حين تقوم الدولة بصياغة و تطبيق القوانين بمساواة يختفى التصعب أما حين تتحالف السلطة مع الدين تبرز الصراعات من العدم حين يظن مدير أمن المنيا أنه مندوب الإرهابيين في السلطة فيعوق المسيحيين عن صلاتهم لله فلا يظن هذا الشرطى أنه ينجو.حين نجد سبعة كنائس مغلقة بسبب هذا الرجل و أشباهه نعرف أنه وضع في نفسه أن يعوق عبادة المسيحيين لا أن يهتم بالأمن.حين ترفض المحاكم توثيق عقود الزواج المقامة في تلك الكنائس بدعوى أنها كنائس غير مرخصة فهذا تحالف إرهابي بين القضاء و الأمن يستهدف المسيحيين كما يفعل بقية الإرهابيين بالعنف.محافظ المنيا يخضع للمتشددين و يستخدمهم لتنفيذ تعصبه ضدهم حتي يبدو هو بريئا من التعصب بينما هو يكذب كما يتنفس كلما تعلق حديثه بالكنائس.
– حين تعلم أنه توجد في مصر أكثر من ألفين كنيسة مغلقة لا تندهش كما لا تصدق أيضاً ما يروجه البعض عن حقوق الأقباط فهذا كله للتصدير الخارجى و ليس للإستهلاك المحلى.حين تعرف أنه توجد كنيسة في ملوي مغلقة منذ 34 عاماً لدواع أمنية تتأكد أن الدواعى الأمنية هي نفسها الدواعى الإرهابية. حين تعط الدولة تصريح هدم للكنائس الآيلة للسقوط ثم لا تعط نفس الدولة تصريح بناء لنفس الكنيسة تعرف أنك تعيش في دولة وهابية بالنموذج المصرى.هذا ما جعل المسيحيون يصلون في كنائس آيلة للسقوط أفضل من العجز عن بناءها بعد هدمها.هنا الصلاة فى أخطار في أسفار .
– حين تصدق أن قانون بناء الكنائس كان لبناء الكنائس تكون مخدوعاً فقد كان تقنينا لإيقاف بناءها حسب الواقع الذى يعيشه مسيحيو مصر.كم نبه غيرنا و نبهنا أن هذا القانون فخ تشريعى يلزم أن نتجنبه فلم يتجنبه أحد. فى ظل عدم وجود القانون أغلقت الكنائس و في ظل وجود القانون إستمر إغلاقها و لم تصدر تصاريح بناء كنائس إلا لما يخدم النظام ككنيسة العاصمة الجديدة.الناس نفس الناس التى تمسك بالسلطة الحقيقية أما السلطة الرسمية فهي عاجزة قدامها.
– حين يتم حرق كنيسة في المنيا في الثمانينيات فتغلق حتي الآن ساعتها تعرف أن الحرق لا يستهدف الجدران لكنه يستهدف قلوب الأقباط.و أن التعصب هو الشعلة الدائمة للإرهاب و أن محافظ المنيا و مدير أمنها ممسكين بهذه الشعلة يتسلمونها و يسلمونها من جيل إلى جيل و يخلقون إنتحاريين جدد ينتشرون في البرلمان و الحكومة و الشرطة والقضاء.
– فى المنيا تجد إستراحة للمسنين مغلقة لدواع أمنية فلا تضحك.و حين تجد دير راهبات مغلق لنفس السبب فقل إنها دواع إرهابية و ليست أمنية.حين تجد الدولة فى قرية القايات تستهدف بيت الشمامسة الذى بني في 1999 و أخذ قرار هدم ثم تمتنع الدولة عن التصريح بالبناء لسبب وجود مسجد بجوارها في المنيا فلا تسأل أيهما بني أولاً بل إسأل أيهما يحظى بترحيب الإرهابيين من المسئولين في المنيا.لا تسأل عن سر وجود أربعين مسجد حول بعض الكنائس دون أن يشتكي مسيحى واحد .إرفع قلبك إلى السماء و إنتظر العدل الإلهى.
– حين تتبرع نائبة قبطية لفرش المساجد و لا يقلقها إغلاق الكنائس .حين يخطب قس فى إفتتاح مسجد و يكاد في كلماته أن يشهر إسلامه .حين تخرس ألسنة النواب الأقباط جميعهم فلا كلمة أو موقفاً قبالة التعصب ضد الكنائس و ضد من يصلى فيها ,تعرف أن هناك أمر غريب دخل قلوب بعض المسيحيين و أننا نحتاج إلى إيمان حقيقي و ليس كاذباً.
– حين تعرف أن مدينة العدوة بالمنيا لها أسقف و ليس فيها كنيسة فإعلم أنها مأساة تمس الوطن بأكمله.حين تعرف أن سكان بعض القري هناك مضطرون للسفر أكثر من عشرة كيلومترات لكي يصلوا قداساً يحق لك و لهم أن يتألموا على حالهم والأدهى بعد هذا كله أن يخرج سكان القرى الأخري المتعصبين و يمنعوا هؤلاء الغرباء القادمين من الوصول للقرية الأخرى للصلاة؟ حين تعلم أنهم يتجمعون في بيت يتعلمون فيه كلمة الله تحت التهديد كل لحظة بإقتحام البيت و حرقه بمن فيه و حين تعلم أن 24% من المبانى الخدمية موقوفة فى مصر و حين تعلم أن عدد بؤر التوتر فى المنيا وحدها هو 31% من بؤر التوتر في مصر كلها و بينما تسمع الهمس من المسيحيين متوسلين عاوزين كنيسة تسمع الصراخ و الإنفلات من الهاتفين الإرهابيين في المنيا قائلين مش عاوزين كنيسة. إنتظر الرب لا تضطرب بل إسأل الله العدل و لا تسأل الناس فيما بعد.
– بيان نيافة الأنبا مكاريوس يعكس أن الكيل قد فاض فكلمات البيان الذى أصدره تفضح الجميع بقوله(المنهج هو المنهج، والآلية هي ذات الآلية، وفي كل مرة نُواجَه بنفس السيناريوهات والمبرّرات البغيضة مثل: الوضع محتقن الحالة الأمنية لا تسمح وربما كان ضمير بعض المسئولين هو الذي لا يسمح إن العادة هي ألّا تسمح لنا الأجهزة بالطرق الرسمية بفتح ما هو مغلق، وممنوع كذلك إقامة مبنى جديد أو كنيسة، ولم نعد من سنين نبني كنيسة كاملة (بالقباب والمنائر والصلبان والأجراس). والأماكن التي يدّعي بعض المسئولين أنهم قاموا بتوفيق الأوضاع لها، هي في الواقع أماكن تمارس فيها الشعائر من سنين) .دم شهداء المنيا ما زال يصرخ و الإرهابيون يتمخطرون في شوارعها.
– لما عرض مدير أمن المنيا على الكنيسة تدريب الكشافة لكي يتولوا حماية الكنائس بالمنيا علمنا أن المنيا ستتعرض لهجوم و أن مدير الأمن لا يريد أن يموت أحد من الشرطة بالمصادفة فعرض تدريب غير المختصين من الشباب المسيحي الغيور لكي يكون جميع المستهدفين مسيحيين أو ربما يأت يوم و ينسب نفس الأمن للكشافة أنهم ميليشيات مسيحية مدربة للعنف فى الأحداث الطائفية.لكن الأنبا مكاريوس رفض الفخ ورفض الفكرة .الرب يحمي شعبه دون حاجة لأمن متواطئ مع الإرهابيين.ثم ماذا نضيف عن سيدة الكرم و عن سجن إبنها و إخلاء سبيل المعتدين عليها .هل في المنيا قانون أم أنها دولة إرهابية مستقلة أخذت الحكم الذاتى للسلفيين بها و الدواعش من مسئوليها.