نبيل عودة
تابعت الحركة الثقافية من ابداع أدبي ومسرحي وفني في البلاد منذ بداية وعيي ..ونشرت تقارير صحفية، مقابلات ومراجعات نقدية للنشاط المسرحي والموسيقي والغنائي خلال فترة طويلة جدا بدأت مع بداية العام (1964). أقول بأسف شديد اليوم، ان عدم وجود مؤسسات عربية محلية قادرة على استيعاب الدور الحضاري المؤثر للحركة الثقافية وسائر الفنون الثقافية والفنية، أسفر عن ضياع جهود الطلائعيين الذين قدموا تضحيات شخصية في إرساء القاعدة للتطور الثقافي متعدد الجوانب في أصعب مرحلة من تاريخنا.. لكنهم أهملوا وأفشلوا مع كسر الحصار السياسي والثقافي وصعود القوى التي كنا نحلم ان تعطي قفزة كبيرة للثقافة والفنون.
بعض الموهوبين المسرحيين أصيبوا بحالة يأس واعتزلوا النشاط المسرحي الخلاق الذي بدأوا به مسيرة حياتهم .. وكانوا قد كرسوا أحلامهم لرؤية تطور مسرح محترف وجماهيري ، منهم مثلا المخرج والممثل الموهوب صبحي داموني من الناصرة ، الذي قدم حتى نهاية السبعينات من القرن الماضي مجموعة كبيرة من الأعمال المسرحية إخراجا وتمثيلا، شكلت في وقته هبة ثقافية مسرحية غير مسبوقة، بعض المسرحيات عرضت عشرات المرات ليشاهدها آلاف المشاهدين من الناصرة والوسط العربي كله. أقول بمسئولية وثقة ان صبحي استطاع ان يرفع دور المسرح الاجتماعي والثقافي الى مرحلة متقدمة ومؤثرة!!
المفارقة المستهجنة ان صعود اليسار والقوى الوطنية لقيادة السلطات المحلية العربية داخل اسرائيل وتحريرها من سيطرة السلطة، وخاصة في الناصرة، لم يقد ، كما هو متوقع ومنطقي، الى تطوير النشاط المسرحي والثقافي، بل إلى شلله وتقزيمه في محاوله لجعله بوقا دعائيا يخدم تنظيمات سياسية. هذا ما دفع ثقافتنا إلى أوهام ثقافية، فردية وجماعية، لم نخرج منها حتى اليوم.
اسس صبحي داموني مثلا، مع مجموعة فنانين طلائعيين متعددي المواهب الفنية والثقافية “المسرح الحديث” في الناصرة قبل ان يقع ضحية للفكر الحزبي الذي حاول تأطيره وتحويله الى مجرد داعية يقدم “طقطوقات” تخدم نهجا. فأغلق مسرحه يائسا من واقعنا الثقافي، الذي تراجع بدل ان يتقدم، كما كان حلمه وحلمنا وترك وطنه ليستقر في باريس.
لعبت الصحافة كذلك دورا هاما لا أراه اليوم ، نقدا واستعراضا وتغطية صحفية. كان الإقبال على المسرح والأدب إقبالا جماهيريا منقطع النظير، نوع من التحدي السياسي أيضا في مفهوم ما. كانت الندوات الشعرية والثقافية تعقد أسبوعيا وفي مختلف البلدات العربية وبحضور متفاعل ونشيط من المئات، كانت المحاكم الشعبية لمختلف القضايا الوطنية أو الثقافية تقليدا يشد آلاف الحضور.. كانت الندوات الشعرية يحضرها الآلاف وتتحول إلى مهرجانات شعرية – سياسية. للأسف (وأقول هذا مستهجنا) صعود قوى يسارية لإدارة مؤسساتنا الرسمية انعكس سلبا ودمارا على الثقافة. بدأت ثقافتنا تترهل وتتهاوى، بدل ان يجد جيل المثقفين الطلائعيين، الأدباء، رجال المسرح وسائر الفنون الدعم والرعاية.. وجدوا الصد ومحاولات تقزيمهم وإخضاعهم سياسيا، فاعتزل من اعتزل وأبرزهم بالطبع صبحي داموني. نفس الحال جرت في الأدب والندوات الثقافية، اليوم نحتاج إلى محفزات وتأثير شخصي لإنجاح ندوة أدبية.
بالطبع الحياة لن تتوقف ، رغم الكبوة الطويلة التي طالت ثقافتنا .. بدأنا الانطلاق من جديد، لكننا خسرنا تجربة عظيمة وقاعدة شعبية هامة، لا اعرف اذا كنا قادرين على تجديدها بنفس قوة التضحية والاندفاع.
الدرس الهام الذي تعلمته، هو ان تحويل الثقافة والفن الى التزام سياسي هو غباء كبير ومدمر. الأدب هو أدب، هو معيار إنساني ، أي محاولة لجعله خطابا سياسيا أو قوميا أو انتخابيا هي عملية تدمير للمضمون الإنساني للثقافة.
اعترف اني كنت كاتبا مجندا لفكر سياسي، أقول بوضوح اليوم ان كل التسميات لهذا التيار، مثل “الواقعية الاشتراكية” هي تسميات غبية. حتى تروتسكي (من قادة ثورة اكتوبر ومؤسس الجيش الأحمر) اثبت في كتابه العبقري عن “الأدب والثورة” بطلان هذا الوهم عن خلق أدب واقعي اشتراكي. اليوم عبر تجربتي الكتابية التي بدأت مع أول قصة نشرتها عام (1963) اعرف أني أضعت سنوات هامة من عمري في أوهام الأدب الملتزم، رغم ان حسي الثقافي أنقذني بحالات كثيرة من القيود الدوغماتية التي وضعت نفسي داخلها.
لا بد أن اشير الى ان الأديب المفكر والناقد ، المحاضر الجامعي المتقاعد من السوربون، الدكتور افنان القاسم، ساعدني بشكل كبير في التخلص من الكثير من أوهامي عبر عشرات الملاحظات وبعض المراجعات النقدية لقصصي.
الأمر الذي يقلقني حقا اليوم هو غياب التخطيط الثقافي من مؤسساتنا الوطنية الشعبية والرسمية، وغياب الفهم العميق لأهمية هذا التخطيط وانعكاساته على مجتمعنا .
الثقافة هي معيار صحيح لقياس تطور المجتمع .. وغني عن القول ، ان المسرح يعتبر من أهم الأدوات ، وأكثرها فاعلية في إثراء الحياة الثقافية الاجتماعية ، والتأثير عليها .
شاهدت في السنوات الأخيرة مجموعة من المعارض الفنية، من الكونسرتات الموسيقية الغربية، ومن العروض الموسيقية والغنائية الشرقية .. أما المسرح فهو الغائب الكبير، ولا بد ان أسجل ان الأكثرية المطلقة من تلك البرامج كانت تخطيطا وتنفيذا لمبادرات طلائعيين وليس لمؤسسات قيادية غائبة عن الهم الثقافي والفني ، واتهمها أنها عاجزة عن فهم الدور العظيم الذي باستطاعة الثقافة والفنون ان تنجزه لشعبنا. حتى مسرح مناسب لهذه النشاطات لم يبنى في الناصرة وقدمت معظم النشاطات الهامة على مسارح البلدات اليهودية القريبة من الناصرة (الآن تعمل بلدية الناصرة على بناء قاعة ثقافية ومسرح عصري).
صحيح ان تلك النشاطات هي إثراء هام لحياتنا الثقافية والفنية. بالمقابل لا أرى تنامي الوعي (والرغبة في المكان الأول) لدى مؤسساتنا، واعني المؤسسات السياسية والسلطات المحلية وبعض مؤسسات الثقافة التي تحصل على تمويلات من مصادر عديدة، لتبني دورا في تنشيط الحياة الثقافية والفنية، إلا إذا اعتبرنا ان بنود برامجها التي تشمل الثقافة هي مجمل ما تستطيع تقديمه!!.
ان للثقافة والفن دورا تربويا حاسما في تنشئة الأجيال الجديدة ، التي نريدها ان تنشأ منتصبة القامة، صلبة العود، فخورة بانتمائها الوطني والحضاري ، وأن ترى بالثقافة والفنون والعلوم مقياسا لحضارة مجتمعنا. وليس بتمجيد أفراد – أصنام لدرجة العبادة في زمن سقوط الأصنام والأوهام حولها.
اني ارى الترابط العضوي الكامل بين الحديث عن الإبداع الثقافي، وطرح قضايا وإشكاليات هذا الإبداع والقصور الذاتي في توفير وسائل الدعم .
ان غياب اي برنامج ملموس في برامج الهيئات الرسمية ، للموضوع الثقافي (واذا وجد يبقى حبرا على ورق)، هو إشارة حمراء للواقع المتهاوي ثقافيا الذي نندفع اليه بدون وعي.
استطعنا ان نطور ثقافة إبداعية بهرت العالم العربي .. ووصلت الى العالمية ..في فترة سيادة أبشع أشكال الحكم العسكري وقيوده على حقنا بالعمل والحياة الكريمة والتواصل مع تراثنا وثقافتنا العربية خاصة وعالمنا العربي عامة وفرض الحصار الثقافي والاضطهاد القومي بأبشع وأقذر صورة والذي استمر الى أواسط السبعينات من القرن الماضي.
ان مجتمعا لا ثقافيا هو مجتمع من السهل هزيمته، تفسيخه .. وعزله عن محيطه الطبيعي .. وجعله مجتمعا يعيش في محميات طبيعية، أشبه بمحميات الهنود الحمر في الولايات المتحدة الأمريكية . هل نستطيع ان ننسى ما تفوه به لوبراني مستشار رئيس حكومة إسرائيل الأول ، دافيد بن غوريون للشؤون العربية ، عن رؤيته ، وعمليا رؤية السلطة الاسرائيلية .. بان المخطط تحويل الأقلية العربية الباقية في وطنها الى ” حطابين وسقاة ماء” ؟!
يومها كان الاتحاد السوفييتي قد اطلق رائد الفضاء الأول يوري غغارين الى الفضاء الكوني ليدور حول الأرض، فخرجنا بهتاف :”يا لوبراني حطابين بمطارق غغارين”!!
اليوم ارى اننا أصبحنا حطابين بمطارق الطائفية..!!
فقط عبر الرؤية النهضوية الفكرية والثقافية، استطعنا ان نهزم سياسة التجهيل، وأن ننطلق في أجواء المعرفة والثقافة والعلوم، لنتحول الى أقلية عربية متماسكة .. اليوم نتراجع، التهريج صار أهم من الفكر النهضوي. الغيبيات تحتل الساحة وتشل العقل. كل هذا ينعكس سلبا عن تطور ثقافتنا. ليس بالصدفة اني كتبت قبل سنوات انه لدينا الكثير جدا من الشعراء ولكن قلة في الشعر..
الظن ان معركتنا انتهت .. هو خداع للنفس. نحن في صراع دائم ومتواصل .. للأسف واقعنا أيضا يتغير للأسوأ.. ربما بسبب المساحة الديمقراطية الواسعة التي بتنا نتمتع بها، بدل ان نستغلها لتعميق الانتماء والإبداع أضحت تخلصا من الانتماء واستهتارا بالإبداع والانضواء تحت فكر طائفي فئوي. تنمية الانتماءات الطائفية اأفرزتنا الى مجموعة جماهير نفتقد للكثير من الروابط بيننا.. خاصة الانتماء القومي، هذا ينعكس أيضا على تطوير مفهوم متقدم لأهمية الفعل الثقافي !!
الثقافة ليست الإبداع الأدبي والفني فقط ، إنما الإبداع المادي أيضا بإنتاج ضروريات استهلاكية للإنسان وهذا ما نفتقده بالمستوى اللائق والكميات الكافية .
عندما نتحدث عن “حضارتنا العربية” نغرق في نوسطالجيا الماضي الصحراوي متوهمين انه كان ذروة التقدم، محاولين الاستعاضة به عن واقعنا “غير الحضاري” اليوم ، بذلك نلغي مستقبلنا أيضا.
ماذا ينفعنا تاريخنا إذا كنا غير قادرين على استئناف ما توقفنا عنده ؟!
من هنا رؤيتي ان للثقافة والتنوير أهمية عظمى في إحداث انطلاقة ثقافية حضارية. ومن هنا اقف ضد أبقاء العقل العربي خاملا مخدرا بأننا نملك العلوم ، وما هي الا “زغلول نجار” آخر ونصبح مصدري علوم وتكنولوجيات برائحة النفط!!
كفى ثرثرة حول إعجازات وهمية ندعي اننا سبقنا بها الغرب . متجاهلين أن علومنا ” المخبأة” (ومن أبرزها أن الأرض مسطحة وليست كروية) فات عهد صلاحيتها ، ولم تعد تنفع للتسويق ، في الوقت الذي تحولت العلوم الى قاطرة تنطلق بالمجتمعات الغربية، وتتركنا مترهلى العقل والجسد ، نجتر الماضي ونختلف في تأويله !!
nabiloudeh@gmail.com
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #إيران #الولي_الفقيه: تأجيل قانون العفة والحجاب… ما القصة؟!بقلم مفكر حر
- إشكالية قبول الأخربقلم مفكر حر
- موسم إسقاط الدكتاتوريات في #الشرق_الأوسط!بقلم مفكر حر
- ردود فعل مسؤولي #النظام_الإيراني على #سقوط_الأسد: مخاوف من ملاقاة نفس المصيربقلم حسن محمودي
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **بقلم سرسبيندار السندي
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **بقلم سرسبيندار السندي
- ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.بقلم مفكر حر
- ** تساءل خطير وحق تقرير المصير … هل السيّد المَسِيح نبي أم إله وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ابن عم مقتدى الصدر هل يصبح رئيساً لإيران؟ طهران مشغولة بسيناريو “انقلابي”بقلم مفكر حر
- ** ما سر تبرئة أل (سي .آي .أي) لبوتين من إغتيال نافالني ألأن **بقلم سرسبيندار السندي
- المجزرة الأخيرةبقلم آدم دانيال هومه
- ** بالدليل والبرهان … المعارف سر نجاح ونجاة وتقدم الشعوب وليس الاديان **بقلم سرسبيندار السندي
- رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسيةبقلم طلال عبدالله الخوري
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلامية
أحدث التعليقات
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :