يحلمون بسمكة قرش ليهزموا علي سلام
بقلم: نبيل عودة
لا بد أن أوكد أولا، إني أترقب معركة انتخابات مهرجانية في مدينة الناصرة. المعنى ان كثرة المرشحين هي ظاهرة إيجابية جدا، وهي بفضل الطريق التي فتح جسورها انتصار علي سلام في الانتخابات السابقة. طبعا ليس شرطا ان فوز علي سلام هو ما ارمي اليه، من المؤكد انه لي رأيي ولا أخفيه، وهو قناعتي انه لا بد ان ينتخب علي سلام مرة أخرى ليعزز الطريق الإدارية ونوعية العلاقات مع الجمهور النصراوي التي بادر اليها علي سلام بانتصاره وأضحت علامة مميزة لأسلوبه الإداري… وهي مسألة عظيمة الأهمية للجمهور، الذي بات قادرا على التعبير عن رأيه، والتوجه لإدارة البلدية ورئيس البلدية مباشرة حول مختلف القضايا التي يعاني منها المواطن. وهو ما كان شبه مستحيل تحت ادارة الجبهة، رغم ان الجبهة نفذت العديد من المشاريع الهامة. لكن القطيعة مع المواطنين جعلتها ادارة تعيش في المريخ وليس في مدينة الناصرة.
طبعا أتوقع ما هو أهم، ان يكون الدور الذي لعبه علي سلام حتى اليوم، فتحا لطريق إدارية، وأسلوب علاقات، وانفتاح على المواطنين، لم يعد مجال للارتداد عنها الى الخلف. ولينتصر من ينتصر .. انا طبعا اشد الخطى مع علي سلام وأثق بانتصاره!!
الآن نعود الى قضية القضايا. طُرحت أسماء عديدة كمرشحين لرئاسة البلدية، بعد ان أصبحت الطريق مفتوحة بدون سيطرة حزبية أغلقت كل منافذ للمنافسة الديموقراطية من مرشحين مستقلين لا ينتمون لأحزاب او تنظيمات سياسية. كان هناك تردد من مواجهة “الحزب الحاكم” – أي الجبهة التي سيطرت أربعة عقود طويلة، عزلت فيها البلدية عن الجمهور .. واشبعته شعارات نضالية ومهرجانات تمجيد لشخصياتها. بينما وصول مواطن لرئيس البلدية لطرح قضية ملحة امامه، لم تحل عبر كادر الموظفين، كانت عملية معقدة تحتاج الى وسطاء وانتظار طويل للغاية، يقارب الستة أشهر، أقول ذلك عن معرفة، إذ أن قريب لي عضو في الحزب الشيوعي لم ينجح بالوصول لرئيس البلدية الا عبر وساطة عضو بلدية سابق بعد ان هدد بالاستقالة من الحزب.
ولن اتحدث عن التعامل حسب العلاقات الشخصية، وليس حسب القانون .. ولدي نماذج، منها نموذج شخصي، ارجو ان لا اضطر لها.
المعلومات الأخيرة التي تتسرب الي عبر روافد عديدة، انه يجري تجاهل المرشح لرئاسة البلدية الذي انتخبته الجبهة، وأعني السيد مصعب دخان. قادة الجبهة يواصلون التفكير باتجاهات عديدة، منها اختيار مرشح توافقي سبق وان كتبت عنه، بل والبعض يصر ان مرشح الجبهة ليس شرطا ان يكون السيد مصعب دخان.
يجري تداول أسماء عديدة لن نخوض فيها الآن حتى تصبح رسمية!!
حساباتهم اشبه بمن يصطاد السمك في البحر الميت.
ننتظر ان يخرجوا شباكهم بما اصطادوه.
السؤال الذي ما زال مسكوتا عنه، ما هو موقف سائر المرشحين من اختيار مرشح توافقي؟
انا شخصيا اعتقد ان التفكير بمرشح توافقي هو نهج صحيح لمواجهة علي سلام. تعدد المرشحين سيكون لصالح علي سلام، ووجود مرشح توافقي واحد، من الشخصيات التي أعلنت انها ستخوض المعركة الانتخابية، هو أيضا لن يغير من النتيجة النهائية بأن يفوز علي سلام بالأكثرية كرئيس وفي العضوية أيضا. ولكن يمكن ان يؤثروا بالمرشح التوافقي على عشرة اصوات لن تغير من كمية السمك الذي يصطادونه في البحر الميت.
اللعبة الانتخابية القادمة معروفة نتائجها سلفا. لعل ذلك يعيد الوعي لبعض الأخوة المرشحين ويوفرون على أنفسهم الحلم بصيد سمكة قرش في البحر الميت.
اود أخيرا ان اشيد بكل من تجرأ على طرح نفسه مرشحا لرئاسة البلدية. لكني انصحهم بالتمهل، وان لا يحلموا ان الجسور التي شقها علي سلام امام المرشحين هي جسور ستقودهم للانتصار، نحترم كل مرشح منافس لكن من حق كل انسان ان يختار من يراه الأفضل لمواصلة طريق فتح أبواب البلدية امام الجمهور .. طريق إعادة بلدية الناصرة لأهل الناصرة.
واسماك القرش من البحر الميت لن تغير النتائج!!
nabiloudeh@gmail.com