(بقلم م ن س)
عرف العرب بالكرم نسبة الى شخصية حاتم الطائي الذي ولد في فترة ما قبل الاسلام, واشتهر بكرمه واخلاقه …وقصة ذبح ناقته لاطعام ظيف مر بخيمته, ورد اسمه في بعض الاحاديث النبوية التي يكذب صحتها الكثير اليوم, حاتم الطائي احد مسيحيي الجزيرة العربية الذي استقى كرمه من الكتاب المقدس دون شك, وتحديدا من الاية (من له ثوبان فليعط لمن ليس له).
بمرور السنين تناسى العرب لا بل تجاهلوا عمدا مسيحيته ونسبوه لهم لاظهار صفة لم يتمتعوا بها يوما, سرقوه ويا ليت احسنوا سرقتهم وتشبهوا بكرمه وجوده.. سرقوه من اجل حمل صفته فقط لا من اجل تطبيق افعاله, قال عنه الكثير انه اسطورة وليس له وجود, وانني حقيقة اؤيد هذا الافتراض لسبب واحد فقط هو ان الكرم العربي لم يكن سوى شعارا اثبتت الاحداث الجارية حولنا انه وهم ومن مخيلة العرب.
خير مثال على ذلك هو ازمة اللاجئين التي يعيشها المجتمع اليوم, فبالرغم من ان اكثر اللاجئين من العرب والمسلمين فان اكثر البلدان العربية والاسلامية لم تقبلهم على اراضيها, وان قبلت البعض منهم فنرى وضعهم البائس في مخيمات عشوائية تفتقر الى ابسط الخدمات الانسانية الضرورية, في المقابل نرى تلك الدول الكافرة و البعيدة جغرافيا واجتماعيا وعقائديا كيف تتعامل مع هؤلاء اللاجئين وكيف تعطيهم كل الحقوق التي يتمتع بها اهل البلد انفسهم.
حينما كنت صغيرا كانت مناهجنا التعليمية زاخرة بثرثرة لغوية حول ثقافة الكرم والسخاء والعروبة والاخلاص والتفاني, ووجدت ان مناهج اطفال المجتمع الغربي يخلو من تلك الثرثرة الجوفاء لتعلمهم الانسانية والرقي لابل حتى الرفق بالحيوان.
الازمة التي يعيشها العالم اليوم هي ليست ازمة لبضع لاجئين بل هي ازمة لمئات الالوف منهم وعل العالم كله ان تتظافر جهودهم باسم الانسانية, كل العالم يتحرك الا العرب الذين تناسوا الرجل الذي سرقوه ولو كان منهم وفيهم لما تناسوه, اداروا ضهرهم لاسوا ازمة شرقية تمر بتاريخهم رغم انهم الاقربون والاقربون بحسب الثرثرة اللغوية اقرب بالمعروف.
لن ينسى التاريخ.. وسيسجل اشرافه حقيقة مافعله العرب والمسلمون بابناء جلدتهم, اما رجاله المثرثرين كعادتهم سيكتبون ما لم يحدث ويتباهوا باوهامهم, و سيقولون اننا علمنا الغرب حتى الكرم, كما سبق لهم ان قالوا ان علوم العرب قد سرقها الغرب من كتبنا.. ولكنهم لن يقولوا اننا سرقنا حاتما وكرمه!!