حبة حلب تعود لتؤرق السوريين …

samikheiamiوباء اللشمانياً الجلدية
Leishmania cutaneous
والذي كان يتراجع في سورية (20,000 حالة) في عام 2011، عاد للإنتشار من جديد ووصل عدد الإصابات عام 2015 أربعين ألفاً. سبب الإنتشار من جديد نقص الماء وسوء التغذية وكثرة القمامة وكل هذا يشكل بيئة مثالية للذباب الحامل لطفيليات الليشمانيا (ذباب الرمل) الذي تؤدي لسعته الى الإصابة بحبة حلب
Aleppo boil (fleuron d’Alep.
واللشمانيا الجلدية تؤدي الى تآكل الجلد مكان اللسعات وكانت منتشرة كثيراً في حلب ولذلك نجد أن معظم الحلبيين المولودين قبل ستينات القرن الماضي يحتفظون كذكرى لها، ندبة أو أكثر في جسمهم أو وجههم. وقد امتدت مناطق انتشار اللشمانيا الى دمشق وغيرها من المناطق. واللشمانيا لها تجليات أكثر خطورة ولكن الجلدية هي المألوفة في سورية. يساعد دواء
amphotericin B
على تسريع الشفاء منها. واضح أن استمرار الحرب في سورية وسياسات التجويع والتعطيش والإهمال البيئي تؤدي إلى إمكانية انفجار هذا الوباء في بلادنا. قبل تثبيت الإنتداب الفرنسي في سورية عام 1922 وفي فترة ‘الإحتلال العسكري الفرنسي
‘Occupation Militaire Française’،
افتتح الفرنسيون مكاتب بريد في سورية. وعند إفتتاحهم مكتب حلب عام 1921 ولتمييز طوابعه عن الطوابع السورية الأخرى، تم إضافة توشيح مربع صغير يمثل ‘حبة حلب’، وذلك على طوابع
Semeuse و Merson

الفرنسية. وأصبحت بعض القيم في تلك المجموعات من أندر الطوابع السورية. عسى أن تتوقف هذه الحرب المجنونة ويتراجع وباء ‘حبة حلب’ من جديد. حماكِ الله يا حلب، حماكِ الله يا سورية …

About سامي خيمي

سامي خيمي *سفير سوريا لدي بريطانيا, دكتور مهندس بمركز الابحاث العلمية واستاذ بقسم الهندسة الاكترونية جامعة دمشق
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.