كان يا ما كان . شعب اسمه شعب السودان
كان له وزير دفاع اسمه : عبد الرحمن
لما الشعب ضاق ذرعاً من رئيس ديكتاتور
اسمه جعفر النمير .
و تصاعد المد الغاضب للجماهير
ظل وزير دفاع السودان . يرقب الاوضاع لمدة عشرة ايام
ثم اجتمع مع قادة الجيش الهمام
وأعلن انحياز القوات المسلحة الى جانب الأنام
في “عملية بيضاء, يسودها الوئام ” ..
حدث هذا منذ قرابة ثلاثين عام – 1985
وشعب السودان في ذاك الموقف . كان ذكياً عاقلاً..
– ماذا فعل ؟
لم يقل لوزير الدفاع : لازم تصير انت الرئيس .
ولا عمل له أغاني أوألحان .. ..
بالرغم من أن وزير الدفاع السوداني.. لم يكن ضليعاً في خلق مشكلة الشعب مع جعفر النميري .
أي أن موقفه الوطني في صف الشعب . لم تكن تشوبه شائبة ..
( معلوم ..؟ .. مفهوم ..؟ ) ..
ولم تقم المنظمات والأفراد من هنا وهناك تطالب ” عبد الرحمن سوار الذهب ” وتتوسل اليه بأن يكون مرشحاً للرئاسة .
لأنه لو صار وزير الدفاع رئيساً للدولة , بتلك الطريقة . فستكون سابقة خطيرة . لا يدرك أبعاها المغفلون ..
فهذا معناه – فيما بعد – ان أي وزير دفاع , تسول له نفسه أن يكون رئيساً للدولة .. ممكن يختلق سبباً ليقوم بحركة مماثلة . علي أثرها يرفعه الشعب الأهبل لمنصب الرئاسة ..!
بعد التوسل والترجي من الشعب . والتمنع والتعزز , من وزير الدفاع – !
ومنصب الرئاسة . منصب سياسي مدني . لا دخل له بشغل الجيوش ..
وان كان وزير دفاع عندما ينحاز لجانب شعبه يكافئه الشعب بمنصب الرئاسة !
فماذا لو كسب وزير الدفاع . معركة حربية كبري . واتي بنصر مظفر ؟! ..
كيف يمكن أن يكافئة شعب أهبل ؟
طبعاً ممكن ينصبه الهاً أو نبياً . أو ولياً من أولياء الله الصالحين – علي الأقل – !
وبماذا يمكن أن يكافئه شعب عاقل ؟
الجواب : ليس أكثر من أوسمة , أو قلائد أو نياشين . فقط , ولاغير ..
بالاضافة لمكافأة التاريخ له . بحجز صفحة مشرقة باسمه ..
بس وخلاص . لا أكثر ولا أقل.
المناصب السياسية ولاسيما الكبري منها . ليست للمكافآت أو للتكريم . ولا للتعبير عن الشكر والامتنان .
انما هي مسؤوليات يحملها من تخصصوا فيها , وليسوا من تخصصوا في الحروب .
كانت تلك هي الحدوثة السودانية القديمة . ابنة ال30 عاماً .
وتوتة توتة . خلصت الحدوتة