تحت العنوان أعلاه وبمبادرة من المجلس الوطني للمقاومة الإيراني عقدت ندوة على الإنترن اليوم الإثنين 27 حزيران 2016 شارك فيها المهندس محمد ياسين نجار عضو المجلس الوطني السوري ووزير الاتصالات والنقل والصناعة في الحكومة المؤقتة السورية ود. سنابرق زاهدي رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانيه.
وكانت المحاور الرئيسية لهذه الندوة كالتالي:
– ما هي اهداف زيارة جواد ظريف لفرنسا ولهولندا والدول الأوربية الأخرى؟
– ما ذا يفعل قاسم سليماني مرة أخرى في جنوب حلب وما ذا حدث في الفلوجة؟
– هناك تكامل بين هاتين الزيارتين من الجناحين في نظام ولاية الفقيه الجناح «المعتدل» يبحث عن الانفراج في أروبا والجناح المتشدد يبحث عن مزيد من المجازر بحق الشعبين العراقي والسوري.
– قاسم سليماني يهدد الدول العربية با لعنف المسلّح وجواد ظريف يوحي بتحسين العلاقات! من الصادق بينهما؟
– هذا ما يفعله النظام الحاكم في إيران لكن الشعب الإيراني سيقول كلمته يوم التاسع من تموز في المؤتمر العام للمقاومة الإيرانية بضرورة القضاء على هذا النظام بكافة تياراته وفصائله.
وتم بث بعض تقارير ميدانية جديدة من الشهيد خالد عيسى الصحفي الميداني الشجاع الذي خطر بحياته من أجل أيصال صوت أبناء شعبه المظلوم إلى أسماع العالم. وقد أعد الشهيد خالد عيسى عدة تقارير خاصة لقناة الحرية الناطقة باسم المقاومة الإيرانية كما تم بثّ هذه التقارير في الندوات الأسبوعية. وقدّم الشهيد نفسه في أحد تقاريره الميدانية بهذه العبارات:
«أنا خالد العيسى مصوّر ميداني مع هادي العبدالله نحن في هذه المنطقة الساخنة نذهب لنغطّي ما يحدث من معارك ومن مجازر ومن جرائم. في الآونة الأخيرة في حلب رأينا أن هناك تصعيد من قبل الطيران الروسي والنظام على المدنيين. هناك كثير من المجازر وصار كثير قصف المدنيين، صار نزوح هائل. فاندفعنا أن نجي على حلب لنغطي هذه المجازر. حاولنا قدر الأمكان نستطيع تغطية ما يحدث بس هذا الأمر يحتاج إلى الآلاف من الصحفيين في الحقيقة… الدافع الذي خلّانا أن نصوّرهذه المشاهد في المناطق الخطرة هو أننا لما نشوف كثير من النساء ونشوف كثير من الأطفال ونشوف هذه الجثث وهذا الكمّ الهائل في الأرض شهداء ترخص روحك عليك وترى أن انت انسان حتى ما قدمت كل شيء وتحس ّ حتى في التقصير رغم كل شيء تعمله…»
وبعد هذه التقارير عن الشهيد خالد عيسى بدأ د. زاهدي حديثه قائلاً:
«النظام الحاكم في إيران نظام ولاية الفقيه نظام بني منذ اليوم الأول على القمع في الداخل وعلى تصدير الارهاب والحروب في الخارج. وأضاف النظام عموداً ثالثا وهو السلاح النووي ليكون ضمانا للعمودين الرئيسيين. لكن العمود الثالث فرض عليه التخلي عنه ولو بشكل مؤقت. لكن العمودين الأول والثاني لايزالان موجودان وكل يوم يمرّ يتوغل نظام ولاية الفقيه أكثر من ذي قبل في التمسك العملي بهما. من هنا نرى أن عهد الملا روحاني يشهد مزيدا من الإعدامات في إيران بالمقارنة عما كان سابقاً حتي في عهد أحمدي نجاد وأصبح عدد الإعدامات المعلنة في العام 2015 اكثر من ألف حالة وهذا العدد رقم قياسي للإعدامات في ايران منذ 25 عاما.
وفي مجال تصدير الحروب الطائفية والإرهاب الصورة أكثر وضوحا ونرى أن حجم تدخلات نظام ولاية الفقيه في الدول الأخرى والحروب الطائفية التي يؤجهها في العراق، وسوريا واليمن والبحرين ولبنان وغيرها من الدول خلال السنوات الثلاثة الأخيرة كان أكثر بكثير عن سابقاتها. ولا شك أن نظام الملالي استغل المفاوضات النووية مع الغرب لأضفاء الشرعية على وجوده وعلى ممارساته القمعية وعلى تدخلاته الواسعة في شؤون العراق وسوريا وغيرهما من الدول. هذا هو الواقع الذي نراه أمام أعيننا.
فلم يصل من «اعتدال» روحاني المزعوم إلى الشعب الإيراني سوى مزيد من الاعدامات وكبت الحريات واعتقال ستمائة ألف شخص خلال عام ومزيد من الفقر والتضخم والغلاء وشراء الأطفال والأجنّة قبل الولادة و… كما لايصل من هذا الدجل إلى شعوب الشرق الأوسط وشعبي سوريا والعراق سوى مزيدا من المجازر والإرهاب والقتل والحاق الدمار بالمدن والقرى ومضاعفة عدد الميلشيات الطائفية ودعوة الروس إلى إكمال الجرائم بقصف المدن والمدنيين بالقنابل الفتاكة الفسفوريه والحارقة وما شابهها.
فيجب أن ننظر إلى بعض التغييرات أو التطورات في داخل النظام الإيراني من هذا المنظار. على سبيل المثال عزل أمير عبداللهيان من منصبه في الخارجية وتعيين شخص آخر مكانه لامغزى له سوى محاولة من النظام ليوحى بتخفيف اللهجة حيال العرب لكنه في الحقيقة يريد أن يدفع الآخرين بتخفيف لهجتهم ضده. ولايعدو هذه العملية أكثر من مناورة ينمّ عن الدجل في نظام الملالي كأول سمة لنظام ولاية الفقيه.
وهنا نشاهد حضور قاسم سليماني في جنوب حلب. حيث أمره خامنئي بأن يبقى في تلك المنطقة، وذلك محاولة منه لمنع انهيار معنويات قواته بعد مال لحقت بهم خسائر متتالية بيد أبطال الجيش السوري الحر
الحقيقة هي أن هذا النظام يعاني في الوقت الحالي من عزلة خانقة بعد إدانته بإجماع الدول الإسلامية في قمة منظمة التعاون الإسلامي وبعد ما فرض الحظر على الحجاج الإيرانيين لأداء فريضة الحج ووبعد ما يواجه نشاطات المقاومة الإيرانية في الداخل الإيراني وفي مختلف الدول.
هذا النظام يبذل كل جهده ليوحي للجميع بأن ليس هناك حل لإيران إلا من خلال هذا النظام فعلي الجميع أن يقبل بهذا الوقع ويتأقلم معه. لكن الحقيقة هي أن الشعب الإيراني له حساب منفصل تماما عن النظام وقد أثبت هذا الشعب والممثلين الحقيقيين لهذا الشعب أن هناك حل. والمؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية في باريس في التاسع من تموز خير دليل على هذه الحقيقة.
هناك حقيقة دامغة يعتبر هذا التجمع أفضل دليل لها وهي ضرورة الفصل بين الشعب الإيراني وممثليه من جهة والنظام الحاكم في إيران من جهة أخرى، حيث أن الشعب الإيراني مستاء من نظام ولاية الفقيه وتصرفاته داخل إيران وخارجها ولايريد استمرارهذا النظام بل يريد التخلص منه واقامة إيران حرة ديمقراطية مسالمة تعيش مع بلدان العالم وقبل الكل مع جيرانه وبلدان المنطقة في جوّ من السلام والأخوّة والاستقرار والطمأنينة. ووجود أكثر من مائة ألف من أبناء إيران في هذا التجمع شاهد لهذه الإرادة. ويأتي عشرات الآلاف إلى هذا التجمع ليعلن للعالم أن إيران كهذه ممكنة الحصول والوصول شرط أن تحترم دول العالم والغرب بشكل خاص إرادة الشعب الإيراني للتغيير.
الإيرانيون الوافدون إلى باريس يأتون لتأييد مشروع السيدة مريم رجوي زعمية المعارضة الإيرانية للحل الثالث لمشكلة إيران وتأكيدها بأن حل مشاكل الشرق الأوسط رهين بحل مشكلة إيران وذلك من خلال تغيير ديمقراطي بيد أبناء الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية. وعملية التغيير ممكنة في إيران عبر الإعتماد أولاً على إرادة الشعب الإيراني للتغيير وثانياً على مقاومة منظمة ناضلت منذ خمسين عاماً ضد نظامين دكتاتوريين من أجل تحقيق الحرية والديمقراطية وحكم الشعب بمشاريع وخطوط عريضة واضحة وبتمسكها على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وجميع المواثيق الدولية، وقد دفعت ثمناً باهظاً في هذا المجال من خلال تقديم مائة وعشرين ألفاً من أعضائها وأنصارها في سبيل تحقيق هذه الطموحات. المقاومة التي تعد البديل الوحيد ل نظام ولاية الفقيه. »
وقد أكد المهندس محمد ياسين نجار في جانب من حديثه
«إذا أردنا أن نتكلم عن ايران التاريخ وعند الدولة الحضارية العميقة الموغلة في القدم نشاهد الآن نشاهد مشهدا آخر لإيران. نشاهد دولة تحاول أن تصدّر نفساً طائفياً إلى المنطقة غير المسبوق. في الفترات السابة لم يكن هناك أي صراع طائفي موجود سواء في العراق او في لبنان او في البحرين أو السعوديه او سوريا. بل أن الشعوب تكاد أن تتطابق وتقترب من بعضها البعض وبذلك تكون إسلامية خالصة. لذلك نحن نعيش في عهد تأجيج الحالة الطائفية من خلال الاستفادة من تواجد الطائفة الشيعية في هذه المنطقة بعملية تشبه بركان. الآن ما يحدث في هذه المنطقة سواء في العراق أم في سوريا هو حرب عالمية تقوم بها دولة اقليمية وتقوم على الأرض السورية او الارض العراقية بممارسات تعود إلى العصور الوسطى بل قبلها، من خلال عمليات قتل ممنهج، ممارسات واضحة طائفية تثير الكثير من الأحقاد والضغائن بين شعوب المنطقة التي يمكن أن تبني حضارتها السابقة وتكون مركز إشعاعي في العالم. العمليات الآن أظن أنها سوف ترتدّ على إيران. لأن عمليات التأجيج الطائفي ستكون أول المتضررين لها شعوب المنطقة كلها. نحن نعيش حتى نبني دول حضارية وليس عمليات قتال. إيران تدعي أنها دولة براغماتية أنا أقول أنها دولة انتهازية. هذه الأعمال انتهازي ويحاول أن يلعب على كافة الأطراف، يريد أن يصنع كافة الأطراف ما يريدون. لكن الممارسات على أرض الواقع هي ممارسات متطابقة سواء الحرس الثوري وأيضا الوزارة الخارجية، ومنبع ذلك كله هو الولي الفقيه. إذن هذا النظام الذي ابتدعه الخميني هو نظام يريد من خلاله مصادرة حريات الشعوب إلى أن تكون القرار بيد شخص واحد يتم مبايعته ويعتبر من يعصي أوامر الولي الفقيه او شخصية مارقة أو شخصيه خارجة على الدين. لذلك أنا أقول إن نظام الولي الفقيه يتطابق مع نظام داعش آليـة تكفيرية واحدة. هناك شخص إسمه خميني والآن خامنئي وهناك ابوبكر البغدادي. فما هو الفارق بين هذا وذاك؟ الأثنان وجهان لعملة واحدة. آلية التعامل أيضاَ. من خلال الحمائم والصقور اللعبة التي لم تعد تنطلي على أحد. كنا نقول أنه يمكن أن يكون هناك فارق لكن عند ما نلاحظ أن ليس هناك أي تصريح اخلاقي، أنا لا اقول تصريح يتعاطف مع الآخرين، بل تصريح أخلاقي يجرّم القتل، يحرّم عمليات استهداف الأشخاص، التأجيج الطائفي. لذلك ما نلاحظه على لسان روحاني أو خامنئي او جواد ظريف هو نفس التصريحات بس بصياغة مختلفة، بأسلوب أحيانا منمّق وباسلوب فجّ… في القرن الواحد والعشرين كنا نتمنى أن ننتقل إلى عصر حقوقي ديمقراطي يكون للشعوب كلمتها.
إنا الأن سعيد باقتراب موعد انعقاد مؤتمركم الذي أتوقع أن يكون هناك له تواصل عالمي وتواصل جماهيري إيراني ويكون بارقة أمل للإيرانيين.
هذا النظام الذي يحاول يصوّر نفسه أنه نظام عسكرتاريا هو نظام ديني متطرف يحوّل الدين السمح، الدين الإسلامي دين الأخلاق ودين التواصل ودين المحبّة إلى دين قتل وإلى يحاول أن يروّج إلى أن هناك صراع بين طوائف. بينما الحقيقة هي أننا عندما نرى التاريخ نرى أن الإمام أبوحنيفة أن أستاذه الإمام جعفر الصادق. لذا يحاول هذا النظام أن يرتدّ إلى ما قبل الإسلام بلبوس طائفي داخل هذه المنطقة. لذلك المطلوب من شعوب هذه المنطقة التواصل والتعاطف الذي نراه مع الشعب الإيراني ومع الشعب السوري في محنته. لذلك هذه العملية التواصل الجماهيري هي بارقة أمل المنطقة التي يحاول النظام تدميرها اقتصاديا وتدميرها شعبياً أيضاً. زرع ضغائن غير موجودة سابقاً. سابقا كانت هناك علاقات اقتصادية بين إيران وسوريا على التاريخ في تجارات الأقمشة وتجارات أخرى… وأن اظن أن العشب الإيراني سينتفض كما انتفض سابقاً ولن يقبل إلآ بدولة ديمقراطية مدنية تكون مصدر إشعاع وحضارة للعالم.