ج 1 / #مفهوم_الوعي !- #قراءة في #كتاب الوعي , #تأليف #سوزان_بلاكمور
مقدمة :
(سوزان بلاكمور)
Susan Blackmore
التي أعرضُ مُلخص كتابها (الوعي) هي من مواليد 1951 باحثة بريطانيّة في الپاراسايكولوجي .
مُحاضِرة في علم النفس ,إشتهرت بكتابها (آلة الميم) .
كتبت وساهمت في أكثر من 40 كتاب و 60 مقالة علمية !
الدراسات الخاصة بالوعي بدأت بالإزدهار فقط في هذا القرن الـ 21 عندما وصلت عِلوم النفس والأحياء والاعصاب الى نقطة يمكن عندها مواجهة بعض الأسئلة المُحيّرة على غرار :
ما الذي يفعلهُ الوعي ؟
هل كان لنا أن نتطوّر من دون الوعي ؟
هل يمكن أن يكون الوعي وهماً ؟
ما هو الوعي على أيّة حال ؟
بعض الغموض مازال قائماً في هذا الموضوع .إنّما التطوّر الذي حدث هو أنّنا بتنا نعرف عن الدماغ مايكفينا للإستعداد لمواجهة المشكلة على نحوٍ مباشر .وبشكلٍ خاص كيف يُمكن لإطلاق النبضات الكهربائيّة من ملايين الخلايا الدماغيّة ,أن يُنتِج تجربة واعية ذاتيّة شخصيّة ؟
***
ص 8 / لُغز الوعي !
هناك كثير من الأشخاص الذين يدّعون أنّهم وجدوا حلاً للُغز الوعي !
بعضهم يقترح نظريات موّحدة عظمى ,ونظريات ميكانيكيّة كميّة, ونظريات روحانيّة حول قوّة الوعي وما شابه .
إنّما أغلبهم يتجاهل الفجوة الكبيرة بين العالَمين المادي والعقلي ,أو الذاتي وغير الذاتي ,(يعني الفرق بين الدماغ والعقل) .
هذا التجاهل لن يساعدهم على فهم الوعي بطريقة صحيحة !
***
ص 9 / تجاربنا الذاتيّة !
فيما يتعلّق بالتجربة الإنسانية العادية ,يبدو أنّه هناك نوعين من الاشياء
مختلفَين تمامَ الإختلاف,دون وجود وسيلة واضحة لربطهما معاً !
هناك تجاربنا الذاتيّة ,مقابل عالم مادي خارجي يتسبّب في حدوث تلك التجارب !
مثلاً مشاعري برؤية المنازل والأشجار البعيدة فوق تلٍ بعيد .أو سماع بوق السيارات على الطريق السريع .أو الإستمتاع بدفء غرفتي وحميميتها .أو مشاعري بصوت خدش الباب الذي تُحدثهُ قطتي محاولةً الدخول الى الغرفة .تلك الأشياء تجارب خاصة لديها طابع لايمكنني نقله الى أيّ شخص آخر .حتى أنّني أتسائل :هل تجربتك مع اللون الاخضر هي نفس تجربتي ؟ هل تشّم للقهوة نفس الرائحة التي أشمّها ؟
أبداً لايمكنني الإجابة عن مثل تلك التساؤلات !
فتلك التجارب (غير القابلة للوصف) هي ما يُطلِق عليه الفلاسفة إسم
“التجارب الواعية الذاتيّة”
***
ص 10/عالم مادي خارجي !
لكن في المقابل فإنّي موقنة تماماً (تقول سوزان بلاكمور),بأنّه هناك عالم مادي خارجي يتسبّب في حدوث تلك التجارب!
قد تراودني الشكوك بشأن تكوين هذا العالَم أو بشأن طبيعتهِ الأكثر تحديداً إنّما لا أشّك في وجوده !
لأنّي لو أنكرتُ وجوده فلن أتمكن من تفسير السبب الذي سيجعل القطة
تندفع على الأرجح الى الداخل إذا فتحتُ لها الباب !
المشكلة أنّ هذين النوعين من الأشياء يبدوان مختلفان عن بعضهما !
فهناك أشياء ماديّة حقيقيّة ذات حجم ووزن وشكل وصفات أخرى يمكن قياسها والإتفاق عليها .
وهناك أيضاً التجارب الذاتيّة مثل الشعور بالألم أو إدراك لون تلك التفاحة التي أراها أمامي الآن !
عموماً فعلى مرِّ التاريخ تبنَّى كثير من الناس قدراً من فكرة الثنائية !
بمعنى أنّهم آمنوا بوجود عالَمَيْن مختلفين فعلًا !
هذا هو الحال في معظم الثقافات(غير الغربية) اليوم .وتشير إستطلاعات
الرأي إلى أنّ هذا الأمر ينطبق على معظم المثقَّفين الغربيين أيضًا !
وتكاد الأديان السماوية الكبرى تكون ثنائيّة تمامًا !
فالمسيحيون والمسلمون يؤمنون بوجود روح غير مادية وخالدة !
والهندوس يؤمنون بمفهوم الإئتمان ,أي الذات الداخلية المقدسة !
البوذية وحدها هي التي ترفض فكرةَ الروح أو النفس الداخلية الدائمة !
لكن حتى بين الأفراد الذي لا يَدينون بأيِّ دين ,تسود فكرةُ الثنائية في الثقافات الغربية!
فنظريات (حركة العصرالجديد) تتحدث عن قوى العقل والوعي والروح كما لو كانت قوًى مستقِلةً عن بعضها .
ويؤكِّد المعالجون بالطبّ البديل تأثيرَ العقل على الجسد كما لو أنّهما كيانان منفصلان .تلك الثنائية متغلغلة في لغتنا الى درجة أنّنا نقول عقلي أو جسدي .وكأنّ (أنا) كيان مستقل عن (كليهما) !
***
ص 11/ الثنائيّة الديكارتيّة !
في القرن السابع عشر إقترح الفيلسوف الفرنسي الشهير رينيه ديكارت (1596 ــ 1650) رسميّاً أشهر نظريّات الثنائيّة ,التي تُعرف بإسم الثنائيّة الديكارتيّة ,والتي تقوم على فكرة أنّ العقل والدماغ يتكونان من مواد مختلفة !
وفقاً لديكارت فإنّ العقل غير مادي وغير ممتد بمعنى أنّه لا يحتل حيّز !
بينما الجسد (وباقي العالَم المادي) ,يتكوّن من مادة ماديّة ممتدّة !
المشكلة في هذه النظرية واضحة / كيف يتفاعل الجانبان ؟
إقترح ديكارت أنّهما يلتقيان في الغدّة الصنوبريّة الدقيقة في منتصف الدماغ .لكن هذا لم يحّل المشكلة لأنّ هذه الغدّة كيان مادي .
مشكلة التفاعل هذه تُفسِد أيّ محاولة لوضع نظريّة ثنائيّة مقبولة !
لذلك يرفض غالبية العلماء والفلاسفة فكرة الثنائية لصالح فكرة الأُحاديّة !
لكن الخيارات المُتاحة قليلة وإشكاليّة في نفس الوقت !
فالمثاليّون (المؤمنين بالأديان والعقائد) يجعلون العقل عنصر أساس .لكن يتحتّم عليهم تفسير وجود عالَم مادي متسق !
أمّا الأحاديّون المعتدلون فيرفضون فكرة الثنائيّة ,لكنّهم يختلفون حول الطبيعة الأساسيّة للعالَم وكيفيّة توحيدهِ !
يوجد خيار ثالث هو الماديّة وهو أكثر المذاهب شهرةً بين عُلماء اليوم!
يعتقد الماديّون أنّ المادة هي الأساس .لكنّهم حينئذٍ يجدون أنفسهم بصدد
المسألة التي يدور حولها هذا الكتاب / كيف يتسنى لهم تفسير الوعي ؟
كيف تنشأ تجارب ذاتيّة من دماغ مادّي موضوعي ؟
يُطلَق على تلك المشكلة إسم “المشكلة الصعبة للوعي”
هذه عبارة صاغها عام 1994 الفيلسوف الأسترالي ديفيد تشالمرز .
عندما أراد التمييز بين هذه المشكلة الخطيرة وباقي المشكلات السهلة .
المشكلات السهلة (حسب تشالمرز) هي تلك التي نعرف حلّها من حيث المبدأ .من قبيل الإدراك الحسّي ,التعلّم ,الإنتباه ,الذاكرة ,كيفيّة تمييز الأشياء ,الإستجابة للمؤثرات ,وكيف يختلف النوم عن اليقظة !
كلّ هذه الأمور هي مشكلات سهلة على حدّ قوله ,إذا ما قورنت بالمشكلة الصعبة حقّاً الخاصة بالتجربة ذاتها !
لكن ليس الجميع متفق مع تشالمرز,فالبعض يزعم أنّ “المشكلة الصعبة” لا وجود لها أصلاً .وأنّها تعتمد على مفهوم خاطيء عن الوعي !
أو على التقليل الكبير من أهميّة المشكلات السهلة !
تُطلِق الفيلسوفة الأمريكيّة (پاتريشيا تشيرتشلاند) على هذا الامر إسم “مشكلة خِداعيّة” ,قائلةً أنّه لايُمكن أن نُقرّر سَلَفاً أيّ مشكلة هي الأصعب حقّاً .وتضيف :إنّ هذه المشكلة تنبع من الحَدَس الخاطيء ,بأنّنا إذا فسّرنا الإدراك الحسّي والذاكرة والإنتباه وباقي التفاصيل الأخرى ,فسوف يتبقى شيء هو “الوعي” نفسه !
***
ص 12 / ما الوعي ؟
لايوجد تعريف للوعي متفق عليه ,لكن بعض الإسئلة تعطينا فكرة عنه.
مثلاً :كيف يكون الحال لو كنتَ خَفَّاشاً ؟
إحتلَّ هذا السؤالُ الغريب أهميّة في تأريخ دراسات الوعي عندما طُرِحَ لأول مرة في خمسينيات القرن العشرين .ونال الشهرةَ على يد الفيلسوف الأمريكي توماس ناجيل عام 1974 .الذي إستخدم هذا السؤالَ لتحدِّي مذهب الماديّة .ولإكتشاف ما نعنيه بكلمة الوعي !
ليرى لماذا يجعل الوعي مشكلةَ (العقل – الجسد) مُعقَّدة الى هذا الحدّ؟
يوّضح (ناجيل) فكرته فيقول :مانعنيه بالوعي هنا ,هو (الذاتيّة)!
فإذا كان هناك حال مُعيّن للكائن الذي يصبح خفاشاً ,(يعني حال يشعر به الخفّاش نفسه من دون غيره) ,إذاً فالخفّاش كائن واعي !
وإذا لم يكن له ذلك الحال المُعيّن ,فالخفّاش غير واعي !
***
ص 13/ لا وعي في الجماد !
فكّر الآن (على سبيل المثال) في الكوب الموضوع أمامك على المكتب .
وإسأل نفسكَ :ماهو الحال لو كنتُ كوباً ؟
ستجيب نفسك بسرعة :لا يوجد أيّ حال على الإطلاق ,لأنّ الأكواب ليست واعيّة !
لكن إنتقل الى البكتريا ,الديدان ,الذباب ,الخفّاش ,وإسأل نفس السؤال .
ستواجهك مشكلة في الإجابة على أيّ حال ستكون !
ذلك أنّه لا يمكنك أن تعرف ,كيف يكون الحال لو كنتَ دودة؟
فكما يقول (ناجيل) :إذا فكرتَ أنّ هناك حال معين عندما تكون دودة ,
فأنتَ تعتقد أنّ الدودة كائن واعي !
لكن (ناجيل) إستخدم مثال الخفافيش كونها مختلفة كثيراً عنّا نحنُ البشر .
فهي تطير ,تعيش معظم حياتها في الظلام ,تتدّلى رأساً على عقب من الأشجار أو في كهوف رطبة ,تستخدم نظام سونار بدلاً من الإبصار لرؤية العالَم ,وذلك عندما تطلق أصوات صرير حادّة متلاحقة أثناء طيرانها ثمّ تحلّل الأصداء المرتدة الى آذانها الحسّاسة لتعرف طبيعة العالّم حولها !
***
ص 14 / المُلغّز ناجيل !
كيف سيكون الحال إنْ كنتَ تدرك طبيعةَ العالم حولَكَ هكذا؟
لا فائدةَ من تخيُّلِ نفسكَ خفَّاشاً ,لأن الخفَّاش الناطق المُثقَّف لن يكون خفَّاشاً طبيعيٍّا على الإطلاق!
وفي المقابل إذا أصبحتَ خفَّاشًا طبيعيّاً ,فليس في مقدورك التفكير أو الكلام ,ولن تستطيع الإجابةَ على سؤالِكَ!
لذا أشار (ناجيل) أنّنا لن نعرف ذلك أبداً ,وخلصَ الى أنّ هذه المشكلة لا حلّ لها .لذا لقبّوه بـ “المُلغّز” !
يشاركه هذا اللقبَ أيضاً الفيلسوفُ الأمريكي (كولين ماكجين) إذ يقول:
نحن البشر مُنغلقون مَعرفيّاً فيما يتعلّق بفهم الوعي !
بمعنى أنّه لا أملَ لدينا في فهم الوعي تمامًا .مثلما أنّه لا أملَ في أن يقرأ أحد الكلابِ الجريدةَ التي يحملها فَرِحاً في طريق عودتهِ من المتجر!
ويتَّفِق معه في ذلك عالمُ النفس (ستيفن بينكر) قائلًا:
إنّنا قد نكون قادرين على فهم معظم التفاصيل الخاصة بكيفية عمل العقل
إنّما الوعي نفسه قد يظلّ بعيدَ المنال عن فهمنا إلى الأبد !
لكن في نفس الوقت هناك الكثير من العلماء لا يشاركون ناجيل نظرته التشاؤمية .مع ذلك فإنّ سؤاله (ماذا لو كنتَ خفّاشاً؟) أفاد في تذكيرنا
بنقطةٍ بالغةِ الخطورة عند الحديث عن الوعي .إذ لا جدوى من الحديث عن الإدراك الحسّي أو الذاكرة أو الذكاء أو القدرة على حلِّ المشكلات
بإعتبارها عملياتٍ فيزيائيةً بحتة ,ثم نزعم أنّنا قد فسَّرْنا الوعْيَ .
إذا كنتَ تتحدَّث عن الوعي حقّاً فعليكَ أن تتعامل بطريقة ما مع الذاتية !
كما يتعيّن عليك أن تحّل المُشكلة الصعبة وتفسّر كيف تنبع الذاتيّة من العالّم المادي ؟
أو يتعيّن عليك (إذا كنت تنكر الوعي وتعتبره وهماً) ,أن تُفسّر لماذا يبدو حاضراً بقوّة هكذا ؟
إنّما في كلتا الحالتين لن تستطيع القول أنّكَ تتعامل مع الوعي إلّا إذا كنت تطرح السؤال : (ماذا سيكون الحال لو كنتَ …..؟) !
يُطلق على هذا المعنى الأساسي للوعي أيضاً إسم الظاهراتيّة أو الوعي
الظاهراتي .وهما مصطلحان صاغهما الفيلسوف الأمريكي (نيد بلوك)!
يقارن بلوك بين الوعي (الظاهري/التلقائي),الذي يتعلّق بالكيفيّة التي تكون عليها عندما تكون في حالة معيّنة ,مع (وعي الإتاحة أو التأمّلي)
الذي يشير الى إتاحة المعلومات الموجودة في عقلنا للتفكير .أو توجيه الأفعال والكلام !
إذاً فالوعي الظاهراتي الذي تحدّث عنه ناجيل هو جوهر مشكلة الوعي !
***
ص 15 / نقطة خلافيّة !
الآن نحن على إستعداد لتناول واحدة من أهمّ النقاط الخلافيّة في الدراسات الخاصة بالوعي ,وهي :
هل الوعي عنصر خارجي نمتلكه (نحن البشر فقط) إضافةً الى قدراتنا الخاصة بالإدراك الحسّي والتفكير والشعور ؟
أم أنّه جزء جوهري أساس لا يتجزّأ في أيّ كائن لديه قدرات الإدراك الحسّي والتفكير والشعور؟(يقصد باقي الحيوانات)!
هذا هو السؤال الأهمّ الذي يعتمد عليه كلّ شيء آخر ,ربّما عليكَ الآن أنْ تُقرّر أيّ خيار ستفكر فيه ,لأنّ تبعات كلا الخيارين مثيرة للدهشة تماماً !
(إنتهى الجزء الأول من تلخيص كتاب الوعي) !
***
الخلاصة :
كلّ شيء يتعلّق بالعِلم والبحث العِلمي ,يقرأه الإنسان العادي ,يفيده في حياته عاجلاً أو آجلاً !
أحيانا تكون الفائدة كبيرة الى حدّ تقرير المصير والسلوك والطريق الذي سوف ينتهجهُ ذلك الإنسان باقي حياته !
كمثال يقرّب فكرتي لكم :
أنا ألاحظ معظم الشيوعيين العراقيين خصوصاً والعرب عموماً ,يبدؤون بإعتناق الشيوعية ومعها الماديّة والإلحاد التام بوجود ألهة من أيّ نوع .
حتى أنّهم يضحكون من أيّ متديّن يؤمن بالماورائيّات!
إنّما بتقدم العمر ,وربّما بإصابتهم بمرضٍ ما ,تراهم يهرولون الى ربّهم طلباً للسماح والمغفرة !
ماذا يعني ذلك ؟
يعني أنّهم لم يفهموا المادية عندما إعتنقوها .بل لم يعتنقوا أفكارهم أصلاً عن قراءة وعِلم وإختبار وتمحيص ,إنّما هي وراثة أو بسبب حالة ظرفيّة أو إقتصادية خاصة !
مثال آخر من واقعنا :
بعد حرب عاصفة الصحراء على العراق بسبب تمادي الطاغية صدام حسين في غيّه على الآخرين ,وجدنا غالبية النساء العراقيّات قد تحجبنّ !
معناها عندما كانوا سافرات ,كانوا في شكّ أنّهم على ضلال مبين ,لكنّهم مستمرين فيه لا أعرف لماذا ؟
الوعي (الذي يشرحه هذا الكتاب) يمكن أن يفيد القاريء في إختيار أحد الطريقين الرئيسين في الحياة .أقصد / العِلم أم الأديان ؟
ولا تقولوا لافرق ولا خلاف بينهم .فالبون شاسع لو تعلمون !
[أداة لجسدكَ هو عقلك الصغير ,هذا الذي تُسميّهِ روحاً .
أدوات ولُعَبْ هما الحسّ والعقل ,خلفهما تكمن الذات] نيتشه !
***
رعد_الحافظ#
19يناير 2016