «داعش» ستكون لها شرعية دولية، سنصفها بأنها «القاعدة». لا توجد مشكلات بخصوص إطار القاعدة، حين يتعلق الأمر بقبر سليمان شاه فإنه يتعلق بحماية التراب الوطني».