حتى انت يادكتور

رأوه يلطم على خده في ميدان التحرير في بغداد ويصيح :حتى انت يادكتور.
لم يجرؤ احد ان يسأله خوفا من ان يكون مجنونا او غاضبا، ولكن الامر اتضح بعد حين
اذ سرعان ماتناقل “جيش” الفيسبوك العراقي بيان هيئة النزاهة “والنعم” الذي ذكرت فيه
“انخفاض مؤشر تعاطي الرشوة في دوائر الدولة في شهر تشرين الثاني الماضي بنسبة 3% بعد ان ظل مرتفعاً فوق ذلك المعدل لعدة اشهر، فيما ابدت استغرابها من ان حملة شهادة الدكتوراه هم اكثر من يتقبل دفع الرشى من فئات السكان”.
واعرب بيان النزاهة عن استغرابه من ان حملة الدكتوراه تصدروا نسبة دافعي الرشى بين حملة الشهادات الأخرى اذ قدم 5 من 60 الرشى اي بنسبة 8.33% أعقبهم حملة البكالوريوس 127 من 2431 ثم الماجستير 10 من 234 أي بنسبة 4.27% وتقاربت نسبة الدبلوم والإعدادية لأكثر من 3.42 % والمتوسطة 2.35 % والابتدائية ومن لا يقرأون او يكتبون 1.86 % فيما لم يفصح 7.66 % من دافعي الرشى عن شهاداتهم”.
ترى حقهم، حملة الدكتوراه بحاجة الى حماية والحماية بحاجة الى رواتب والرواتب تصرف من جيب اولاد الملحة.
يعني بايجاز كل المثقفين وحملة الشهادات العليا هم لصوص.
لم يبق لدينا الا اولاد الملحة.
منطق مو؟.
وقالت الهيئة ” إن نتائج تحليل معطيات استبانة هيئة النزاهة الشهرية التي شملت 20494 مراجعاً في 379 دائرة في عموم المحافظات عدا إقليم كوردستان بينت ان 589 منهم لجأ إلى تقديم الرشوة أثناء ترويج معاملته اي بنسبة 2.87% من مجموع المستطلعة آراؤهم.
وبينت ان 153 مراجعاً لم يفصحوا عما اذا كان قد أعطى رشى للموظفين ام لا وأكد 19752 أنهم استكملوا معاملاتهم من دون ارشاء الموظفين.
واضافت ان 96 من دافعي الرشى تذرعوا بحجة طلب الموظفين واتهم 164 الدوائر بتأخير معاملته وعلل 168 سلوكهم غير الشرعي بالرغبة في تسريع انجاز معاملته وأحجم 236 عن ذكر الأسباب وادعى 15 بأسباب مختلفة في حين اقر 11 أنهم رشوا الموظفين لتمرير معاملاتهم غير الأصولية”.
المهم ان الاناث اقل نسبة من الذكور في تعاطي الرشى وهذا مبعث على الفخر فالمرأة العراقية مازالت محصنة من الفساد.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.