حاكموا قتلة اليوم و عملاء اليوم و لصوص اليوم

تزوير الماضي ام تزوير الحاضرassadselfy
دأب عدد كبير من الفلاسفة تهشيم تاريخنا الماضي على سرد قصصا لاحداث مر عليها عدة قرون وبالرغم من تلك القصص جاءت على عدة روايات متناقضة الا ان اغلبهم تستوقفه الرواية المسيئة متجاهلا ضعفها و فقدان صدقية من نقلها
فمنهم من يتهجم على الاسلام ونبيه, و اخر على الصحابة والخلفاء و ثالث على القادة التاريخيين ومنهم من ينصب نفسه قاضيا ليحاكم تلك الشخصيات وفقا للرواية التي بين يديها حتى من دون ان يكلف نفسه عناء التطرق للروايات الاخرى و اجراء مقاربة او دراسة منطقية تاخذ بعين الاعتبار سيرة وتاريخ تلك الشخصية و تجاوز اية قصة تحكى عنه تتناقض مع الخط العام لتلك الشخصية
عرفنا من يتهجم على الاديان بانه رجل ربما كان يدين بدين اخر و صاحب نزعة متطرفة و هذا الهجوم قد يكون من صلب عقيدته وهو يتقرب به الى وليه ومولاه
ولكن ما يكون هدفه التاريخ نفسه متجاوزا الاحقاد الدينية الى الحقد على الامة ومخزونها الاخلاقي لا ادري كيف يمكن تصنيف هؤلاء؟
فهنالك من يحاكم خالد بن الوليد وفقا لرواية خاصة ارضت نواياه بينما العديد من المتتبعين لسيرة القائد خالد اثبتوا ضعف رواية متحدثنا
وهنالك من سفه صلاح الدين الايوبي وجعله في حكم القانون الجنائي اليوم بحكم المتأمر على الامة
جميعهم يحاكمون ماضينا بدون ادلة دامغة و يتجاهلون ما يجري الان من جرائم يندى لها الجبين موثقة بالصوت والصورة يقفزون فوق تلك الاحداث التي لا تحتاج الى ادلة فنحن جميعا شهود على مايجري و يتمسكون بقضايا خلافية او امور فيها من الشبهات ما يكفي لعدم الخوض فيها
لن يفيدنا محاكمة الماضي فالمتهمون وفق عرفهم قد ماتوا منذ امد بعيد
دع الماضي وشانه انه ترف و اسفاف العودة اليه لمحاكمته واهتموا بحاضرنا حاكموا قتلة اليوم و عملاء اليوم و لصوص اليوم فهذا النوع من المحاكمات هو الانجع

About جميل عمار -جواد أسود

كاتب سوري من حلب
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.