جرائم حُثالة الجنس البشري ضدّ المسيحيين مازالت مستمرة !
مبدئياً أنا اُعلن ندمي الشديد عن كلّ كلمة ومقالة كتبتها مدافعاً عن الشعب الليبي وثورتهِ , ضدّ العقيد المجنون المقتول !
ولا تقولوا لي أنّ هذهِ الحادثة الجريمة البشعة ضدّ المسيحيين المصريين السبعة , لا تُمثّل الشعب الليبي !
وبصراحة شديدة , يوم مقتل العقيد نفسه , راودتني مشاعر متناقضة بين الفرح بالخلاص منهُ وتحرّر الشعب الليبي من جهة .وبين الحُزن والخوف من تلك القسوة التي ذكرتني بقسوتنا (نحنُ العراقيين) مع مليكنا الأخير (فيصل الثاني) والوصي عبد الإله , ورئيس وزرائه نوري السعيد .
ربّما مقياسي لطبيعة الشعوب ومسالمتها لا يُعجبكم ,على أنّهُ قاصر .
لكن أوّل ما يخطر ببالي تعامل الشعب مع الرئيس أو الملك المخلوع .
وإنظروا لو شئتم لتأريخ المصريين الحديث لتروا تعاملهم المعقول مع الملك فاروق . ثمّ مع الرئيس المتنحي مبارك . وحتى مع الرئيس المعزول مرسي .
الدليل الثاني كان قتل السفير الأمريكي الذي ساعدهم في التحرّر من طاغيتهم في سبتمبر 2012 , وكان لي مقال يومها عن الحادث .
والدليل الثالث جاء بالأمس بمقتل المسيحيين المصريين السبعة .
لا لشيء , سوى أنّهم على دين آخر !
الصور التي وصلتنا على الفيس بوك بشعة الى حدّ الجنون , فقد كان القتل بإطلاقات نارية في الرأس وبعض الجماجم قد تحطمّت كلياً .
كيف تكون العنصرية إذاً , إذا لم تكن هذه جريمة عنصرية بإمتياز ؟
وهل يكفي شجب رئيس الوزراء الليبي , الذي هو نفسه تعرّض للخطف بضعة أيام على أيدي الإرهابين الذين يملؤون شوارع ليبيا دون أدنى قلق يساورهم بالقبض عليهم .
معناها هم الكثرة وليسوا قلّة من الشعب ,أليس كذلك ؟
كيف يحترم هذا الشعب نفسه بعد اليوم إذا لم يجلب القتلة ويُحاكمهم علناً ؟
***
الخلاصة :
خجل شديد بل عار كبير , يشعر به كلّ إنسان سوي مع تلك الجريمة .
أنا لا أنتظر من جامعة الدول العربية , ولا حتى من الأمم المتحدة أن تُحرّك ساكناً ضدّ هذه الجريمة البشعة .
فطالما حدثت قبلها جرائم مماثلة ضدّ إخوتنا المسيحيين في العراق ومصر وبلدان اُخرى , وغالباً لن تكون هي الجريمة الأخيرة من هذا النوع .
الحلّ في ظنّي , صحوة شعبية في بلادنا البائسة ضدّ كلّ أنواع الجرائم وخصوصاً العنصرية منها . فهي تؤلم أكثر كون الضحية لم يفعل شيء
بإختياره حتى يستحق الموت !
منظمات المجتمع المدني في ليبيا وغيرها , هي التي يجب أن تتحرك وتشير الى المتشددين وتضغط على الإعلام في كلّ بلد , لتقديمهم الى المحاكمة العلنية .
لأنّهُ لا يوجد حضيض أكثر ممّا وصلنا إليه , وآن وقت تنظيف أنفسنا !
الرابط من ال
BBC
العثور على جثث 7 مسيحيين مصريين قتلى شرقي ليبيا
رعد الحافظ
26 فبراير 2014