وصفت صحيفة «جارديان» البريطانية المملكة العربية السعودية، بأنها «مملكة مصنوعة من الرمال» وأن السلام الذى يسود بداخلها قد يكون «وهميا»، داعية أمراء وملوك السعودية إلى سماع صوت الإصلاح فى المرحلة الانتقالية المقبلة فى السعودية.
وأوضحت الصحيفة، فى افتتاحيتها أمس الأول بعنوان «بيت آل سعود: مبنى على الرمال»، أن الاضطرابات التى تجتاح الشرق الأوسط لا تعتبر أمرًا مبالغًا فيه، مضيفة أن المملكة العربية السعودية مازالت فى «ساحة الهدوء» رغم الاضطراب العارم الذى يضرب منطقة الشرق الأوسط، قائلة إنه فى ظل عدم تطبيق إصلاحات قوية، من المحتمل ألا يستمر ذلك الهدوء.
وتابعت: «الصدع التاريخى بين المسلمين السنة والشيعة هو وراء الغزو الأمريكى للعراق، واليوم يمتد هذا الصدع من منطقة الشرق الأوسط إلى الخليج العربى».
وأوضحت الصحيفة أنه مع نشوب نصف دستة صراعات فى منطقة الشرق الأوسط، لا يوجد دولة أو حدود فى مأمن من التغيير العنيف، مضيفة أن «السلام الذى يسود بيت آل سعود قد يكون وهميا».
واعتبرت الصحيفة أن تعيين الملك عبد الله بن عبدالعزير آل سعود، عاهل السعودية، لنجله الأمير متعب، قائدا لوزارة الحرس الوطنى، يعد إحدى حلقات سلسلة التدابير الرامية إلى تمهيد الطريق لخلافته، قائلة إنه «من الحماقة أن يعتقد حكام السعودية أنه تم تجنب الأسوأ».
وأكدت الصحيفة أن علامات تحذير أمراء السعودية باتت فى كل مكان، مشيرة إلى أن الحكم على اثنين من النشطاء البارزين فى مجال حقوق الإنسان فى شهر مارس الماضى بالسجن لمدة ١٠ سنوات بتهمة نشر أخبار مضللة للإعلام، دفع أحد أكبر رجال الدين فى السعودية، الشيخ سلمان العودة، إلى التنديد بأفعال النظام.
وأضافت: «مملكة آل سعود أبعد من أن تكون متماسكة، فهناك ٢٠ من أبناء الملك عبد الله بن عبدالعزير آل سعود ينتظرون دورهم فى الخلافة».
واختتمت «جارديان» بالقول إنه من الضرورى أن يسمع صوت الإصلاح فى المرحلة الانتقالية المقبلة فى السعودية، إذ لا تزال هناك فرصة للتغيير بصورة سلمية، مشيرة إلى أنه فى حال تجاهل هذا الصوت فإن ما حدث فى البلاد القريبة لا يستبعد حدوثه هناك.