#حرب_المياه بين #تركيا و #العراق و #سوريا إلى أين ؟
منذ ملايين الأعوام كانت ضفاف دجلة والفرات وحوضهما ، المهد الاساسي للحياة والحضارة منذ أيام السومريين ، من صيد السماك والنقل النهري والتجارة ، وبنيت الاف المدن والقرى عبر الاف السنين ولا يزال بعضها حياً لليوم .
يعتبر نهر الفرات احد الأنهار الكبيرة في جنوب غرب آسيا ينبع من جبال طوروس في هضبة الأناضول التركية ،ويتكون من نهرين هما مراد صو شرقاً بطول 600كم ومنبعه بين بحيرة وان وجبل ارارات في ارمينيا ، وقرة صو غرباً بطول 400 كم شمال شرق الأناضول ويلتقيان في حوض ملطية ويخترق جبال طوروس ، وتلتقي به فروع عديدة قبل دخوله الأراضي السورية ويصل إلى سد تشرين في منبج يليه سد الثورة ثم سد البعث على بعد 20 كم من الرقة ، ومنذ 2017 السدود الثلاثة تحت سيطرة (قسد) الكردية .
ثمّ ينضم إليه نهر البليح ثمّ الخابور الذي جفّ لأن تركيا حفرت الآف الأبارمقابل الينابيع في رأس العين بما فيها النبع الكبريتي الفوّار، ويتجه النهر إلى الرقة ودير الزور ، ويدخل العراق في البوكمال عند القائم في الانبار ثم بابل ثم كربلاء والنجف والديوانية والمثنى وذي قار ، ويتوسع ليشكّل الأهوار ، ويلتقي دجلة في كرمة علي فيكوّنان شط العرب ليصب في الخليج العربي .
طول الفرات 2940 كم منها 1176 في تركيا و610 كم في سوريا و1160 في العراق وعرضه بين 200 م و2000م عند المصب .
وسمي العراق بلاد الرافدين لوجود نهري دجلة والفرات وبينهما حوض ما بين النهرين ، ويوجد 7 سدود عاملة في العراق أهمها سد حديثة وقناة تصل بين دجلة والفرات قرب سامراء .
أما دجلة فطوله 1850 كم ينبع من بحيرة هرار في جبال طوروس التركية ويبعد 80 كم من منبع الفرات ، منها 400 كم في تركيا ، ويمر خلال الحدود التركية السورية العراقية ويتفرع إلى عدة إتجاهات ليلتقي بالفرات ويكونان شط العرب .
عدد السدود التركية 579 سداً منها الكبيرة 208 بطاقة تخزينية 157كم3 والطاقة الإجمالية 651 كم3 وهناك 210 سداً قيد الإنشاء ، كما جاء في كتاب الباحث فؤاد قاسم الأمير ( أزمة المياه في العراق ، وازمة المياه في العالم الثالث )
أقامت تركيا مشروع الأناضول (كاب) على نهري دجلة والفرات واكبرها سد اتاتورك و8 سدود على دجلة واكبرها سد أليسو و19 محطة كهرومائية لإستصلاح مساحة تعادل مساحة بلجيكا ، وتشمل 9 محافظات ، وقدرتها التخزينية 100 مليار م3 وتمثل 3 أضعاف قدرة سوريا والعراق مجتمعة ، بكلفة 35مليار دولار ، وصمم المشاريع خبراء إسرائليين ، منهم شارون لوزروف والمهندس يوشع كالي وبقروض إسرائيلية ، وهناك 67 شركة ومؤسسة تعمل في مشروع ال (كاب )منذ 1995 وتطمح لشراء المياه وتلبية إحتياجات المستوطنات اليهودية باستخدام للتكنلوجية الزراعية المتقدمة .
عند إكتمال مشروع ( ال كاب ) ستنخفض مناسيب المياه في سوريا والعراق وتهجير الأراضي الزراعية وتصحّرها وإنخفاض الطاقة الكهربائية وغلق 4 محطات عراقية تنتج 40% من طاقة البلاد ونفاذ مياه الخليج المالحة إلى شط العرب .
يؤكد الخبراء أن سد اليسو له تأثيرات سلبية جداً على العراق زراعياً ، وتنخفض المياه في دجلة من 20 مليار م3 إلى أقل من النصف ويهدد الأمن القومي العراقي ،
وتسبب حالياً تهجير 180 ألف شخص من 199 قرية والغيت زراعة الرز الذي يستهلك كميات كبيرة من المياه ، وهجر الفلاحين اراضيهم .
وحذرت جمعية المياه الأوروبية أن العراق سيفقد في الكامل نهري دجلة والفرات في 2040 و دجلة وحده سيفقد 3مليارمتر مكعب .
الخطر الزلزالي :
هذه السدود المقامة في مناطق نشاط زلزالي مخيف ، والبحيرات الصناعية خلف السدود هوتحميل القشرة الأرضية فوق طاقتها التحمّلية ، فتتصدع فوالق المنطقة .
وإذا إنهار سد من هذه السدود العملاقة سيسبب كوارث ودمار شامل في شرق سوريا وغرب العراق وسيصل الجدار الطوفاني إلى الخليج العربي جارفاً معه مدناً
وقرى كاملة لأن أتاتورك وحده يخزن 50 مليارم3 ويمثل ايرادات دجلة والفرات لمدة عام ، وهذا يشكل خطراً على تركيا وسوريا والعراق .
يستشف مما تقدّم أن على العراق وسوريا تقديم شكوى ضد تركيا وإلزامها تقاسم المياه عن طريق الجامعة العربية وألأمم المتحدة ، وتحميلها مسؤولية اية كارثة قد تحدث ، علماً أن تركيا تنصّلت عن إتفاقية 1987 مع سوريا .
ولتركيا أهداف سياسية لتشتيت الاكراد في مناطق متفرقة وسد أليسو تسبب في تشريد 80 الف شخص وتهجير سكان 40 بلدة كردية يعود تاريخها إلى 12 ألف سنة وتدمير بلدة حسن كيف التاريخية ، واستخدام المياه كسلاح في الحرب السورية ، واضرار كبيرة بالعراق وسوريا زراعيا وتوليد الطاقة الكهربائية ونفوق الاسماك والثروة الحيوانية والتصحر والغبار والملوثات وظاهرة الرياح الرميلة وحرمان البلدين من 40% من الأراضي الزراعية والبطالة ونزوح السكان .
الخلاصة : على سوريا والعراق العمل سريعاً للتوصل إلى إتفاق واضح ودقيق وشامل وقاطع ونهائي وتحديد حصة كل طرف ، وتصاغ حسب القانون الدولي ومبادىء وقواعد نيويورك لسنة 1997 وحسن الجوار والنية والتعايش السلمي بين الأمم والشعوب ، وإلا فحرب المياه قادمة لا محال ؟ وعلى الدول العربية الإفاقة من سباتها والضغط على تركيا بشتى الوسائل والسبل للعدول عن سياستها التدميرية لكل من العراق وسوريا ، فهل تفعل ؟
منصور سناطي