“الأمة التى ليس لها رسول تصنع رسولها”
بروتس بالمفهوم السياسى هى خيانة الصديق للصديق , والواقع العربى عكس هذه الحقيقة فى اليمن و العراق و سوريا ومصر وأخيرا ليبيا القذافى. فهم بالأمس رفاق الدرب و المسيرة و لكن تم شرائهم بالمال و السلطة فانقلبوا ثوار و تناسوا ماضيهم اللصيق بالحاكم , وتبرئوا من مسئولية الماضى لعلهم ينفذوا بجلدهم. انفك الجميع عن الحكام و اشاروا لهم بالبنان وحملوهم المسئولية “و الله عجب العجاب” .
ثوار و عملاء … ظاهرة غير جديدة للعلم و اذكر بأن ” كينغ كونغ ” قائد المقاومة الهولندية مثلاً كان يعمل مع الألمان و كان يسرب المعلومات للمخابرات النازية. ثوار قطر و الناتوا و رامبو تعلموا لكنهم فى مدرسة سانت هيرست واستوعبوا تجاربهم فى قلب مدينة الضباب لندن …
لعقود زمنية طويلة بعد انكماش الإمبراطورية العجوز و توريث مستعمراتها للولايات المتحدة الأمريكية و التى بدأت فى انقلابات عسكرية فى العراق و مصر. هل تعلمون لماذا غنت أم كلثوم ” بغداد يا عاصمة الأسود و قلعة المجد و الخلود ” كان انقلاب قاسم يحرك من السفارة المصرية و المايسترو امريكى آنذاك إيذاناً بخروج الإنجليز و دخول الأمريكان. لقد سقط نظام الملك فاروق الإنكليزى اللون النازى القلب و قتل نورى السعيد الإنكليزى اللون و العراقى القلب, لقد كان نورى السعيد يستخدم الإنكليز بكل عبقرية من اجل العراق, فهو ثعلب عصر اربعينات.
و اليوم ثوار النيتو و الناتو و السيتو! و بقيادة رامبوا أصدقاء القذافى “سركوزى و برولبسكى” فرنسا و ايطاليا الميكافيلية …… ” الغاية تبرر الوسيلة ” , تلك هى اخلاق الغرب. لقد قتلوا الأمل العربى كما قتل بروتس بيلاطس ملك الروم! أن الخيانة و الغدر صيغة فى المدنيه المتحضرة الأوروبية.
كلكم شاهدتم نوعية الملابس و الوجوه و الأخلاقيات التى عرضت عليكم من خلال شاشة التلفاز , طالقى اللحى و ملابس متسخة و اشكال حاقدة … هؤلاء ليسوا بثوار! وإنما اشرار يكرهون اوطانهم, جاءوا من اجل السلطة و المال فقط.
ميكافللى لم يموت , صاحب ثقافة التقية الأوروبية . الحقيقة ان الميكافيلية هى سياسة سرقة و نهب خيرات الشعوب و الوصول الى السلطة, فكيف يتبنى ثوار الناتو مبادئ الغرب الكافر فى نظرهم ؟
أن المنافقين هم فى الدرك الأسفل من النار…