الاتحاد الماروني العالمي
جبران ليس عربياً، بل سريانياً آرامياً!
الإتحاد الماروني الأمريكي:
لمناسبة مهرجان تكريم الأديب الكبير جبران خليل جبران في الولايات المتحدة الأمريكية، وجه الإتحاد الماروني الأمريكي بشخص رئيسه السيد طوم حرب، رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي، الجنرال كولين باول، نقتطف منها أهم ما جاء فيها:
حضرة وزير الخارجية ، الجنرال كولين باول المحترم:
نحن نعلم تمام العلم أن الأمريكيين المتحدرين من أصول مشرقية، شديدي الحساسية فيما يتعلق بمسائل التراث و قضايا العدالة و السلام في المنطقة. من هذا المنطلق، اسمح لي أن أطرح سؤالاً حسَّاساً، لا يمس المليون و النصف أمريكي من أصل ماروني فحسب، و إنما المجتمع اللبناني الأمريكي بأكمله.
في السابع من شهر أيار الحالي، شاركتم بكلمة ألقيتموها في الحفل السنوي الثالث على التوالي، و الذي نظمته المؤسسة العربية الأمريكية، لتوزيع جوائز مستوحاة من إنسانية جبران خليل جبران. و بطبيعة الحال، فإننا كاتحاد، ليس لدينا أي اعتراض على أي حفل، الغاية منه تكريم جبران. غير أنه لا يسعنا إلا الإعراب عن قلقنا حيال نعت هذا الإنسان اللبناني الأمريكي بـ “العربي الأمريكي”.
إننا نصفق لكل من يقوم بتكريم جبران كرجل عطاء كبير في مجال الفن و الأدبين الأمريكي و اللبناني. إلا أننا نجد نفسنا مضطرين للإعراب عن استياءنا و رفضنا القاطع لادعاء المؤسسة العربية الأمريكية بانتماء مطلق شخص ماروني لبناني إلى الجسم العربي. فجبران خليل جبران، ذلك المهاجر اللبناني الماروني، ولد في قرية بْشِرِّي في شمال لبنان، كمسيحي ماروني من أصل سرياني آرامي. أما عائلة جبران فتنتمي لمجتمع و قرية آرامية مارونية منذ أكثر من 1500 عاماً. كما أن اللغة السريانية الأم و الأصول السريانية المارونية لا تنسحب على مجتمع جبران و ذويه فحسب، بل على أجداده أيضاً ـ هؤلاء الأجداد الذين كانوا من أشدِّ مقاومي الغزوات العربية. لقد دافعت بْشِرِّي و المناطق المحيطة بها، عن نفسها و قاومت بضراوة، و لقرون عديدة، عدا العثمانيين، جحافل الأمويين و العباسيين و المملوكيين أيضاً.
بالإضافة إلى ذلك، فإن أثار جبران الأدبية تمحورت حول ارتباطه العاطفي بلبنان كأمة، و النضال ضد العثمانيين و العرب الذين أنكروا على لبنان استقلاله. و لا يسع من يقرأ أشعار جبران الشهيرة المكرَّسة لعمليات الإبادة الجماعية لسكان جبل لبنان، إلا أن يفهم أن جبران لم يكن إلا مارونياً و لبنانياً أمريكياً كرَس نفسه من أجل حرية وطنه الأم.
… إن نعت جبران بالعربي، لا يمكن اعتباره إلا إهانة لجبران و لمجتمعه. و نحن، كموارنة أمريكيين و لبنانيين أمريكيين، نرفض بشدَّة كل محاولة ذات خلفية سياسية، لسرقة رموزنا و ردِّهم لأصول عرقية أخرى. بالإضافة إلى ذلك، فإننا نعرب عن عظيم استياءنا من استغلال اسم جبران في محافل تشرِّع سياسة التفرقة العرقية ضد الجاليتين المارونية و اللبنانية، ومصادرة رموزهماالقومية في أمريكا.
مترجمة عن ألإنكليزية بتصرُّف.