عجية هي حبة الحنطة.صغيرة للغاية وحكيمة جداً.تدرك ما لا يجهله البعض. تعرف أن الموت عن العالم هو الطريق الوحيد لكي تأتي بثمر كثير.فيصير الموت إشتياق عندها. تندفن في الأرض بمسرة .تختفي. ثم ما هي إلا أيام و تنطلق مجدداً إلي الحياة.حبة الحنطة لا تحب حياتها بل تحب موتها لتنال حياة أعظم.حبة الحنطة لا يسرها أن تبقي سليمة و لا حتي في يد ملك .حبة الحنطة لا تتكل على ذراع بشر.بل تُسر لو صارت في أعماق الأرض بعيداً عن كل يد.هناك في الأعماق .تنصلب تنفلقى إلي نصفين.و من جنبها المفتوح تخرج ثمار مختزنة.ثمار عظيمة لا تقاس كثرتها.كانت تتواري داخل هذا الجسد المحدود..هي تنبعث من الموت لأن سر الحياة العظيمة في هذه الحبة الصغيرة.
المسيح هو حبة الحنطة التي زرعت علي الصليب.ماتت و إنفتح جنبها.و من جنبها ولدت الكنيسة .بالماء و الدم ولدت.إندفنت حبة الحنطة و سر الحياة فيها.إنبعثت من تحت الأرض إلي فوق السموات. الحبة الإلهية ثمارها لا تحصى.حبة الحنطة بعد أن أتت بالثمار المطلوبة فوق الشاروبيم و السيرافيم صعدت أعلى من كل السمائيات إرتقت و جلست علي العرش.حبة الحنطة التي صارت مصلوبة بالجسد كانت في الحقيقة ملك الملوك يسوع الإله الذى أكمل كل شيء هوذا الحقول قد إبيضت من زهو السنابل .نور الرب أشرق عليها.كل هذه الثمار نالت البنوة من حبة حنطة وحيدة الجنس. صارت الثمار مستعدة للحصاد بسبب الحبة التي أحبت الموت لأجلنا و بذلت حياتها بفرح لكي تهبنا الوجود.
الروح القدس فيك مثل حبة الحنطة.يختفي في الداخل لكن ثماره تنضح عليك و من فضلة سُكني الروح فيك يتكلم اللسان.و من كنز الروح في الداخل تخرج الصالحات .فإحتفظ بحبة الحنطة.التي قد تبدو صغيرة عند البعض لكنها عندك كالكنز.
أنت حبة الحنطة.في يد الزارع السماوي.الذي تجسد علي الأرض ليزرعك في السماء.يعرف الزارع السماوي أين يضعك.أين يغرسك.فلا تبعد عنه و مع أنك حبة الحنطة الذهبية فإن موطنك الوحيد الذي تأتي منه بثمر هو الطين . فلا تستنكف أو تظن أن الزارع يكرهك و لا يريدك أن ترتفع إذا ما غرسك في الأرض.كما إتضع فأنت مثله تتضع.و من الطين يصنع فيك ثمراً.أليس هو الذي من الطين خلقك في البدء.فإذا أعادك للطين فإعلم أنه يعيد تشكيلك و يستثمرك لمجد الأبدية.
حبة الحنطة تنغرس في الأرض لا يدرك مكانتها أحد.تتوارى عن كل الأعين.واحد فقط هو من يرعاها.عينه عليها في الأعماق. و لو صارت منسية عند الناس و مجهولة.فيما الزارع السماوي منشغل بها يعمل فيها عملاً عجيباً,و يبعثها إلي حياة أفضل و أعظم.ماتت حبة وحيدها و عاشت سنابل بآلاف الحبات و علي سنابلها عاش الآلاف و إقتات .فحبة الحنطة تحمل حبها للبشرية داخل جسدها الرقيق الصغير..و لأنها لم ترفض الموت إستحقت هذه الأكاليل.بينما لو رفضت الموت تبقي وحدها تشتكي وحدتها تذهب إلي الفراغ و لا يسمع بها أحد فيما بعد.لأنها لم تحب أن تموت لتعيش بل أحبت أن تعيش لتموت فعاشت و ماتت و لم تترك أثراً.حبة الحنطة عجيبة و حكيمة.
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- لفهم حرب #التعريفات_الجمركية التي يشنها #ترامببقلم طلال عبدالله الخوري
- #زياد_الصوفي يفتح ملف #سامر_فوز لمن يهمه الامربقلم زياد الصوفي
- ** هَل سيفعلها الرئيس #ترامب … ويحرر #العراق من قبضة #نظام_الملالي **بقلم سرسبيندار السندي
- ** ما علاقة حبوب الكبتاغون … بانتصارات نعيم قاسم وحزبه **بقلم سرسبيندار السندي
- ** فوز عون وسلام … صفعة أخرى لمحور المتعة والكبتاغون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل جحيم كاليفورنيا … عقاب رباني وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- لفهم حرب #التعريفات_الجمركية التي يشنها #ترامب
أحدث التعليقات
- Saleh on شاهد كيف يحاول اغتصابها و هي تصرخ: ما عندكش اخت
- س . السندي on #زياد_الصوفي يفتح ملف #سامر_فوز لمن يهمه الامر
- س . السندي on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- تنثن on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- Hdsh b on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام