عندما كنت طفلا أحيانا كان والدي رحمه الله يأخذني إلى عمله في مصفاة البترول بحمص، حيث كان يعمل محاسبا، يرأس قسم الرواتب والأجور، وقد لاحظت يوما في منتصف السبعينيات امتعاضه مع بعض الموظفين الذين يعملون معه في القسم من اعداد الموظفين الكبير والهائل من الحاضنة الأسدية و الذين لا يعملون في المصفاة ومسجلين على قوائمها كمفرغين امنيين، حيث يجلسون في منازلهم ويقبضون رواتبهم مع العلاوات والمكافئات، حيث تبلغ اعدادهم اكثر من ضعف الاعداد العاملين المنتجين.
منذ البداية كانت دوائر الدولة السورية العصابات الأسدية الإجرامية الشريرة التي أسسها المجرم حافظ أسد مزرعة لجميع من يقدم له الولاء والطاعة من المقربين ، الذين تم دراسة ميولهم السياسية وولائهم بشكل دقيق من ناحية النسب والانتماء الأسري والطبقي والطائفي الخ، فكان وطننا سورية تتوزع ثروته على جميع من يريد أن يكون جزءا من هذه العصابة الحاكمة.
لذلك علينا أن ندرك بأن جزءا كبيرا من الموالين هم بالحقيقة جزءا لا يتجزأ من هذه العصابة، عملوا معها هم واهاليهم ولهم سجلات قذرة في التعاون الاستخباراتي والوشاية بأقرب المقربين له من أسرته و أقربائه وأصدقائه.
د. محمد زكوان بعاج