زيورخ فى 3/6/2014
حديث سويسري عن السيسي
بتوقيت سويسرا تمام التاسعة رن الموبايل فإذ به مذيع لراديو لايف نت منبهرًا “بنجاح السيسي الكاسح فى الانتخابات الرئاسية – بحسب تعبيره – وقد قام بطرح عدد من الأسئلة تدور حول نجاح السيسي ورؤيتى كمواطن مصري قبطي :
أولها يتعلق بنزاهة الإنتخابات فإذا به يقرّ شخصيًا وبشهادة عدد من الدول الأوربية بأنها كانت أكثر الانتخابات نزاهة، وثانيها هل السيسي أمل لأقباط مصر أيضاً؟ فكانت إجابتى واضحة: أنا أتحدث ليس كقبطى وإنما كمصرى، السيسي ليس أمل الأقباط فقط بل أمل مصر وليس مصر فقط وإنما المنطقة بأسرها وبتدقيق أكثر إنه أمل العالم أجمع ولا أكون مبالغاً.
فمصر كانت فى عصر الإخوان بؤرة ومركز للجماعات الراديكالية والتنظيمات الإسلامية الإرهابية، وجماعة الإخوان هى الأم التى خرجت من رحمها كل التيارات الإرهابية على مستوى العالم، وقدعايشنا مرحلة اختطاف مصر والزج بها في غياهب التاريخ السحيق وكان هدف الخبثاء تحويل مصر إلى مركز تجمع عالمي لكل القوى الإرهابية فى العالم، فسمعنا عن علاقات تنظيم القاعدة بمرسي، فالإخوان جماعة فاشية كانت تسعى لتحويل مصر إلى دولة فاشية فاشلة.
وقد نوهت في مقالى المعنون ب “السيسي أمل مصر” والمنشور قبل أسبوع فى المانيا وسويسرا باللغة الالمانية ؛ أنه قادر على تحويل الصحراء إلى واحة خضراء ولا أكون مبالغًا في قولي أيضًا أنه يتمتع بمصداقية الشعب له.
وعلاوة على ذلك فهناك عدد من الدول العربية الغنية التى موَّلت مصر بعشرين مليار دولار، وبإرادة شعبية قضى على دولة الإخوان الفاشية.
وثالثا عن آمالي فى المستقبل؟
صرحت له أن أملي هو عدم الخلط بين الدين والدولة والفصل التام بينهما وتجريم استخدام الدين فى السياسة، كما تطرقت إلى الدستور المصري ومواده التى نصّت على منع الأحزاب الدينية.
وكانت إجابتى على السؤال المفاجىء أوليس السيسي مسلم ؟ أبالطبع مسلم ولكنه ليس مسلم راديكالى فالإخوان المسلمون مسلمون راديكاليون، ومرسي كان أحد الرؤساء الراديكاليين، وشرحت له أن الرئيس السادات هو أول من سخَّر التيار الدينى ليكسر الناصريين واليساريين، وحصد منهم ونال جزاءه جزاء سينمار، ومبارك أيضا سخَّرهم ليكونوا فزَّاعة للغرب إما نحن أو الغرب فكان تنازلهم عن ثوابت مصر تعاونًا مع الغرب وطريقًا لهم للتخلص من مبارك وتعضيدًا لهم.
وأخيرًا شرحت له نحن لا نريد رئيس يظهر فى شاشات التليفزيون وهو يصلي من مسجد إلى مسجد ولكن رئيسًا يعمل ليلًا نهارًا ويترجم إيمانه بالوطن والوطنية على أرض الواقع ويجسده بوحدة المصريين ومنع التمييز بينهم على أرض الواقع وليس مثل الأنظمة السابقة، فالسادات صرَّح أنه رئيس مسلم لدولة مسلمة فلم يكن رئيسًا لنا نحن الأقباط، ومبارك أغمض عينيه عن الانتهاكات الموجهة ضدَّ الأقباط فنال غضب الشعب القبطى وصُرِّح فى قداس مذبحة القديسين لا لا لا معلنين رفضهم له، ومرسي كان بوقًا لمكتب الإرشاد ورئيسًا لعشيرته وجماعته من إخوان وسلفييين وجهاديين.
نحن نحتاج رئيسًا مؤمنًا بالعدل والمساواة والوطن، ونحن نثق أن السيسي يملك هذه كلها.
ختم برنامجه بشكري واستيضاح أخير : هل تثق في السيسي؟ قلت له: نحن نثق به بالفعل والأيام ستثبت صدق توقعاتنا.
مدحت قلادة